دور الاعلام في تحريك عجلة التنمية.
بقلم:محمد صالح حاتم.
في ظل الاحداث السياسية التي تشهدها المنطقة، والحروب التي تتعرض له بعض البلدان ومنها بلادنا اليمن واستحواذها على نصيب الأسد من الاخبار والتقارير الاعلامية في القنوات والاذاعات والصحف ومواقع التواصل الاجتماعي، ومع تزايد الفقر والجوع والتدهور الاقتصادي الذي تتعرض له الدول ،وتوقف عجلة التنمية، فإننا اليوم في أمس الحاجة إلى اعلام يصنع التنمية.
اعلام يعمل على بناء الهمم ويشجع افراد المجتمع على التغلب على مشاكلهم الاقتصادية،ويحفزهم على المشاركة في بناء انفسهم، ويعمل على تغيير نمط التفكير لدى عامة الناس،اعلام يسهم في تغيير السلوك،ويبعث الشعور بالآمل والتفاؤل عن طريق عرض قصص النجاح.
وهذا هو الاعلام التنموي الذي نحن بحاجته اليوم والذي يعد هو السبيل الوحيد للمساهمة في النهوض بالتنمية المستدامة التي يقوم بها ابناء المجتمع ،فالاعلام التنموي يقوم بنشر الوعي باهمية مشاركة المجتمعية والعمل الطوعي، وتسليط الضوء على التنمية، والتركيز على المشاريع التنموية الهامة، بعيدا ً عن اخبار السياسة والأزمات والصراعات والمذهبية والطائفية التي تفرق ابناء المجتمع وتمزق الجسد الواحد.
فالاعلام التنموي هو من يبحث في كيف يحل المشاكل ويتغلب على الصعاب، فهو اعلام داعم ومساند للمجتمع، اعلام لايلمع الاشخاص ولايركز على الرموز السياسية.
وهذا الاعلام قد ربما يكون اعلاما ًغير مألوف في مجتمعاتنا التي تعودت على الاعلام السياسي الذي يركز على الجوانب السياسية وابتعدت عن دورها التنويري والرقابي وتحولت وسائل الاعلام إلى أداة من ادوات الحكام،واهملت الجانب التنموي، والقضايا التنموية التي تهم الناس ومعيشتهم، وإن تناولتها فبأسلوب اخباري بحيث يتم تسليط الضوء على المسؤول وذكره في سياق الخبر اكثر من المشروع التنموي، فيتم التركيز على التدشينات ووضع حجر الأساس ومناقشة الخطط وووو.، واهمال الحدث نفسة وهذا قد سئمت منه الشعوب وملّ منه عامة الناس وفقدوا الأمل في السياسيين ومشاريعهم الوهمية التي لايسمعوها الا وقت الانتخابات وبهدف المحافظة على الكرسي وكسب الولاءات وهو ماجعل التنمية وسيلة من وسائل الدعاية والحشد وكسب الرآي العام..
فالشعب اليوم يحتاج إلى اعلام يصنع الحدث،ينزل الى المستضعفين وينقل مبادراتهم وقصص نجاحهم، يحفزهم ويشجعهم على روح المبادرة، الشعب يحتاج إلى اعلام مفعل لا اعلام يضع العراقيل والعوائق امام الشعب،ويوجد الاعذار والمبررات، بحيث يظل الشعب متكلا ًومعتمدا على الخارج والمنظمات في وضع الخطط والسياسات التنموية والاقتصادية وتنفيذ مشاريع تخدم الممول اكثر من المجتمع…
Discussion about this post