رعى المنسق العام لجبهة العمل الاسلامي في لبنان الشيخ الدكتور زهير الجعيد الحفل السنوي الخامس لانطلاق موقع صدى الضاحية الالكتروني الذي عقد تحت عنوان: “الإعلام المقاوم.. نحو ترسيخ المعادلة الجديدة” والذي حضره مسؤول الإعلام الإلكتروني في حزب الله الدكتور حسين رحال وعدد من العلماء والشخصيات الاعلامية إضافة للعاملين في الموقع.
وبعد كلمة حزب الله التي ألقاها الدكتور حسين رحال وكلمة موقع صدى الضاحية التي القتها الاعلامية غدير مرتضى، ألقى راعي الحفل الشيخ زهير الجعيد كلمة جاء فيها:
يقول الله تعالى في كتابه العزيز: “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا”. رب العالمبن قال لتعارفوا، ولم يقل لتنافروا ولا لتقاتلوا ولا لتتناحروا.
وأنا في موقع اعلامي من مواقع المقاومة وبين إعلاميي المقاومة، لابد أن أهنئ هذا الموقع وإدارته، ومن خلاله أتوجه بالتهنئة إلى كل العاملين فيه.
وقال الشيخ الجعيد: ان المقاومة قامت بما عليها من اجل تحرير ارضها لكنها كانت ملتزمة ايضا بعروبتها ودينها حين نظرت الى القدس والى فلسطين ولم ولن تترك سلاحها حتى تحرير كل شبر من ارض فلسطين المباركة.
واضاف الجعيد: ان المشكلة المحلية والعالمية مع هذه المقاومة انها تهدد امن اسرائيل وسياسة التطبيع مع اسرائيل لذلك نرى كل الدنيا تحاربها وتجابهها وتسعى لتشويه صورتها.
وهنا تكمن المشكلة الأساسية في ما تتعرض له المقاومة اليوم، لأن الأساس عند كل الدول الاستكبارية هي “إسرائيل”، وأمن “إسرائيل” ، والتطبيع مع “إسرائيل”، وقبول العرب والمسلمين لهذا الكيان الغاصب في أرض فلسطين. وحين تقف قوة تعطي في هذا العالم العربي والاسلامي هذا العنوان الشرعي المقاوم، لذلك نرى اليوم كل الدنيا تتآمر على هذه المقاومة.
وقال الجعيد: إسمحوا لي أن أتكلم كلام من القلب وبمحبة
جزء من الإشكالية حين نميز في الخطاب بين المقاومة وبين داعمي المقاومة، لأنه لا يوجد أحد في هذا الخط مهما كان مذهبه أو دينه أو انتماؤه السياسي ومهما كان مقدار وقوفه بالعمل المقاوم، فهو أصل وأساس في هذه المقاومة، فلا نستطيع أن نميز بين من يحمل البندقية ومن يحمل الصاروخ، وبين من يحمي هذه البندقية وهذا الصاروخ، وخاصة في البيئات الأخرى غير البيئة الحاضنة الكبيرة لحزب الله ومقاومة حزب الله، لأن ما يتعرض له هؤلاء في بيئتهم هو أشد وأكبر وأخطر بكثير مما يتعرض له أبناء حزب الله في قراهم ومدنهم وكل مكان يتواجدون به.
ان جزء من اخطائنا والاشكالية في الخطاب الإعلامي حين نميز بين مقاومة وداعمي المقاومة.
وتحدث الشيخ الجعيد عن أحداث خلدة فقال: ما جرى في خلدة كان خطيراً جدا، وكاد يدخل البلد في الفتنة وأنا أعلم مقدار صعوبة الظلم الذي وقع على الشهيد علي وكل الذين استشهدوا واصيبوا، ولكن حين تطلق قيادة المقاومة الشعارات، هي ليست من أجل أن تكون شعارا استهلاكيا اعلاميا ولا أن يكون أجوفا فحين يتحدث الأمين العام سماحة السيد حسن عن الصبر والبصيرة، وهذا العام شعار عاشوراء: “إن معي لبصيرتي”، ليس فقط من أجل أن نتغنى به بل من أجل أن نعمل به. فمنذ اللحظة الأولى بعد اغتيال الأخ علي بدأ الكلام على مواقع التواصل الاجتماعي من بعض الأخوة في بيئة المقاومة من خلال ردة الفعل الانفعالية بأسلوب الإساءة والتعميم عن العرب الموجودين في خلدة ومن خلالهم لكل العرب على امتداد هذا البلد، وبعض الاعلاميين من اخواننا وأصدقائنا بدؤوا بالكتابة بألفاظ غير مقبولة.
