#لعلكم_تتقون
((برنامج يومي لشهر رمضان لتحقيق هدف “لعلكم تتقون ))
طالبني بعض الأصدقاء أن اضع لهم رؤية عامة عن كيفية الأستفادة من شهر رمضان المبارك خير استفادة بعيدا عن التضليل والتغريب والتجهيل والتضييع الذي كنا نعيشه فيما سبق رغم ان معظمنا يقرأ القرآن 5 مرات و10 مرات خلال الشهر ولكن دون فائدة …ومن هذا المنطلق سأضع لمن يريد هذه الرؤية المنبثقة من الرؤية الربانية والتي ترتبط بالتقوى والتزود بها فهي خير زاد …. وذلك كالتالي :-
– السحور ثم الأستغفار العملي واللفظي (والمستغفرين بالأسحار ) والأستغفار العملي هو عقد النية يوميا عن الأمتناع عن أي عمل يحرمه الله وإن كان بسيطا ( يوسف اعرض عن هذا وأستغفري لذنبك انك كنت من الخاطئين) يعني يوسف لا تتكلم عما حصل وانتي توقفي عن هذه التصرفات (فعزيز مصر لم يكن موحدا حتى يقصد بأستغفري لذنبك ان تستغفر الله ولكنه معنى الأمتناع والتوقف ) .
– صلاة الفجر ثم بعد الفجر لمدة نصف ساعة التسبيح لله 100 مرة بلفظ (سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ) من منطلق الوقت المهم للتسبيح (فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ) فالوقت ما بين صلاة الفجر وشروق الشمس وقت مهم جدا لذلك فلا تضيعه حتى وأنت في فراشك تستعد للنوم … ولكن يجب ان نعي تماما مفهوم التسبيح (التنزية) وان نعكس عظمة الله وقوته وقدرته في انفسنا وأنه جل وعلا خالي من اي نقص وان نسعى يوما بعد يوم لعكسها على تصرفاتنا وعلاقاتنا مع الأخرين مستحضرين تواجد الذي نسبحه وننزهه قريبا مننا في كل لحظاتنا .
– النوم حتى لحظة ما قبل الدوام الرسمي (فلا خير في الصيام ولا جدوى منه إذا أعاق عن حاجات ومصالح العامة وأدى إلى التقصير في أي مسئولية ) فذلك يعيقك عن الوصول الى هدف الصيام (التقوى) وأيضا تستحق دعوات المتضررين من غيابك وتأخرك .
– التحرك إلى العمل بأندفاع ونشاط ورغبة وحب كإندفاع المجاهد في جبهاته للقيام بواجبه ودوره فأي تخاذل او تثاقل في المكانين فهو تفريط يستحق سخط الله والسخط الرباني يؤثر على الوصول للهدف الأسمى من الصيام (التقوى ) وألا نجعل من فريضة الصيام سببا في اهمالنا وايضا في سوء اخلاقنا وتعاملنا مع الناس ،،، وعليك أن تستخدم الأدوات التالية في عملك وهي (المسبحة في اليد لترويضك على ذكر الله الدائم – الأبتسامة في الوجة لترويض النفس على السكينة والهدوء – الدفع بالتي هي أحسن لتكسر فكرة خاطئة ان رمضان تكثر فيه المشاكل ولتكن انت القدوة للآخرين فإصلاح نفس واحدة هي أساس التقوى )
– إقامة الصلاة (الظهر والعصر ) وليس اداءها فالامر (أقم الصلاة وليس أد الصلاة) ولهذا الموضوع طرح موسع إن شاء الله ، واستغلال اي وقت بينهما لقراءة القران قراءة هادئة هادفة فلا تضع في حسبانك انك تختم المصحف في هذا الشهر بقدر ما تضع حساب أن تتدبره وتفهمه وتستوعبه ولو آيات معدودة ولكن لأن معدل التركيز يخف قليلا في نهار رمضان بسبب انخفاض معدل السكريات في الدم ، لذا استغل النهار للقراءة الهادئة والليل للتدبر.
