*ولا زال رجال الله يبهروننا*
*كتبت /عفاف محمد*
يثبت رجال الله يوماً بعد يوم بأنهم الأقوى والأشرس والأثبت في ساحات النزال فيقتحمون المواقع المعادية في وسط النهار بثقة تامة وقلوب لا تعرف الخوف أو الوجل.
ويسجلون النصر تلو الآخر بالرغم من تفاوتها العديد والعدة وبالرغم من أن جنود العدو يتمترسون بسواتر مواقع مرتفعة وحصينة.
فمعركة جيزان الكبرى ..هي أسطورة أخرى من تلك الأساطير الملحمية التي يعجز الوصف عن شرحها ،حيث وتلك الصور الناطقة التي بثها الإعلام الحربي للقوات المسلحة بالأمس هي خير ناطق وخير من يصف صعوبة المعركة.
ما زال أولئك الصادقين يبهروننا مثل العمليات القتالية السابقة.
تحرير أكثر من 40 موقع بمساحة 150 كلم٢، وقتل وإصابة وأسر مايزيد عن 200 من جنود ومرتزقة العدو، وإحراق وتدمير أكثر من 60 آليه ومدرعة،
واغتنام كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر المتنوعة وعدد من المدرعات والآليات من منطقة سيطرة القوات السعودية والتي من المفترض ان تكون الخط الدفاعي عن مدينة جيزان. وحصل كل ذلك بالرغم من إمكانات العدو ومرتزقته الفائقة !!
فمثل هذه الأخبار تثلج الصدور وتعيشنا تفاصيل الإنتصار الذي يعيشه هؤلاء الأبطال الذين رفعوا رؤوسنا إلى عنان السماء .
فالأبطال يقتحمون الأهوال ونحن ها هنا تحت الأسقف ننعم بكل ماحولنا وقد ننسى الدعاء لهم والاستغفار وهم من يمنحونا الأمان والإطمئنان ،فلولاهم لما عشنا هذا السلام وهذه الطمأنينة؛ فسبحان من سخر قلوبهم في سبيل الله ليختاروا الجهاد في سبيله على القعود والخنوع. سبحان من مكنهم تلك الإرادة والقوة الفولاذية التي يهزمون بها العدو ويرعبونه.
تلك المشاهد التي يخال لك للوهلة الأولى انها مجرد مشاهد مرسومة لفنان بارع او لعبة من ألعاب البلايستيشن التى تتحرك إثر تحريك الأصابع لها !!
فعلا كنا ولا زلنا منبهرين وعرفنا ان سر التميز وسر تلك القوة العجبية والعزم الحديدي والتكتيك الحربي المبهر إنما هو الله الذي مكن رجاله الصادقين من تلك الانتصارات الساحقة العظيمة التي يطهرون بها أرضنا.
لله درهم من رجال باعوا أنفسهم لله وفي معركة جيزان كانوا خير مصداق للآية الكريمة:- *{قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ} (التوبة-14)*.
ومن ناحية عسكرية بحتة فإن إقتحام أكثر من 40 موقع محصن وعلى تباب مشرفة على الأراضي المينية الحدودية المنبسطة وسط النهار وفي وقت واحد يُعد إنتحاراً وضرباً من الخيال. ولكن كان المجاهدون واثقين من النصر والغلبة؛ واستعملوا عنصري المباغتة والمفاجأة وكان الإنتصار الإلهي ثمرة لإيمانهم بوعد الله في الآية الكريمة :- *{قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} (البقرة-249)*.
*والعاقبة للمتقين*
Discussion about this post