مأرب بين حكمة بلقيس و خيانة المرتزقة .؟!
* أسامة القاضي
على عكس ما ذكره القرآن الكريم في قصة بلقيس ملكة اليمن آنذاك مع نبي الله سليمان و كيف تصرفت بحكمة اليمنيين خوفاً على الأرض الطيبة و أهلها قائلة لقومها ” إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها و جعلوا أعزة أهلها أذلة ” فاستطاعت بحكمتها و حنكتها أن تجنب أرض سبأ مآلات حرب مع جنود لا قبل لهم بها و أسلمت مع سليمان لله .
و ما خشيته بلقيس ذات يوم ها هو اليوم يحدث بكل
تفاصيله حين فتحت أرض سبأ لكل الفاسدين و الخونة الهاربين من كل أرض يمنية فتلقفتهم أيادي الخونة من أبناء مأرب و جميعهم فتحوها للسعوديين و الإماراتيين و المرتزقة السودانيين فأفسدوا فيها و جعلوا أهلها أذلة صاغرين و رفعت أعلام السعودية و الإماراتية فوق جبالها و سدها ذي التاريخ الحضاري و اعتلت صور حكامهم جدران مبانيها .!
و أصبحت مأرب مقراً لكل فعل خبيث ينكأ الأرض اليمنية و دار تآمر على الشعب اليمني الذي حرم من غازها و نفطها و صارت عائداته و قوداً مغذية للحرب عليهم و جزء كبير منه يحول إلى أرصدة بنكية للمرتزقة .
ضاقت مأرب على أهلها الرافضين للعدوان على بلدهم فتمت تصفيتهم كما حدث لآل سبيعيان و أشراف مأرب و الكثير من الأسر التي ما زالت تحمل صكوك انتمائها لليمن و جينات بلقيس و أجدادهم أولي القوة و البأس الشديد و كمصيدة أصبحت مأرب تتلقف اليمنيين الأبرياء و عابري السبيل بذنب الانتماء و المذهب و جرم حب اليمن و عشق الكرامة ليحكم عليهم بالموت البطيء داخل زنازين هي أكثر سوءاً من معتقل غوانتنامو سيئ الصيت يمارس بحقهم الفعل الخبيث الذي دربهم عليه الأمريكي و الصهيوني من التعذيب و القتل للأسرى في قصص منها ما يبكي الحجر الأصم .
إلى أن وصل الحال بهم إلى انتهاك حرمة المرأة و اختطافها من داخل منزلها و بيعيها أسيرة ذليلة للعدو السعودي في فعل لم يسمع به في تاريخ اليمن بداية بسميرة مارش و انتهاءً بحادثة اختطاف 8 نساء من مخيمات النازحين و ما بينهما جرائم اغتصاب لم تظهر للعلن إلا مؤخرا ليدل ذلك على مدى ما وصل إليه المرتزقة من عري أخلاقي و قيمي و تخل عن الأعراف اليمنية التي تعطي للمرأة قدسية لن تجدها في أي بقعة من بقاع الأرض .!
كل تلك الجرائم كانت كفيلة بأن يتحرك رجال اليمن صوب مأرب لتطهيرها من رجس أولئك الشياطين بعد صبر تحلوا به لست سنوات خوفاً على مأرب وتحسباً لخبث العدو الذي لن يتورع عن قصف محطات النفط و الغاز بيد أن جريمة اختطاف النساء لا تحتملها غيرة الرجل اليمني التي تفجرت كسيل العرم تجتاح قرى و مديريات مأرب و أمامه استسلمت الأرض طواعية و كرهاً فطهروها تطهيرا و خلال أيام قليلة أصبح المجاهدون على تخوم قلب مدينة مأرب .
هذه الانتصارات لم يجد لها إعلام المرتزقة من تفسير إلا اتهام أنصار الله بالكبر و الخيلاء الذي أصابهم و جعلهم يتجرؤون على مأرب بعد أن أخرجهم بايدن من القائمة الأمريكية لـ “الإرهاب” و هم هنا غير معتوب عليهم فأمريكا بالنسبة إليهم هي الرب الأعلى الذي يمنح النصر لمن يشاء ويسلبه ممن يشاء و هذا أيضا منطق من يفتقد شعور الغيرة على الدين و العرض و الوطن .
و استباقا لخسارتهم مأرب بدأوا يرددون نغمتهم المألوفة بأن جنودهم يقاتلون دون دعم و دون راتب و لكن سرعان ما تفضحهم الغنائم التى تصبح فى أيدي الجيش و اللجان الشعبية في كل موقع يسيطرون عليه و قريبت ستفضحهم مأرب بعد أن تعلو فيها ضربات المجاهدين و يسحق الخونة و يعود المحتل أدراجه إما هاربا أو جثة هامدة و شتان بين حكمة بلقيس اليمن و خيانة المرتزقة من أبنائها .
Discussion about this post