اغزي يمناً .. ترى عجباً.
د. سارة جحاف
سيحكي التاريخ يوماً عن قوم فقدوا عقولهم، وانتشوا بأنفسهم نشوة الديوك وغزوا عرين الاسود..
فكان لهم الرزق المقسوم كما يقال شعبياً لكل متذرب.
سيحكي التاريخ عن آل سعود ومغامرتهم الفاشلة في غزو اليمن وما جنوا من ثمار الذل والهوان والخسران.
سيحكي التاريخ عن بطولات ماشهد لها التاريخ مثيلاً على مر العصور.
سيحكي عن رجال لايخشون الموت بل يقبلون عليه مرحبين فاتحين صدورهم له ومشتاقين.. سيحكي عن جيش يخاف أن تنتهي الحرب ولم يتكرم بنيل الشهادة باكمله..
سيحكي عن صمود شعب لا يجد قوت يومه ينفق من بعض مالديه ان لم يكن كله ليرفد الجبهات بشكل يذهل كل ذي عقل أو كان له قلب وهو شهيد..
سيحكي عن ثبات أم تزف أحد ولديها شهيداً
ويلبث قليلاً ثم يعود من حيث جاء وتودعه بقلب صبور وإيمان لو قسّم على أهل الأرض لكفاهم..
سيحكي عن ترتيل أشعار وزوامل نسجت من خيوط كلام ليس من كلام الانس ولا من كلام الجن بل صوت حق سخره الله جندياً مع المجاهدين يشد عضدهم ويعلي هممهم ويرعب عدوهم ويهز عروشهم و كأنه سحر عظيم..
سيحكي عن صرخة حق اطلقت من أمام هدي لا يخاف إلا ربه .. ولا يخشى سواه.
فصاح مكبراً اياه.
ودعى بالموت لاعداء الله .. وتقرب بروحه نصراً لدينه فكان وعد الحق له أن حفظها ليصرخ بها رجال الله في كل مكان رغم انوف الظالمين والمارقين وجعلها كابوس واقع لمضاجع المنافقين..
سيحكي عن روضات اكتظت بأحياء تحت الارض يزوروهم أموات فوقها يتمنون أن يصلوا اليهم ويفوزوا بما فازوا به أخوانهم وابائهم واصدقائهم من الشهادة.
ويتلهفون بلهف الشوق للنزول إلى جوارهم في الحياة الابدية ..
سيحكي عن أيتام ملاؤ بيوت اليمنيين عدداً.
لكنهم ملؤها أيضا مرجلة، وقوة وإيماناً وورثوا من أبائهم عزة وكرامة، وشموخ ونخوة وكأن اليتيم اصبح والداً مربياً ونصوح سيثمر على يديه جيلاً قوياً مؤمناً مجاهداً يحمي ما ضحى من اجله السابقون الأولون..
سيحكي عن أبطال لا تخضع .. وقوافل كرم وجود لا تقطع .. وزوامل عز لا تهجع..
وثبات أمهات ولا ينزع ..
وصمود شعب لا يجزع..
سيحكي عن تخلف عبيد غزوا ديار ملوكهم فأوضعوهم أماكنهم التي تليق بهم في مزبلة التاريخ الذي لن يرحمهم ولو بشق كلمة
والسلام يمان..
#كاتبات_وإعلاميات_المسيرة
Discussion about this post