*المجاهدون والعيد*
كتبت : خولة العُفيري
سأكتب هذه العبارات وانا أعرِف جيداً بأنّه ليس بوسع الكلمات أنْ تَصِف ثباتكم ولا تفيكم كلمات التبجيل وآيات الامتنان
وأسمى معانِ التقدير
والعرفان غرقت في بحور و قوافي الشعر وابحرتُ في قواميس الأدب لأفتشها لعلي أجدكم في سطور او حروفٍ الكُتب
فـوجدتكم في قلب الكتاب ومحتواه وصفحاته بل وعنـوانه فأنتم الذي صنعتم لنا عيداً، واقمتم لنا ديناً وخلدتم في قلوبنا فرحة أبدية تخلدت في صفحات التاريخ المعاصر
فعندما تنكلون بالعدو تكبرون؛ فتكبّر معكم الجبال والسهول وتحتفي إلى جانبكم الفيافي والبحار وتنزل لكم “جعالة” العيد من سماء الله نصراً وفتحاً وتأييداً ومعية آلهـية
فيا لهُ من عيد بقربكم إلى الله، تدافعون عن دينه وتنصرون كلمته لتصبح هي الراية وتعلو فوق كل كلمة لترفرف في العُلا
عذراً يا أهل الوفاء؛ لم أفِ بكلماتي عنكم واحرفي ليست من قدركم فأنتم الهامات الشامخة والرواسي الثابتة والأيادي القابضة على الزناد ولكنها ترفع من قدري عندما أكتبها إليكم وأهديها باقات ورد لتحملها نسائم العيد وتلامس قلوبكم ..
أصبحتُ أقلب صفحاتي خجلاً أطوي هذه وأمزق تلك
أكتب عبارة وأمحو أخرى
ووقف اليراع عاجزاً لا يستيطع إكمال المشوار والعبور بين السطور
أعترف بأني احترت بل وأخذتني الحيرة في هذه اللحظات هل أهنئكم بالعيد أم أهنئ العيد بكــم ..
فكـيف أهنئكم بالعيد وأنتم أعيادنا .تصنعون العيد بحلاوته عندما تسطرون ملحمة ما .. وانتم عيدنا بل وبهجته ورونقه وجماله وما اكتملت فرحة العيد إلا بوجودكم في متارسكم. حيثما ترابطون في أطهر محراب مقدس فأنتم عنوان السعادة وأبطال الشهادة.
سلام عليكم أيها الميامين الطاهرين السلام عليكم أيها المجاهدين الثابتين. السلام عليكم أيها الأحرار الصابرين السلام عليكم ياعظماءنا الصامدين. يا من أبيتم العبودية والذل وانطلقتم أسوداً في الوغى.
السلام عليكم يا من طلقتم حياة الرفاهية والتسكع في المنتزهات وطابت لكم حياة قاسية تفترشون الأرض وتلتحفون السماء. تدوسون الشوك وتعبرون حقول الألغام والمتفجرات وتتخطون صواريخ الغدر من كائرات تحالف العدوان الكوني ترقصون على أصوات المدافع والهاونات وتكبرون عند سماع الطائرات وتصرخون وقت البطولات والانتصارات .
السلام على ثباتكم وجوعكم وصبركم السلام على بردكم ودفئكم
السلام على جراحكم وأنينكم السلام على أعيادكم في جبهاتكم
السلام عليكم يا اهل السلام..
فأعيادكم مواقعكم وجعالتكم في زخات رصاصكم وفرحتكم
عند التنكيل بأعدائنا واعدائكم
لم تسمعوا سوى أذان مدافعكم وتسابيح بنادقكم التي تنبُت عزة لنا ولكم دعواتنا ترافق أرواحكم ويملؤها الحب والشوق لفراقكم ستنهزم تلك الحشود الكثيرة التي تواجهكم بالوجوه البيضاء والسوداء بمختلف الهويات من كل الأقطار ستقبر في ثرانا وتتلاشى بتراب بلدة راموا غزوها واحتلالها. وهيّ عليهم بعيدة كبعد السماء من عمق الأرض ان لم يدركوا .
وستبقون وتبقى قلوبكم
المضيئة بذكر الله،
وأعمالكم العظيمة تبقى ذخرًا وباقات ورد ثمينة نحملها لنعطر بها أرواحنا العابرة ووجنات الارض وأفاق السماء
علّموا من تسول له نفسه على ظلم بلد الحكمة وغزوها وتجرأ على أحفاد الكرار والأشتر وعمار، وأحفاد علي؛ ستجرفه أمنياته إلى غياهب بحارنا
وسيموت على أياديّ رجالنا.
فالذيّ اغرتهٌ الوساوس والكلمات المنمقة من اسيادهم ؛ والأوهام بقتال الروافض الذين رفضوا الذلة والضيم
وأرتكبوا حماقة الإعتداء علينا وتبلدت ضمائرهم وسكتت افواههم واصبح الصمت لغتهم عند مشاهدة موائد الدماء
فإلى أولئك المغرر بهم في كهوف الشياطين ومعابد الأمريكيين المرميين في أحضان الإسرائيلين .
إلى كل هؤلاء أقول لملموا أوراقكم التي فشلت وطويت بأيادي رجالنا الأمنية وجيوشكم الرخيصة المحروقة تحت اقدام جيشنا ولجاننا الشعبية.
وتذكروا تلك الدماء التي تلذذتم بسفكها؛ستجرفكم إلى مستنقع الذلة في اليوم الذي لا ينفع فيه لا أمريكي ولا إسرائيلي.
Discussion about this post