*في ندوة المعارضة السياسية في البحرين ”معاً نقاوم التطبيع“*
*الدكتور راشد الراشد: التطبيع هو أخطر ما قام به آل خليفة في كل تاريخهم*
أكد الدكتور راشد الراشد من خلال كلمة له في ندوة ”معاً نقاوم التطبيع“ التي نظمتها المعارضة السياسية في البحرين بمركز الإمام الخميني ”قدس سره“ في قم المقدسة بأن التطبيع مع الكيان الصهيوني فإنه فضلاً عن الاعتراف بشرعية الإحتلال واغتصاب أرض فلسطين وإنه يشكل ضربة موجعة وقاسية للفلسطينيين ولجميع الأحرار والشرفاء الذين يناضلون من أجل التحرير واستعادة الأرض ولجميع العرب والمسلمين الذين تعنيهم القضية الفلسطينية فإن التطبيع يمثل وبخلاف ما يمكن أن يتصوره البعض أخطر عمل قام به آل خليفة في كل تاريخهم وذلك منذ استيلائهم على الحكم في البحرين وسيطرتهم على السلطة في العام ١٧٨٣م.
وقال: إن التطبيع وبالشكل الذي قام به آل خليفة يعني من الناحية الإستراتيجية هو السماح للصهاينة بحرية التواجد والحركة في المنطقة وما يعنيه ذلك من تسهيل مهمة إختراق الأمن القومي والإستراتيجي في المنطقة وللدول القابعة فيها.
وأضاف الدكتور الراشد: بأن التطبيع مع الكيان الصهيوني هو قرار خطير أتخذه آل خليفة يتجاوز حجم قدرات نظامهم السياسي غير الشرعي والمرفوض والمنبوذ شعبياً ويفوق طاقته على ما يفرضه هذا القرار من تداعيات. واصفاً قرار السماح للصهاينة بحرية التنقل وسهولة الحركة في البحرين هو يعني إعطاء الاستخبارات الصهيونية سهولة الحركة والتنقل في المنطقة وهذا يعني بالضرورة إنه إعلان صريح بالمواجهة مع بعض دول المنطقة الإقليمية الكبرى كالجمهورية الإسلامية في ايران وله تداعياته على مجمل الأوضاع ليس على البحرين التي تعيش أزمة حكم وشرعية وعلاقة مختلة بين نظام الحكم والشعب وإنما يتجاوز ذلك ليشمل عموم المنطقة الخليجية وأمنها وإستقرارها.
وقال: من المؤكد بأن التطبيع بالصورة التي تم إخراجها هو قرار بجر المنطقة الخليجية لتكون ساحة مواجهة ساخنة وربما تقود إلى جعل المنطقة ساحة حرب قادمة، وهذا ما لا تتحمل أي من الدول الخليجية نتائجه وتداعياته الكارثية إن وقعت.
وأضاف: ليست الأمور كما يحاول الإعلام الرسمي الخليجي تصويرها بصورة وردية لتضليل شعوب المنطقة، وإنما هناك حرب مواجهة حقيقة على الأرض يعلمها القاصي والداني حول طبيعة ما يجري بين الكيان الصهيوني ومحور المقاومة بقيادة ايران وإن قرار التطبيع وإعطاء الصهاينة حرية وسهولة الحركة في المنطقة الخليجية له تبعات ضخمة ستكون له نتائجه الكارثية على كل المنطقة.
وأكد الراشد: إن تواجد الصهاينة في البحرين وتقديم كل التسهيلات يعني فيما يعنيه المشاركة في كل ما يمكن أن يقوم به الصهاينة من أعمال تستهدف ايران ومصالحها الحيوية والإستراتيجية في المنطقة وأمنها القومي، وسوف يتحمل آل خليفة كل تبعاته ونتائجه.
وقال: بأن تواجد الصهاينة في البحرين من المؤكد بأنه ليس مجرد مشروع سياحي أو تنموي وإن إهتمام الصهاينة بالتواجد في البحرين وفي المنطقة ليس لتوزيع الحلوى والورود أو الإشتغال بالتنمية ومشاريع التطوير والإزدهار الصناعي والتكنولوجي والزراعي والمدني بصورة عامة وإنما هو عمل أمني وحركة استخباراتية بحتة وهو ما يمثل خطورة بالغة تكمن في جر المنطقة إلى هذا المنزلق الخطير لما له من تداعيات ونتائج.
وأشار الدكتور الراشد: بأن التطبيع قرار غير سيادي وأن حجم نظام آل خليفة غير الشرعي لا يتحمل تبعاته وتداعياته، وفضلاً عن أنه لا يستطيع وليست القدرة على إتخاذ مثل هذه القرارات التي تمس الأوضاع الإستراتيجية للدول الكبار في المنطقة وأمنها القومي وإستقرارها، وإنما هو قرار يمثل إرادة الغير وهو يمثل إرادة اللاعبين الكبار في المنطقة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والحركة الصهيونية.
وقال: بأن نظام آل خليفة هو نظام وظيفي لا يمتلك سوى تنفيذ الإملاءات وليس لديه القدرة للرفض أو حتي المناقشة.
