افغانستان (الجزء الأول)
جمع وتنسيق /صفاء فايع
على خلفية الأحداث هذه الأيام بأفغانستان أحببت أن أبحث عن كل المواضع التي تم ذكر دولة افغانستان فيها من كلام الشهيد القائد في ملازمه منذ 2002، باعتبار تلك المرحلة التي تم استهداف افغانستان فيها بحجة القضاء على الارهاب هي المرحلة الأم في الوعي والصيرة والثورة ضد الطغيان ورفع صرخة الحق ،تلتها نهضة الثقافة القرآنية ومحاربة الثقافات المغلوطة ،لنذهب إلى مااستشفه الشهيد القائد من واقع الأحداث عن المؤامرات الخطيرة التي حاكتها امريكا ليس على مستوى افغانستان فحسب وإنما على الدين الإسلامي بأكمله وفي جميع مواطنه ، وكيف استقرأ ماستؤول اليه الأحداث في المنطقة بأكملها من بعد تفجير ابراج امريكا واتهام الإسلام بدءاً من افغانستان بالارهاب.
هم لن يضربوا، ومتى ما ضربوا، وإن قُدِّر لهم أن يضربوا فإنما سيكون بعد أن تكون المسألة قد أخذت شرعيتها من داخل وسائل إعلامكم، فتضرب تلك المنطقة أو تلك المنطقة بعد أن أصبح الناس أعجل من أمريكا على أن تضرب، هكذا يعمل اليهود. أصبحنا – تقريباً وهي تتحرك إلى أفغانستان – عجَّالين، قطع ثقيلة صعبة التحرك، نريد نعرف ماذا سيعملون، كلنا عجَّالين أن تضرب أفغانستان أعجل من الأمريكيين، ألم يكن الناس أعجل من الأمريكيين؟. إذاً فلنحذر، فلنحذر نحن ممن يُقدم نفسه بأنه إنما يعمل ما يعمل من منطلق الحرص على مصالحنا. القرآن الكريم يقول: إن المسارعة تكشف أن هناك مرض في القلوب، وأن أي ادعاءات بعدها إنما هي ادعاءات زيف وتضليل، وتبرير للعمل الذي هو في الواقع مسارعة فيهم انطلق من قلوب مريضة ملؤها الولاء لهم. إذا كنا نثق بالله، نأخذ الحقائق من كتاب الله ربنا الرحيم بنا، الذي يعلم السر في السموات والأرض، العليم بذات الصدور، بذات صدور اليهود، بذات صدور العرب، بذات صدور زعماء العرب، بذات صدور العالمين جميعاً، أليس هو العالم بذات الصدور بدخائلها بخصائصها بأعماق ما فيها؟. ثم هنا يأتي تهديد لهم، تهديد لأولئك الذين يسارعون فيهم ممن في قلوبهم مرض ويبررون مسارعتهم بأي كلام كان، الله يقول لهم: {فَعَسَى اللَّهُ} و[عسى] من قبل الله هي وعد عسى من جانب الله هي وعد فهو إذاً يَعِدُ بأن أولئك الذين يسارعون[هم فعلاً يعرضون أنفسهم لخطورة بالغة]. {فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ}(المائدة: من الآية52)…. الذين يسارعون فيهم إما بفتح على أيدي أوليائه، وإما بأمرٍ من عنده فهو الذي له جنود السماوات والأرض. وكلمة {أمر من عنده} واسعة جداً يعلمها الله وحده. إلا أن الشيء المؤكد أنه يقول لأولئك وبسرعة من الانتقام منهم، لاحظوا ما أسرع عبارة {فَعَسَى}.. {فَيُصْبِحُوا} {فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ}(المائدة: من الآية52) ما هذا وعيد شديد، ووعيد بعقوبة عاجلة سريعة سواء كانت عن طريق فتح على أيدي أوليائه أو بأمر من عنده، إذاً فهم فعلاً يعرضون أنفسهم لخطورة بالغة. فهو يقول لهم على فرض أنكم تقولون: {نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ}(المائدة: من الآية52) اخشوا من يمكن أن يضربكم بسرعة، الدائرة معناها [ربما يرجع يلف الشريط علينا.. ربما.. هم قالوا: اليمن من ضمن البلدان التي قالت أمريكا أن فيها إرهابيين، وقالوا مصر وقالوا مدري فين وقالوا.. ربما..] لكن الله يقول: إذا كنتم تخشون دائرة وتقولون هكذا فافهموا بأنكم ستتعرضون لغضب سريع، انتقام عاجل، (الفاء) في {فَعَسَى} يفيد التعاقب وتعاقب الأحداث بسرعة {فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا}(المائدة: من الآية52) ما كأنها إلا عشية أو ضحاها، {فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ}(المائدة: من الآية52) على ما كان في واقع قلوبهم، تلك القلوب المريضة من أشياء، هي الحقائق التي على أساسها ينطلقون نحو المسارعة. {عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ}(المائدة: من الآية52) يقول لهم – وهو العالم بذات الصدور – قولكم: {نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ}، مجرد كلام لكن هناك شيء أنتم تسرونه ستصبحون على ما أسريتم في أنفسكم نادمين. وحينها تتجلى الحقائق.
