ثورة ٢١ سبتمبر ٢٠١٤م النجاح والتميز لاعظم الثورات في القرن ٢١
لم تكن ثورة ٢١ سبتمبر ٢٠١٤م عادية ولا يمكن مقارنتها بثورات اخرى معاصرة او سابقة فقد تفردت بخصائص فريدة اكسبتها القوة والديمومة والنجاح بقدرة الله عز وجل وحكمة قائد حكيم وتسليم رجال ذوي عزم و بصيرة ، فالتسليم لهذا القائد والوعي والبصيرة من خلال ثقافة القرآن الكريم وانطلاقها من عمق مباديء الاسلام الاصيل حفظ لها قوتها وحال دون اختراقها او السيطرة عليها والالتفاف عليها او تجييرها على حساب مكونات معينة وهي الثورة التي ايقظت وعي المستضعفين ومكنتهم من مسك زمام الامور بكل قوة زاقتدار و حكمة وبصيرة ونأي عن البغضاء وتلانانية والاخذ بالثأر او الانتقام ، بل مدت يد العون للجميع واستوعبت في طياتها كل آمال وطموحات الشعب اليمني بكل مكوناته ، فهل يا ترى نحن اعطينا لهذه الثورة حقها في التعاطي والترميز والنشر والتصدير وفي ترسيخها في وجدان الشعب اليمني وابنائه وللاجيال اللاحقة .
في اليمن الوضع كان خاص. استثنائي وفريد من نوعه من حيث الظروف التي مرت منذ عام 2001 م وبداية مرحلة جديدة من التدخل الأمريكي في اليمن ; وبما أننا نتحدث عن ثورة ذات نموذج جديد في العالم العربي وهي ثورة 21 سبتمبر 2014م والتي كانت ثورة حتى اليوم لم تلق الإنصاف من كثير من المحللين والسياسيين في العالم إلا ما ندر ؛ حيث كانت تتمتع بخصائص قوية تفتقر لها أغلب الثورات في العصر الحديث باستثناء بعض هذه الثورات ؛ فهذه الثورة الوليدة لم تكن وليدة يومها فقط ونما كانت بداياتها وجذورها ذات المضامين الدينية تبدأ من عام 2001 بداية مشروع السيد الشهيد حسين الحوثي رضوان الله عليه والذي ضحى بنفسه شهيدا هو والآلاف من أجل هذا المشروع الثوري الشامل ،
كان نتاج كل هذه الحروب التي شنت على صعدة والأحداث الجسيمة الأثر الأكبر في فضح مساويء النظام السابق وتشكيل وعي لا بأس به لدى الشعب أسس لقناعات بمشروع القضية والسعي للتغيير وان المستحيل لا يمكن أن يكون هو قدر هذا الشعب ، الروح الثورية المتقدة لاتباع السيد الشهيد والثقافة الحسينية التي يتبنونها والوعي ألمتراكم والخبرات التي اكتسبوها أوجد قيادات حصيفة ومحنكة ومستعدة للتضحية تحت قيادة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ،
كما أن تمادي النظام وتنصله عن الحوار على أسس عادلة وقبوله بالمبادرة الخليجية بعد ثورة 11 فبراير المخترقةاكسب الشعب قناعات راسخة بمستوى المؤامرة الكبيرة والخطيرة في حق هذا الشعب ، ولا ننسى أن صمود تيار شباب الصمود في الساحات فوت على العدو مآربه التي يسعى إليها وادخله في مرحلة حرجة وسبب له حرج كبير لم يهنأ بالنصر الوهمي الذي حققه ثوار الغرف والمتسكعين في سفارات أمريكا والسعودية من بقايا الإصلاح وفلول عفاش وأدى إلى انكشاف الأقنعة وظهور ما هو مخبأ في طيات المبادرة الخليجية التي تقتضي تقسيم اليمن إلى أقاليم تنفرد كل دولة استعمارية بإقليم معين ، حيث افشل أنصار الله ومن معهم من الثوار الأحرار هذه المؤامرة الخطيرة جدا بحق هذا الشعب ،
واستمر الأنصار والأحرار في التعاطي مع كل المكونات بكل حكمة وصبر ونأوا عن الجراح وتناسوا كا قد حصل ومدوا يد العون والسلام للجميع ومكنوا الكل من العمل تخت مظلة الحوار والعدالة والتشارك في المسئولية وبكل نزاهة واقتدار واحترام للجميع ،
وهذا ما إكسبهم احترام الجميع في الداخل والخارج وإقامة الحجة على المتربصين والانتهازيين والعملاء وهذا هو ما توضح للشعب ومان أكبر الأسباب في تفكيك ما تبقى من حاضنة لهذا النظام الارعن بكل مكوناته ، التي بها اختلف الحروب زوج بالجيش في حروب كانت آخرها حرب عمران ثم تلاها انفجار ثورة 21 سبتمبر الخالدة وانهيار منظومة الفساد والعمالة وهروبها إلى الخارج ، كانت هذه الثورة من أنزه الثورات واشرفها وتحت قيادة حكيمة وجماهير واعية وذكية غير قابلة للخداع والتوظيف باساليب الاستخبارات وغيرها وتدرجت في مراحلها بحرافة ودقة تعكس مستوى حكمة القيادة ووعي الثوار الذين دخلوا صنعاء وتعاطوا مع الجميع تحت مبدأ (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم ) وعفوا عن الجميع وتعاملوا بمثالية منقطعة النظير فلم يفكروا بأخذ الثأر من قاتلهم لسنوات وسنوات ولم يستحوذوا على المناصب ولم ينقلبوا على أحد ولم ينهبوا مؤسسات الدولة بل حافظوا عليها أيما حفاظ وكذلك حرصوا على توفير الأمن والأمان ونأوا بجراحهم المثخنة في صمت ومدوا يد العون والشراكة للجميع ،
إذن هل رأينا ثورة نزيهة مستقلة بهذا الشكل وهل كانت هذه الثورة تدار بايادي خارجية من داخل سفارات دول أجنبية ومن أروقة البيت الأبيض ،
انها الحقيقة التي لا بد أن يعترف بها الجميع ولا بد للشعوب العربية أن تحذو حذو هذه الثورة العظيمة التي لم تلق لها متسع من الوقت لدراستهاوتصديرها إلى الشعوب المستضعفة ليعرف العالم أن نهج الثورة على منهجية كربلاء والإمام الحسين ع هي غير الثورات التي تتحكم بها أمريكا وإسرائيل في هذا العالم والتي تذهب سدى وتؤسس لمرحلة جديدة من العبودية والاستعمار ،
ومن العجيب أن تكون هذه الثورة ذات الجذور الدينية هي أكثر مرونة وقوة وتقبلا للآخر فلا إقصاء ولا تهميش لأحد فيها ولقد كانت ملاذا لكل الثوار من مختلف التيارات والأفكار فانضوى الكل تحت مظلتها الوارفة بالحرية والعزة والكرامة وما قرار أمريكا بالعدوان على اليمن والتي أسرعت فيه بدون مبرر بعد أقل من نصف عام من الثورة إلا دليل على قلقهم من هذه الثورة التي ستغير خريطة العالم اليوم بإذن الله .
كتب/صادق المحدون
١٤ _ ٩ _ ٢٠٢١م
Discussion about this post