وتحدث الراشد عن خلفيات القرار وتوقيت إملائه قائلاً بأنه يعود لفشل كل مشاريع السيطرة والهيمنة على المنطقة والتي استعملت فيه الغرب كل الوسائل والأدوات بدءاً من الحروب الناعمة إلى الحروب الساخنة وإنتهاءاً بداعش والنصرة وأخواتها، مشيراً إلى الحروب التي شهدتها المنطقة خلال العقود الأربعة الماضية وإلى ما شهدته المنطقة من محاولات تدمير خلال العقد المنصرم.
وقال: بأن هناك أكثر من دولة من عالمنا الإسلامي جري تدميرها بالكامل كسوريا والعراق ولبنان وافغانستان وليبيا وما تزال الحرائق مشتعلة في أكثر من منطقة وبما يمكن ملاحظته ومشاهدته بوضوح، وجميع حروب التدمير يقف ورائها الغرب بقيادة أمريكا من أجل السيطرة والهيمنة والنفوذ.
وأكد بأن قرار التطبيع هو المشروع الأخير بعد فشل كل مشاريع الهيمنة والسيطرة بالردع والحروب الساخنة، والذي يمثل جر المواجهة بين الكيان الصهيوني وايران بعيداً جغرافياً عن الكيان ومن المؤكد ستكون له تداعياته ونتائجه الخطيرة في الفترة القادمة.
في جانب آخر تحدث الدكتور راشد الراشد عن طبيعة ما يكشف عنه قرار التطبيع بالنسبة لنظام آل خليفة غير الشرعي والمرفوض والمنبوذ شعبياً وقال: بأن قرار التطبيع يكشف لنا بوضوح عدداً من الحقائق تتلخص أولاً في تبعية نظام آل خليفة وفقدانهم السيادة، وثانياً كشف إلى العالم وشعوب المنطقة والعالمين العربي والإسلامي حجم وطبيعة نظام آل خليفة وضاعت كل جهوده في العلاقات العامة وبرامج التجميل والماكياج التي صرف عليها ملايين الدولارات من قوت الشعب وثالثاً جعل النظام عارياً أمام حقيقة ضعفه.
وفي ذلك قال الراشد: بأن نظام آل خليفة رغم كل محاولات الظهور بالقوة والعظمة يعيش ضعفاً وهزيمة أخلاقية ونفسية غير مسبوقة في تاريخ الإستيلاء والسيطرة غير الشرعية على الحكم في البحرين، وتحاصره وتطوق عنقه مجموعة من العوامل، والتي أشار الراشد إلى عدد منها وهي كما ذكرها فقدان السيادة، وعدم وجود حاضنة شعبية بل ووجود قاعدة شعبية كبيرة ترفضه، والإستحقاقات الوطنية الناتجة من الحركة المطلبية للشعب، ووجود الآلاف السجون والمنافي القسرية وما يشكلونه من ضغط كبير وهائل على العملية السياسية، ووجود عدد كبير من قوى المعارضة السياسية بمختلف تياراتها وإتجاتها الفكرية والأيديولوجية، والمتغيرات الدولية المتسارعة سيما إشارات الوصول إلى حلول وتسويات بين امريكا وايران، وأخيراً الفواتير المستحقة من المشاركة في العدوان على اليمن ودعم داعش في حروب التدمير ضد سوريا والعراق.
وفي ختام كلمته أكد الدكتور راشد الراشد على أن شعب البحرين فيما يرتبط بمواقفه من القضية الفلسطينة كان واضحاً وذلك منذ بدء الاحتلال الصهيوني واغتصاب الأرض في العام ١٩٤٨م حيث خرج البحرانيون في تظاهرات ومجاميع ينددون بالاحتلال ويطالبون برحيل الصهاينة ويعلنون استعدادهم للذهاب إلى فلسطين للمشاركة في حرب التحرير وهناك صور كثيرة توثق هذه التجمعات لأبناء البحرين وهم يحملون السلاح في صورة رمزية تعبر عن التضامن والإستعداد للقتال من أجل طرد الصهاينة واستعادة الأرض.
وقال: بأن حضور شعب البحرين لافت في دعم قضية فلسطين على مستوي العالمين العربي والإسلامي ولايمكن لأحد المزايدة على ذلك ونشير هنا بالإضافة إلي ما تقدم وأنه منذ الإعلان عن يوم القدس العالمي الذي أعلن عنه الإمام الخميني ”قدس سره“ في العام ١٩٨٠م بجعل آخر جمعة من شهر رمضان يوماً عالمياً للقدس فإن شعب البحرين لم يتوقف عن الخروج في تظاهرات ومسيرات لإحياء يوم القدس العالمي منذ إنطلاقته لحد الآن رغم كل الظروف التي مرت بها المنطقة خلال الأربعين عاماً الماضية ومنها حروب المنطقة الأولى والثانية وقدم البحرانيون شهداء من أجل التضامن مع فلسطين ونصرة الحق في طرد الإحتلال واستعادة الأرض.
وأضاف: بأن شعب البحرين الأبي سيواصل نصرته للقضية الفلسطينة ولكل قضايا الشعوب المحرومة والمستضعفة كقيمة أخلاقية ودينية كبرى في نصرة المظلومين والمستضعفين والمحرومين.
Discussion about this post