ملزمة سورة المائدة_الدرس الأول (ص6 )
___________
تعرض السعودية في التلفزيون عن وزير سوداني بأن (كلنتن) رفض عرضاً بتسليم أسامة بن لادن. ألم يقل الأمريكيون لطالبان في أفغانستان أنها لا بد أن تسلمه وإلا فسيضربون أفغانستان؟. قال: هم رفضوا عرضاً أيام (كلنتن) الذي تولى قبل الرئيس هذا (بوش) وأمريكا من زمان ترمز أسامة هذا، بأنه رفض عرضاً بتسليم أسامة يعني أنه كان بالإمكان أن يسلموا أسامة لأمريكا ولكنه رفض، لا نريد أن تسلمه نحن نريد أن نرمزه فنجعله علماً نخدع به هؤلاء المساكين من المسلمين، أليس هذا لبس للحق بالباطل، أليس هذا صنع ولاءات يجعلك تتولى أشخاصاً وهميين أشخاصاً لا يشكلون أي خطورة على أعدائك، أشخاصاً يكون ولاؤك لهم ولاءً لا يسمن ولا يغني من جوع، يكون اهتمامك بهم اهتماماً ليس في محله، اهتمام يتبخر في الأخير، تنطلق حتى تقتل بين يديه لا يصبح لدمك أي قيمة، حتى لو بذلت أموالك إليه لا يصبح لمالك أي قيمة في الأخير، خداع رهيب، تزييف رهيب، يجعل كل شيء لا قيمة له، حماسك كله يوجهونه إلى حيث يتبخر فلا يصل إليهم حتى ولا رذاذ من ذلك البخار. هنا تبدو القضية مهمة إذا لم نتولى علياً عليه السلام ثم نمشي في الخط المرسوم لنا أن نتولّى أعلامه سنصبح عرضة لأن يصنع لنا الآخرون أعلاماً وهمية نتولاها، أعلاماً للباطل وتساند الباطل وتضع الباطل وتصرف عن الحق نتولاها. أنت قد تقول: ربما فلان عالم، لأنه عالم الله يقول {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} (التوبة: من الآية 34) هذا يبين بأن المسألة حتى غير متروكة لك فتتأثر بهذا أو بهذا دون مقاييس إلهية وأنت تتولى الأعلام الذين الله سبحانه وتعالى هو الذي اختارهم وعينهم وحددهم حتى تتولاهم فتسلم من أن تكون عرضة لزيف الولاءات وصنع أعلام هي في الواقع تضر القضية التي أنت تتولاه من أجلها، تضر بالقضية نفسها التي أنت تتولاه من أجلها، أما هنا فالتولي صحيح حيث تكون الولاية للأعلام الذين رسمهم الله للأمة ونصبهم للأمة فإن الولاية تعطي ثمرتها، ألم يقل هنا {فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} طالبان ماذا عملوا؟ ألم ينسحبوا من المدن ويتبخروا؟ ولم ندر أين ذهبوا؟ هل غلبُوا أم غُلبُوا؟ غُلبُوا أو تَغَالبوا لأن القضية هي كلها خداع ووهم، كلها تزييف وتضليل، حتى لا يبقى منفذ للآخرين لأن يضعوا هنا أو هنا من جانبهم شخصاً آخر وهمياً علماً من أعلام الباطل؛ لأن الآخرين شغالين حتى وإن كان الله قد وضع هم يحاولون أن ينصبوا، ألم يختر علياً علماً للأمة فنصبوا لنا آخرين؟ ألم يختر الزهراء لتكون علماً بالنسبة للنساء وقدوة للنساء سيدة نساء العالمين فنصبوا أخرى؟. هكذا يعمل بدو أهل الضلال خلي عنك الخبثاء والمحنكين والدهاة منهم. إذاً فالمسألة مهمة. وهذه الآيات يجب أن ننظر إليها نظرة جادة فعلاً، قد تقدم مقاييس معينة هي في الواقع مغلوطة لكن القرآن الكريم هو نفسه أيضا إذا ما اهتديت به وسرت على ولاء صحيح لمن نصبهم لك من أعلام الهدى لتهتدي بهم هو
الكفيل بأن يفضح أمامك الآخرين، هو الكفيل بأن يعرفك الله من خلاله وبتوفيقه فيكشف ويفضح لك الآخرين الذين هم أعلام وهميين.
ملزمة سورة المائدة_الدرس الثاني (ص11و12)
____________
أمريكا عندما دخلت أفغانستان, ووقفت مع أحزاب التحالف الشمالي، التي كانت معارضة لحركة طالبان كم حصل من أخطاء من قِبَل الطائرات الأمريكية فضربت مدناً، وضربت مناطق هي تابعة لأحزاب المعارضة، فحصل قتلى كثير في مناطق هي تابعة لأحزاب المعارضة الذين هم تولوا أمريكا، وأمريكا وقفت معهم، لا أحد مهما كان ناصحاً معك إذا ما توليته وابتعدت عن الله سبحانه وتعالى يمكن أن يكون خبيراً في كيف يقف معك. بل نجد كيف أن أمريكا نفسها كم من الزعماء جنّدوا أنفسهم لخدمتها, وقضوا أعمارهم في العمالة لها، وفي تنفيذ مخططاتها، وفي الأخير في وقت الشدة، ووقت ثورة شعوبهم عليهم تتركهم وتتخلى عنهم، وأحياناً تتخلى عنهم قبل ذلك، كم من شخص جنّد نفسه ليكون جاسوساً للمخابرات الأمريكية أو غيرها، فيبدوا لهم في حين من الأحيان أن يقضوا عليه، أو يعملوا على أن تصيبه عاهة من الجنون أو نحوه تفقده شعوره. هكذا يعملون بأوليائهم، أفعال ليست من الحكمة في شيء، أعمال هي فيما يتعلق بذلك الشخص الذي بذل جهده من أجلهم، وضحى بعمره من أجلهم تعتبر مكافئة سيئة على إحسانه إليهم، أما الله سبحانه وتعالى فهو من ينصر أولياءه, ومن يقف مع أوليائه، ومن لا يضيِّع جهود أوليائه، ومن يقرب أولياءه منه، ومن لا يفرط فيهم ولا يضيعهم؛ لأنه الحكيم الخبير. ويقول سبحانه وتعالى: {وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ} (القصص70) هو من لـه الثناء، من لـه المجد في الدنيا في هذا العالم وفي الآخرة، هو المقدس، والمنزه عن كل نقص، وعن كل قبيح، وعن كل عيب في هذه الدنيا وفي الآخرة.