انتبهوا أيها الأخوة والاخوات.. أقول لكم بحب وصدق وجد، من يكون حريصاً على المقاومة يجب عليه أن يكون محمدياً علوياً حسينياً رسالياً بردات فعله وألفاظه وتعابيره. فانتبهوا فأنتم بكلامكم وتعابيركم لا تخاطبون القاتل الذي قتل الشهيد علي ولا القتلة وأصحاب الفتن، ولكن تذكروا أنه يوجد لدينا بين عشائر الأخوة العرب في خلدة شباب بسرايا المقاومة، فما هو شعور هذا الأخ حين يسمع هذا الخطاب، وكيف سيكون وضعه في بيئته فستزداد غربته.
هؤلاء الأخوة العرب، في عام 1982، وقفوا في وجه الاجتياح الصهيوني إلى جانب كل المقاتلين وخاصة مع الأخوة في بدايات انطلاق حزب الله الذين تصدوا للعدو على محور خلدة، وهؤلاء العرب قدموا الشهداء والجرحي. لذلك ومن باب حبنا وتقديرنا لهم فعلينا حين نخاطبهم أن نذكّرهم بشهدائهم، وبتاريخهم المشرف، لا أن نتكلم عن ما حصل ونضعهم جميعاً بمركب واحد.
نحن معنيون أن نعيد لهم خطهم التاريخي والعروبي والاسلامي. نعم، وعي قيادة المقاومة فوّت فرصة كبيرة على فتنة كان يُراد للمقاومة أن تسقط بها ولكن الحمد لله رب العالمين تخطيناها. وما حصل في شويا وبعدها في صيدا يأتي بنفس السياق، وللأسف نفس الطريقة بالتعاطي على مواقع التواصل الاجتماعي. اسمعوها بكل صراحة: لا يوجد طائفة ولا مذهب الا وفيه الصالح والسيء، حتى أيام النبي كان هناك المنافقون وكان هناك الصالحون، كل بيئة فيها من هؤلاء وهؤلاء. فحين نتحدث ونعمم، فمن الطبيعي حتى الذي يحبك ومعك سيشعر أنك صرت تستهدفه هو لأنه لا يستطيع أن يخرج من قناعاته الدينية والمذهبية ولكنه يلتقي معك في الخيارات الوطنية والقومية. فرضى الله تعالى في الوحدة والكلام الطيب ومراعاة الناس وليس في الاساءة.
وأضاف الشيخ الجعيد: انهم حين يتحدثون عن الهوية والوطن فعن اي هوية يتكلمون، الهوية هي الانتماء للأرض التي نعيش فيها بعزة وكرامة قبل كل شيء، لكن اليوم الصهاينة يعتدي وينتهك سيادة ارضنا وسمائنا وبحرنا ولا يتحرك لهم جفن ساكن ولا تتحرك فيهم وطنية، بل على العكس هم يعملون لمحاربة المقاومة التي تحمي هذه الهوية، ويصبحون جزءاً واداةً صغيرة في المشروع الصهيو أمريكي للقضاء على المقاومة، ولكن فلتعلموا انه لو اخذتم كل مال الدنيا وجاء معكم الاميركي وكل من طبع والصهيوني فلن تستطيعوا نزع رصاصة واحدة من سلاح المقاومة،
فهذه القضية ليست مذهبية او طائفية أو سياسية لتحققوا فيها مكسباً بل هي قضية العدل الإلهي الذي سيتحقق بالانتصار والتحرير.
لذا فلا تساعدوا الغرب والصهاينة والمتآمرين والمتخاذلين والمنافقين على زيادة عمق الشرخ بيننا وبين العالم العربي والاسلامي الذي هو الامتداد الطبيعي لمقاومتنا وعمقه الاستراتيجي من خلال ردات فعلنا، بل علينا أن نتوجه للشباب في هذا العالم لإعادة وصل ما يحاولون قطعه لأن الأعداء يحاولون بكل ما استطاعوا ان يشيطنوا صورة المقاومة في الدول العربية والاسلامية من أجل تشويه صورتها ومذهبتها، ولكن بوعيكم سنحقق نصراً عزيزاً في ساحة أخرى من ساحات المواجعة والمقاومة.
وتوجه الشيخ زهير الجعيد أخيرا بالتحية والتقدير لكل فرد في موقع صدى الضاحية من الادارة الى العاملين والمتطوعين كما وتوجه بالشكر لرئيس بلدية الغبيري معن الخليل ومجلس البلدية على استضافتهم للحفل.
Discussion about this post