تحية المساء (3)
لبيك ياضمان الحاضر والمستقبل
بقلم: د.حسن أحمد حسن
واهمٌ مَنْ يظن أنه يستطيع محاصرة النور والضياء، فالنورُ عصيٌّ على أنْ يًقْبَضَ عليه، أو يحاصرَ في كهوفٍ ومغاورَ تستعيد سيرة ما قبل الجاهلية الأولى لإبقاء الحق والحقيقة في وادً وعشاقهما في وادٍ آخر…
مُشْتَبِهٌ أو به مسُّ من الجنون من يحسب أن “البارانويا” التي تسكن المتزعمين وعواصم القهر والقتل والتلذذ بعذابات بقية الشعوب قادرةٌ على تحويل الأحلام أو التهيؤات إلى واقع قائم معاش، فالصبح لا ينبلج تنفيذاً لصياح الديكة، بل لأنه الصبح يتنفس فجراً رغم عسعسة الليل، وإذا كان هناك من ساءت صحته العقلية وبلغت مراحل متقدمة فصار يحسب أنه وانطلاقاً من ذاته المتورمة إلى الحدود المرضية القاتلة قادرٌ على يمنع أي شعاع منبثق من هيولاه عن التمدد والانتشار، فعلى أولئك الانزواء قليلاً، وليتعملوا من خفافيش الظلام كيف تهرب من الضياء إلى ظلاميتها المعشوقة، وتبقى هناك مدلاة الرؤوس باتجاه العفن وبقايا مفرزات العتمة، وما تخلفه من أوهام وتهيؤات…
يستطع الظلاميون الجدد أن يرفعوا أسوار نفاقهم وضلالهم ما يشاؤون لمنع ضياء الوجود أن يعم الكون الذي أبدعه الخالق في أبهى حلة، ولكن هيهات لهم هيهات أن يفلحوا في ثني الأرواح النقية عن توثبها المشروع، وهي التي تكتنز في أعماقها قبساً قدسياً ممزوجاً بزخم موضوعي يتعاظم ويدفع تلك الأرواح لتشرئب بإرادة الواثقين المؤمنين بفيض الذات النورية على التواصل بجذوة الوفاء والانتماء مع معين اليقين المتدفق بكل مقومات الصمود والاستمرار والبناء على ما يفرزه الصمود من روافع النصر المتبلور رغم عواء ذئاب الليل منفردة كانت أم في قطعان متعددة يقودها الأكثرإجراماً وإمكانية ذاتية على الصيد والافتراس…
فعلى رسلكم يا دعاة القتل والموت والإبادة…على رسلكم يا الواهمون المتوهمون أنكم أنصاف آلهة أو أكثر، وأنتم أقل من أنصاف رجال… على رسلكم وامشوا الهوينى فلن يفلح حصاركم وضغوطكم وعقوباتكم في فصل الأغصان عن جذع الزيتوةن السورية المباركة التي يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار.. خسئتم أن تنالوا بتهديدكم وتوعدكم وحصاركم وتجويعكم من إرادة السوريين الذين قهروا جحافل إرهابكم المأفون الذي صدرتموه لنا لتفتيتنا وتشظيتنا فوأدناه أمام أعينكم لعلكم تتعظون، لكن ذلك زاد حقكم وأضغانكم فتورمتْ أناكُمُ السرطانية حتى كادت تحنقكم، وليس أمامكم إلا استئصالها أو انتظار الاختناق الحتمي والقريب.
عشاق سورية الأسد وأبناؤها الغيارى وجميع أقطاب محور المقاومة ومكافحة الإرهاب مؤمنون واثقون بأنكم ستهزمون من جديد …. يقيننا مطلق بأنه من حقنا أن نفكر بأطفالنا، وأن نضمن استمرار ارتسام البسمة على وجوههم، ونمو الأمنيات في جوانحهم… وتجدد الأحلام في خلواته يقظة ومناما… ومن حق فتياتنا أن يغمضن أعينهن ويسرحن في عالم الحلم المشروع لكل منهن أن تتخيل نفسها وهي ترتدي الفستان الأبيض وتنتظر فارسها المأمول ليأتي ويحملها على حصانه إلى عالم تحقق الأمنيات بعيداً عن الخوف والقلق والتوتر والضياع.. من حق أمهاتنا وأخواتنا وزوجاتنا إن يعملن كيلا تبتلى في قادم الأيام نظيراتهن بما عانته المرأة السورية على امتداد عشر سنوات من أوجاع ويٌتْمٍ وثُكْلٍ وَرَمُّلٍ ولوعةٍ وفراق…. من حق شبابنا أن يضمنوا أن مستقبلهم ليس على كف عفريت، وأنهم مؤهلون لبدء عقد جديد من العمر بثقة أكبر وتفاؤل موضوعي يستند إلى واقع يقول: ضمان كل ما ذكر هو قائد الوطن وعنوان أنفته وشممه وشموخه، ورمز عزته وصموده وأمنه وأمانه وانتصاره السيد الرئيس الفريق المفدى بشار الأسد حماه العلي الأحد…
ولأننا أبناء الشمس ورمز الوفاء في كماله، والولاء للوطن في أروع تجلياته سنبقى نكررها ما حيينا: لبيك يا قائد الوطن.. لبيك يا كل الأمل.. لبيك لبيك يا ضمان الحاضر والمستقبل، وعنوان كل شمم وشموخ وعنفوان.. لبيك لبيك، وشعبك كله يناديك ويكررها ملء الفيه: غير تلاتة ما منختار: الله وسورية وبشار.
دمشق في 25/4/2021م.
Discussion about this post