معرفة الله _عظمة الله _الدرس الثامن (ص1)
_____________
ألم يضربوا الناس في أفغانستان وفي فلسطين وفي مختلف المناطق، هم من يعملون على أن يميتونا فعلاً، هم من يعملون على أن يميتوا ديننا، وقد عملوا فعلاً على أن يميتوا ديننا في نفوسنا وفي واقع حياتنا. حادث واحد حصل في نيويورك حادث واحد تحرك له المواطنون من اليهود والنصارى في مختلف بلدان أوروبا وضربوا المسلمين في الشوارع وهاجموهم إلى مساجدهم وإلى مراكزهم وقُتل كثير منهم وسجن كثير وأوذي كثير من المسلمين هناك، انطلقوا هم على أساس حادث واحد على مبنى واحد، أما نحن فمئات الحوادث على أمم بأكملها على عشرات المباني على عشرات المساجد على عشرات المستشفيات على عشرات المدارس في مختلف المناطق الإسلامية ولا نتحرك، أليس هذا يعني بأن أولئك أكثر اهتماماً بأمر أمتهم أكثر منا؟ هم من انطلقوا حتى في استراليا، – وأين استراليا من أمريكا؟ – وفي بريطانيا وفي فرنسا وفي ألمانيا وفي مختلف المناطق، انطلقوا لإيذاء المسلمين وضربهم بعد ذلك الحادث، حادث على مبنى واحد وليس من المحتمل أن يكون ذلك بتخطيط أي جهة لا دولة إسلامية ولا دولة عربية ولا منظمة من المنظمات داخل هذه البلدان، وإنما هو من عمل الصهيونية نفسها، فأنت عندما تشاهد أنهم يميتون أمتك ويميتون دينك فعلاً – بالفعل وليس بالقول فقط – ثم تجبن أن تقول قولا: الموت لأمريكا – الموت لإسرائيل، أليس هذا يعني بأنك لم تصبح شيئاً ولم تعد شيئاً؟ وأنك في الواقع أصبحت صفراً في هذه الحياة. أن لا أجرؤ على أن أقول قولاً الموت لهم وأنا من أراهم يذبحون أطفالنا في فلسطين وفي لبنان وفي غيرها، وأن لا أجرؤ أن أقول النصر للإسلام وأنا أراهم يهدمون قيم الإسلام ومبادئه وأسسه في نفوسنا وفي حياتنا. من يسكت من يجبن وهو يشاهد هذا؟ إنه من ليس في نفسه ذرة من اهتمام بأمر أمته ولا بأمر دينه وليس في قلبه وعي على الرغم مما يشاهد، ماذا ننتظر بعد هذا؟ أي أحداث يمكن أن تخلق لدينا وعياً؟ أي أحداث يمكن أن نقطع في حينها أن أولئك أعداء؟ إذا كنا بعد لم نثق بالقرآن الكريم الذي قال بأنهم أعداء ثم هذه الأحداث التي تجري في الدنيا لا تكفي أن نعرف أن أولئك أعداء، فبأي أحداث بعد هذه نؤمن ونعي؟! هذه نقطة. الشيء الثاني: أن كثيراً من الناس الذين ينطلقون لتثبيط الآخرين عن أن يرفعوا هذا الشعار على الرغم من أنه كما قلنا أكثر من مرة: إنه أقل ما يمكن أن نعمل، لا أنه كل شيء، إنه أقل ما يمكن أن نعمل ولكنا على الرغم من ذلك – وأسفنا ألا نستطيع إلا ذلك – له أثره الكبير فعلاً. الذي ينطلق ليثبط وإن كان قد فهم فعلاً لكنه إنسان لا يهمه شيء, لا يهمه إسلامه، لا تهمه أمته، يسكت لأنه يرى أن سلامته في أن يسكت، ويرى أنه عندما يتجه إلى السكوت أنه الشخص الحكيم الذي عرف كيف يحافظ على أمنه وسلامته. نقول: أنت غالط على نفسك، أنت تجني على نفسك من حيث لا تشعر، أنت تهيئ نفسك لأن يكون لك عدوّان مقابل عدو واحد، أنت لا تتأمل الأحداث جيداً حتى تعرف أن أولئك الذين وقفوا موقفك هم عادة الضحية الأولى أمام كل حدث يحصل، عندما نشاهد التلفزيون سواء عن أفغانستان أو عن فلسطين أو غيرها، ألستم تسمعون ونسمع جميعاً أنه كثير من أولئك ضربوا وقتلوا ودمرت بيوتهم وهم كما يقولون عزَّل، العزل هم هؤلاء الذين هم كـ [الأثوار]يعتزلون وهم من قد قرروا بأنه لا دخل لهم وأنهم سَيسلمون، هم شاهدهم هم يكونون هم الضحية وأول من يُضرب، إنهم لا يسلَمون أبداً، ضُربوا في أفغانستان وضُربوا في فلسطين. إن من يَسْلَم حقيقة ومن هو أبعد عن الخطر حقيقة ومن ترضى نفسه حتى ولو أصابه شيء هم المجاهدون {أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ}(الأعراف: من الآية165) وقال سبحانه وتعالى في آية أخرى: {كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ}(يونس: من الآية103).
