رسالة إلى المعارضة المحترمة في البحرين
بسم الله الرحمن الرحيم
السادة /جمعيات ورموز المعارضة المحترمين
مع كامل الاجلال والتقدير والاحترام لجهودكم وإجتهادكم وجهادكم وتضحيات قادتكم ووجود أبنائكم في السجون والمنافي ولكن هناك كلمة يجب أن تقال في محضر تهافت الخطاب والدعوات المسربة لقبول الصلح مع آل خليفة.
في عام ١٩٢٠م وجه آبائنا وأجدادنا عريضة نخبوية إلى المستعمرين الإنجليز وقعها وجهاء البحارنة الذين كانت العائلة الحاكمة تضطهدهم وتضطهد مجتمعهم وهم المكون التاريخي الأصلي والأساس في البحرين.
ومما جاء في تلك العريضة :
*(منذ أن أستولى علينا وعلى أموالنا وأملاكنا بيت آل خليفة وتعاملوا معنا بمثل ما عملوا إلى سابقينا من أجدادنا وآبائنا من المظالم والفواحش حتى ملئت هذه الحدود من وجودهم وظلمهم ونهبهم وهتكهم وأخيرا تعدياتهم وجرأتهم في سفك دماء النفوس المحترمة وغصب حقهم علنا ظاهراً على رؤوس الأشهاد).*
لقد شخص أجدادنا وآبائنا مسالتين مهمتين في تلك العريضة
الأولى : إن مشكلة آل خليفة القادمين من الزبارة مع السكان البحارنة تعود لعقلية الغزو وفعل العدوان والاستيلاء.
المسألة الثانية : إن الحاكم الفعلي هم المستعمرين الإنجليز الذين وظفوا هذه العوائل لخدمة مصالحهم الاستعمارية في بلداننا.
ومع أن تشخيص أجدادنا للخلل في علاقة القادمين من الزبارة معهم أنجز وفرض تغييراً ولو شكليا حيث إستبدل الإنجليز آنذاك خادما لمصالحهم بآخر لتهدئة غضب السكان البحارنة الا أنه كان تشخيصاً دقيقا حقا.
اليوم قبل أن تتحدث المعارضة المحترمة عن أي أمنيات مع النظام وقبول مبدأ المصالحة والتسوية معه وعلى أساس التنازل والإستسلام للأمر الواقع فإن عليها أن تثبت وأن تتثبت من مسألتين مهمتين وضروريتين قبل أن تدغدغ مشاعر الناس بأمل كاذب في التغيير وقبل أن تقوض عقد كامل من التضحيات والإستحقاقات :
المسألة الأولى: التأكد والتاكيد إن العائلة الخليفية وبيت الحكم قد خرجوا فعلا من إرث الغزو وعقلية الأطماع والعدوان التي جائت بهم من الزبارة ، وهو ما تنفيه الجرائم والمؤامرات ضد السكان مثل مؤامرة التقرير المثير والسجون التي إحتوت ولازالت على عشرات الآلاف من البحارنة ورفض النظام الاعتراف بوجود أي أزمة أو صراع سياسي داخلي، وإستهداف النظام للبحارنة بالحصار والتهميش والتجهيل والحصار والافتقار والاستقواء عليهم بكل ماهو أجنبي.
المسالة الثانية : هي التثبت بالفعل من أن النظام الحاكم هو نظام سياسي مستقل وليس نظاماً حاكما بالوكالة عن الإنجليز أو غيرهم والتأكد أن إعلان الاستقلال لم يكن إعلانا شكلياً يهدف إلى إدارة المستعمرات البريطانية من وراء البحار لأي سبب كان والتأكد أن الإنجليز قد كفوا أيديهم فعلا عن تقرير مصير سكان المستعمرات،والتأكد من أن النظام يمتلك قراره السيادي الداخلي والخارجي وأن العائلة الحاكمة لم تفرط في إستقلالية هذا البلد من أجل مصالحها الخاصة وديمومة سلطتها.
لا يجوز وشيء مؤلم أن تكون الرؤية والتشخيص عند أجدادنا أكثر دقة ووضوحًا في وقت من المفترض أن تكون فيه أدوات التشخيص والفهم لدى المعارضة الحالية أكثر تطوراً ودقة وأن لا تنشغل بالهوامش التي يخترعها النظام عن جذور الخلل.
عدى ذلك فإن حديث المعارضة عن مشاريع حلول وأماني مع عائلة حاكمة تعامل شعب البحرين كسبايا وغنائم حرب ورعايا من الدرجة الثانية ودون حقوق اختيار ، ومع نظام فاقد للإستقلالية والسيادة مضيعة للوقت والجهد وغير ذي جدوى.
الحل يا سادة في إدامة النضال الوطني والكفاح المستمر من أجل إنتزاع الإستحقاقات الوطنية اللازمة وليس برفع بيارق الهزيمة والإستسلام أمام ما يفرضه مغتصبوا الشرعية والسلطة بالأمر الواقع.
ولنتذكر قول أمير المؤمنين عليه السلام : “لنا حق فإن أعطيناه وإلا ركبنا أعجاز الإبل وإن طال السرى! ”
وهذا هو الفكر والمنطق الذي لا يعرف معنى الهزيمة والهروب والإستسلام أمام العصابات من قطاع الطرق والقراصنة ومغتصبي الشرعية.
فهل من آذان واعية!
*مجموعة من أهالي قرى البحرين*
Discussion about this post