رابطة علماء اليمن تنعي الدكتور العلامة أحمد عبد الملك بن أحمد بن القاسم حميد الدين عضو الرابطة
الحمد لله القائل :(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله الطيبين الأطهار ورضي الله عن صحبه المنتجبين الأخيار
وبعد
تنعي رابطة علماء اليمن للشعب اليمني والأمة الإسلامية رحيل العلامة الأكاديمي أحمد عبد الملك بن أحمد بن القاسم حميد الدين الذي وافاه الأجل يومنا الجمعة عن عمر ناهز الثالثة والسبعين عاما بعد عمر حافل بالعطاء الفكري والتعليمي في أكثر من جامعة يمنية وساحة فكرية
لقد كان للفقيد الحضور الكبير والدور المشرف في التعليم الجامعي في الشريعة والقانون وكان له عطاؤه العلمي الذي استفاد منه آلاف الطلاب الذين درسوا على يديه وقرأوا كتبه العلمية النافعة ومؤلفاته المفيدة التي تميزت بالطرح الموضعي والإنصاف والبعد عن التعصب رغم ما تعرض له من استهداف ومضايقات من قبل المحسوبين على الوهابية والتنظيم الإخواني الذي استهدف الصرح الأكاديمي وبث سمومه في الحرم الجامعي في كل الجامعات اليمنية
أخذ العلم عن بعض العلماء في الجامع الكبير، ثم بمدارس التعليم العام، وتَخَرَّجَ من كلية الشريعة والقانون جامعة صنعاء سنة1983م ـ 1984م، ثم حصل على الماجستير دبلومي (شريعة وقانون عام) من جامعة عين شمس بالقاهرة كلية الحقوق سنة1986م، وحصل على الدكتوراه من نفس الجامعة، وكان موضوعها (قضاء المظالم في النظام الإسلامي، ومدى إمكانية تطبيقه في الدولة المعاصرة، دراسة عن اليمن سنة1990م)، وعاد إلى صنعاء، عمل مدرساً بكلية الشريعة، فوكيلا لها سنة93 ـ 94م، وأنشأ أول كلية خاصة للعلوم الشرعية والقانونية، وأصبح عميداً لها، ومدرساً في الجامعة، ومعهد القضاء والمعهد العالي لضباط الشرطة، ثم ساهم في تأسيس جامعة إقرأ التي رأسها ولده الشهيد الدكتور راجي حميد الدين.
إن رحيل هذه القامة العلمية المعطاءة في هذا الظرف يمثل خسارة كبيرة لليمن كله لأن رحيل العلماء والحكماء الأكاديميين الأحرار في ظل العدوان الأمريكي السعودي يوجب على كل العلماء و النخبة الأكاديمية تحمل مسؤولية السير على خطى الفقيد وإحياء منهجه العلمي المنسحم مع أصالة وهوية اليمن التي تعرضت للاستهداف والمسخ والاستلاب في الجامعات والمساجد والمدارس اليمنية ولولا عناية الله ولطفه ببزوغ المشروع القرآني ونعمة أعلام الهدى لكانت هوية اليمن مشوهة وعرضة للتغييب والطمس
نسأل الله تعالى الرحمة الواسعة للفقيد وأن يخلفه على أسرته و اليمن والأمة بأحسن خلافة وأن يجعل مقامه مع أولياء الله المتقين في جنات النعيم
صادر عن رابطة علماء اليمن بتاريخ
٥/ محرم /١٤٤٣هجرية الموافق ١٣/٨/٢٠٢١م
Discussion about this post