{واذ صرفنا اليك نفرٌ من الجن} (ص3و4)
______________
بدأت المقابلة أمس وذلك المبعوث من تلك الشبكة التلفزيونية يطرح أسئلة حساسة، منها قضية أفغانستان، وقضية أسامة: يقال أن أسامة أصلاً هو من أصل يمني، جده من اليمن, وأسامة قد يكون له أتباع في اليمن. وهناك إرهابيون من تنظيم القاعدة في اليمن, وهل هناك علاقة بين حادثة السفينة [كول] وبين حادث نيويورك، ومن هذا القبيل يحاول بأي طريقة. إن قلنا بأن هذا عبارة عن مراسل صحفي فالعادة أنه عندما يطرح أسئلة من هذا النوع إنما لأن الدعاية الإعلامية هناك هي تقول هكذا، أي هي من يربط ما بين حادث السفينة وبين حادث نيويورك أنه من طرف واحد هذا الطرف – يريدون أن يرسخوا هذا – أن هذا الطرف هو في اليمن وفي أفغانستان. إذاً فإذا كنا تعاملنا مع أفغانستان على هذا النحو فيجب أن نتعامل معهم أيضاً في اليمن على هذا النحو. فالمراسل عادة هو يحاول أن يحصل على أي كلام ينقله. وإما أن يكون كلاماً يؤيد ما يطرح من جانب الرئيس مثلاً أو كلام ينـزله؛ لأن العادة عند الصحفيين أنه إذا كان هناك جهة يقال عنها شيء ويتجه الكلام إليها الصحفيين أيضاً وشبكات التلفزيون تتجه إلى ذلك الطرف لتعمل مقابلة معه ولقاء معه تعرف موقفه، تعرف ما يقال حوله تعرف؛ لتقدمه للآخرين، هذا هو العمل الصحفي. إذا كان هناك صراع بين أطراف أليسوا يتجهون إلى هذا الطرف يقابلوه وإلى هذا الطرف ليقابلوه وينـزلوا في كتاباتهم وفي صحفهم أو ينشرونه ويبثونه في قنوات التلفزيون، يبثون الخبر من هذه الجهة ومن هذه الجهة. جاء في الأسئلة حول أفغانستان وكان مما فهمناه من كلام الرئيس: أن أمريكا لم تكن لديها ما تعتمد عليه بالنسبة لذلك العمل الذي عملته في أفغانستان إلا قرائن وشبه قرائن وأمارات، أي أنها لا تتثبت؛ لأنه قال هكذا: إذا كانت أمريكا عملت ما عملته في أفغانستان ولم يكن لديها إلا قرائن؛ وحركة طالبان قالت هي لن تسلم أسامة إلا بأدلة, يكون هناك أدلة تشهد, أو تكفي لإدانته في ذلك الحادث ممكن. هل طالب الأمريكيون بالأدلة أو قدموا الأدلة أو عملوا محكمة يقدمون لها ما لديهم ضد هذا الشخص. كما يقدم هو من طرفه ما ينفي تلك الأدلة أو ما يثبت في الأخير، ما يجعل المحكمة في الأخير تثبت بأنه متورط في هذا.. هل انتظرت أمريكا لهذا؟. لا. أي أنها تتصرف تصرف العدو مع هذه الشعوب، وعدوك هو من يكتفي بشبهة معك ليعمل كل ما يعمله ضدك ولا ينتظر أدلة، ولا ينتظر محاكمة ولا ينتظر شيء، فعندما يرى نفسه متمكنا يضربك بدون أن ينتظر للأدلة. أي أنه بالإمكان أن تتعامل مع اليمن على هذا النحو، وهناك الكلام الكثير: هناك إرهابيون, هناك كذا. وسألوه: هل أن اليمن بحاجة إلى مساعدة عسكرية, أو من أي نوع يحتاج إلى مساعدة.. أسئلة من هذا النوع، أسئلة عن اتفاقية بتمويل السفن الأمريكية هل ما تزال قائمة. حتى سؤال عن إسرائيل كيف ينظر هو إلى إسرائيل؟ كان الجواب جيداً بالنسبة لإسرائيل، أنها تعتبر دولة إرهابية. لكن الغلطة أن تقال لإسرائيل دولة، يجب أن لا ينطق العرب بأن إسرائيل دولة، هي كيان صهيوني؛ كيان صهيوني لا يستحق أن يطلق عليه أنه دولة له شرعية في وجوده كدولة كأي دولة أخرى في المنطقة.. وقال أنها دولة إرهابية؛ أنها دولة إرهابية في العالم أو أكبر دولة إرهابية في العالم على الإطلاق. لاحظ هم في حملاتهم الدعائية أيضاً يحاولون أن يرسخوا شرعيات معينة في أذهاننا، عندما يأتي شخص من الأشخاص من الزعماء هؤلاء وهو ينطلق معهم بحسن نية, أو ينطلق معهم يقدم لهم خدمة: يكافح الإرهاب، فكافح في بلده إرهابيين اعتبروا عمله ذلك نفسه إدانة له، أي عملك هذا يشهد على أن هناك إرهاباً في بلدك إذاً إذا كان هناك إرهاب في بلدك فإن الحلف الذي قام هو قام على أساس أن يعطي أمريكا الصلاحية الكاملة لتتولى هي ضرب الإرهاب، ومن رؤيتها هي؛ برؤيتها هي. فعندما يقول هذا الرئيس أو ذلك الملك: لدينا إرهابيون ولكن نحن سنتكفل بهذه وهناك لدينا قضاء وهناك لدينا كل شيء. لا يمكن أن تنتهي المسألة إلى هذا النحو سيحاولون أن يدخلوا وبحجة أن يساعدوه في البداية أن يساعدوه على عمله، ثم يكثر الإرهاب حينئذٍ على أيديهم هم؛ لأنه ليست المشكلة لديهم هي قضية الإرهاب. هناك يقال في واشنطن نفسها وفي نيويورك في المدن الأمريكية: المحلات التجارية الكبيرة تحتاج إلى أن يكون داخلها حرس جنود مسلحين بالأسلحة النارية؛ لأن هناك سطواً، هناك إرهاب داخل أمريكا نفسها على المحلات التجارية في وضح النهار.. فلماذا لم تُأمّن أصحاب تلك المحلات التجارية؟ لماذا تبحث عن واحد إرهابي هناك؛ يقال له إرهابي في اليمن أو في أي دولة إسلامية أخرى. ليس هذا هو المقصود؛ هم يريدون أن يثبتوا وجودهم داخل هذه البلدان، وهذا ما رأيناه في أفغانستان.. أليست التعزيزات العسكرية ما تزال تتوافد على أفغانستان؟ وهم في البداية دخلوا بحجة أنهم يقدمون خدمة للأفغان. إذاً فأنت عندما تريد أن تكسب رضاهم فتقول: أنا فعلاً لدي إرهابيين، ونحن عانينا من الإرهاب، ونحن سننطلق معكم لنكافح هذا الإرهاب. فبدلاً من أن يشكروك على ذلك إنهم من يعتبرون قولك ذلك وسيلة لأن يدخلوا إلى بلدك. وحينئذٍ سيحجونك بماذا؟. سيحجونك بالإتفاق الذي قد حصل من جانبك بالموافقة التي قد حصلت من جانبك على أن تكون أمريكا هي التي تتولى التحالف الدولي ضد الإرهاب.
ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى (ص6و7)
_____________
بدأت المقابلة الصحفية التي سمعناها قبل يومين تقريباً مقابلة صحفية مع الرئيس, أسئلة حول السفينة [كول], وحول من كانوا يذهبون إلى أفغانستان، يريدون أن يحملوه المسؤولية هو. السؤال الذي يوحي بأنهم يريدون أن يحملوه المسؤولية هو حول المجاهدين الذين ساروا إلى أفغانستان من الشباب اليمنيين فبدأ يتنصل ويقول: هم كانوا يسافرون بطريقة غير شرعية، ولا نعرف عنهم شيئاً. كل من وقفوا ضد الثورة الإسلامية في إيران أيام الإمام الخميني رأيناهم دولة بعد دولة يذوقون وبال ما عملوا.. من وقفوا مع العراق ضد الجمهورية الإسلامية، والتي كانت ولا تزال من أشد الأعداء للأمريكيين وللإسرائيليين، حيث كان الإمام الخميني (رحمة الله عليه) يحرص جداً على أن يحرر العرب، ويحرر المسلمين من هيمنة أمريكا ودول الغرب، ويتجه للقضاء على إسرائيل، لكن الجميع وقفوا في وجهه! ورأينا كل من وقفوا في وجهه كيف أنهم ضُربوا من قِبَلِ مَن أعانوهم، ومن كانت أعمالهم في صالحهم. الكويت ضرِب, والعراق ضُرِب، أليس كذلك؟ والسعودية أيضاً ضربت من قِبَل العراق، وضربت اقتصادياً لإثقال كاهلها من قِبَل الأمريكيين، اليمن نفسه شارك بأعداد كبيرة من الجيش ذهبوا ليحاربوا الإيرانيين، ليحاربوا الثورة الإسلامية في إيران. الإمام الخميني كان إماماً عادلاً, كان إماماً تقياً.. والإمام العادل لا ترد دعوته، كما ورد في الحديث. من المتوقع أن الرئيس, وأن الجيش اليمني لا بد أن يناله عقوبة ما عمل. إذاً: نقول جميعاً كيمنيين لكل أولئك الذين يظنون أنه لا خطر مُحدق، الذين لا يفهمون الأشياء، لا يفهمون الخطر إلا بعد أن يَدْهمهم، نقول للجميع سواء أكانوا كباراً أم صغاراً: الآن ماذا ستعملون؟ الآن يجب أن تعملوا كل شيء، العلماء أنفسهم يجب أن يتحركوا، والمواطنون كلهم يجب أن يتحركوا، وأن يرفعوا جميعاً صوتهم بالصرخة ضد أمريكا وضد إسرائيل، وأن يعلنوا عن سخطهم لتواجد الأمريكيين في اليمن، الدولة نفسها، الرئيس نفسه يجب أن يحذر، ما يجرى على عرفات، ما جرى على صدام، ما جرى على آخرين يحتمل أن يجري عليه هو، إن الخطر عليهم هو من أولئك, الخطر عليهم هو من الأمريكيين، الخطر عليهم هو من اليهود, على الحكومات وعلى الشعوب، على الزعماء. وحتى من يظنون أنهم قد اطمأنوا بصداقتهم لأمريكا عليهم أن يحذروا؛ لأن أولئك ليسوا أوفياء أبداً، الله ذكر عنهم في القرآن الكريم أنهم نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم، ومن نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم, واشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً سينبذون كل عهد وكل اتفاقية، وكل مواثيق مع الآخرين.
خطر دخول امريكا اليمن (ص1)
____________
ألم نر نحن بعد أن بلغ الوهابيون ذروتهم في أفغانستان، وفي اليمن، وفي الجزائر، وفي مناطق أخرى، وأصبحوا يمتلكون الإمكانيات الكبيرة، ويمتلكون الجامعات، والمعاهد، والمساجد، والمدارس، والمطابع، ويمتلكون آلافاً مؤلفة من الشباب، ألم يتلاش هؤلاء أمام هبة ريح من أمريكا؟ ألم يعودوا صفراً؟ ألم يصبح موقفهم موقفاً يشوه الإسلام؟. ألم يكن هؤلاء هم قمة المتمسكين بمبادئ السنية، وها نحن نراهم يتحولون إلى لا شيء وأصبحوا يهربون من ظلهم بعد أن فتحت أمريكا أعينها عليهم، لا تتوقع من أمثال هؤلاء أن ينصروا الإسلام، ولا تتوقع من أمثال هؤلاء أن ينقذوا الأمة، وينقذوا المستضعفين من عباد الله.إن نصر الإسلام، وإنقاذ المستضعفين من عباد الله لا يكون إلا على يد أعلام دين الله، وهذه سنة إلهية. يوم ظهر [أسامة] وكنا نرى الكثير من الناس يظنون فيه أنه سيكون منقذ الأمة كنا نقول: لا، لن يتحقق أبداً على يديه ذلك, إن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) قال: ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي)) فلن يكون إنقاذ الأمة من الضلال الذي تعيشه إلا على يد عترة رسول الله الذين هم قرناء القرآن. كنا نقول ونجزم، ونحن لا نعلم الغيب ولكن من خلال فهمنا لمثل هذا الحديث، وللسنة الإلهية: أن إنقاذ عباده لا يكون إلا على أيدي الأعلام الذين اصطفاهم لنبوته أو وراثة كتابه. كنا نقول: أبداً، إن أسامة هذا لن يكون هو منقذ الأمة حتى ولو كان مخلصاً، وإن كانت نواياه حسنة، إنها سنن إلهية ثابتة، وإن الله ضرب في القرآن الكريم مثلاً واضحاً جلياً فيما حصل لبني إسرائيل على يد موسى (صلوات الله عليه) عندما أوحى الله إليه أن يسري ببني إسرائيل، وأن يتجهوا باتجاه البحر، أن يخرج هو وقومه من مصر، اتجه هو وبنوا إسرائيل إلى قرب البحر، وفرعون وهامان وجنودهم والآلاف المؤلفة من ورائهم ماذا حصل؟ عندما بدا طلائع جيش فرعون وراءهم بنو إسرائيل ماذا قالوا؟ {قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ}(الشعراء: من الآية61) يا موسى إنا لمدركون، هاهم كادوا أن يدركونا ماذا نصنع؟ {قَالَ كَلَّا – كلا – إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}(الشعراء:62). لأن النصر والفرج لا يكون إلا من قبل الله سبحانه وتعالى، ولا يكون إلا على يد أعلام من عباده هم عظيموا الثقة به، قوية معرفتهم به سبحانه وتعالى. لاحظ كيف قال موسى (صلوات الله عليه): كلا لن يدركونا {إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}(الشعراء: من الآية62) وهو يرى نفسه متجهاً إلى البحر، ومعه الآلاف من بني إسرائيل، وها هم جيش فرعون، وفرعون على مرأى من بني إسرائيل. هل انفلق البحر لبني إسرائيل تلقائياً؟ لا، كان لا بد أن يتم على يد موسى {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ}(الشعراء: من الآية63) هل أن عصى موسى هي التي شقت البحر؟ هل أن ضربة عصا ستشق البحر؟ لا، إن الله هو الذي شق البحر، ولكن لابد أن يتم على يد موسى بضربة عصى؛ ليقول لهؤلاء ولكل الناس من بعد: إن الفرج لن يتم إلا على يد أعلام، هو الذي اصطفاهم، على يد أعلام دينه، لن يتم فرج أبداً إلا على يد أعلام دينه، لابد من أن يضرب موسى بعصاه البحر ليربط الله تعالى بني إسرائيل بموسى كما ربط العرب بمحمد وآل محمد.
مسؤلية أهل البيت (ص3و4)
Discussion about this post