– بعد العصر ، وقت جميل جدا لتقوم بخدمة البيت بشراء حاجياتهم وأيضا لتعمل لك برنامج يومي لمدة شهر يتضمن التالي ( زيارة الأرحام والأقارب لنيل بركة دعاءهم وفضل خير الزيارة والتي تساهم في الوصول للتقوى – زيارة رياض الشهداء والمكوث عندهم فترة مناسبة تتكلم معهم وتحكي لهم عن فضل تضحياتهم وتعاهدهم على الاستمرار فيما بدأوه وضحوا من أجله فهذه ترتقي بنفسية الأنسان للعظمة والعزة والقوة – زيارة أسر الشهداء خاصة الجيران والاقارب وأن يكون الهدف تذكيرهم بفضل الشهيد ومكانته وعظمته وفضله )
– (حسب امكانياتك) ، تخصيص مبلغ 500 ريال او 1000 ريال سواء يوميا او حتى اسبوعيا وشراء حاجيات أطعام مساكين (قليل طماط وقليل بطاط وقليل رز ) والذهاب به إلى بيت محتاج خاصة ونحن في ايام صعبة جدا جدا أو طبخهن في البيت مع طبخك والأخذ من راس الطعام قبل المغرب للبيت هذا وذاك فهي والله كارثة أن نأكل وتنتفخ بطوننا من الأكل وجارك الذي لا يفصله عنك أمتار يتضور جوعا ونحن في شهر التقوى .فلن ننال البر حتى ننفق مما نحب …
– لحظات قبل المغرب نسعى لتصحيح مفاهيم مجتمعية خاطئة ونشرها بين الجيران لاننا غالبا نتواجد في تلك اللحظات في حاراتنا ولعل اهمها (معنى من فطر صائم ) وهي تكفل بحاجته في تلك الليلة وليس معناها حبتين تمر وقليل ماء ، وايضا التواصل مع الميسورين في الحارة وتحفيزهم على الأنفاق هذه الايام فهي ايام اجتمع فيها الخير كله (ايام شديدة حصار وعدوان يطلق عليها “مسغبة” أو اطعام في يوم ذي مسغبة ) وايضا (شهر وفضل رمضان )
– قبل المغرب بنصف ساعة ، التسبيح المشابه للتسبيح الذي بعد صلاة الفجر ( فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب )
– إقامة صلاة المغرب إقامة حقيقية وليس اداءها وكذلك العشاء
– يفضل ان تشكل لك جماعة من الشباب (سواء من محيط عملك او محيطك الأسري او محيط الأصدقاء والحارة او مزيج بينهم ) وتتفقوا على مكان معين للإجتماع وتقسموا وقتكم الممتد من الساعة 9 مساء الى ال12 مساء كالتالي (نصف ساعة حديث عام – نصف ساعة قراءة قران كل واحد يقرأ شيئا – نصف ساعة قراءة ملزمة من ملازم السيد ضمن البرنامج اليومي الرمضاني المحدد-نصف ساعة الاستماع بأنصات لمحاضرة السيد الرمضانية – ساعة مناقشة الآيات القرآنية التي قرأتموها و الملزمة ومحاضرة السيد لتزدادوا وعيا وفهما واستعيابا وتدبرا – نصف ساعة أخيرة مناقشة سياسية للأحداث الجارية فعين على القرآن وعين على الحدث )
– من 12 حتى موعد السحر ، اهم اوقات اليوم كاملا في موضوع تدبر القرآن من خلال الأختلاء بنفسك والتعمق فيه وان تختار لك موضوعا معينا او سورة معينة وتتعمق فيها متدبرا فالقرآن ميسر للذكر فهل من مدكر عوضا عن أن تلك اللحظات هي اهم لحظات للأستيعاب لذا فضلها الله في القرآن (نصفه او انقص منه قليلا او زد عليه ورتل القرآن ترتيلا ) والترتيل ليس القراءة ولكنه الاستيعاب لذا شددها ب(ترتيلا) وايضا قال (ان ناشئة الليل هي اشد وطئا وأقوم قيلا ) ويتخللها صلاة الليل ويفضل ان تأخذ لك ساعتين من النوم قبل السحور .
وهكذا تكون خطواتك اليومية ولا ضير ان تتعدل جزئيا وفقا للظروف والمشاغل والمسئوليات ولكن لا يجب ان تتعدل كاملة ، فهنا ستتحقق في الإنسان حقيقة وهدف (لعلكم تتقون )
وقبل الختام أضع لكم ملاحظات :-
-يمكن ان تشغل أهلك واطفالك عن البرامج والمسلسلات التلفزيونية السخيفة المضللة بأن تجهز لهم مسلسلات هادفة كمسلسل يوسف الصديق وأصحاب الكهف وغيرهن فهذا من الامر الرباني (قوا انفسكم واهليكم نارا ) فلا يكتفي ان تقي نفسك وتنسى اهلك
– يمكن ايضا في لحظات ما بين العصر والمغرب اذا لديك وقت ان تشاهد هذه المسلسلات .
– لا تهتم بالمطبخ وما فيه ودع اهل بيتك يجهزون لك الحاصل وبلغهم لذلك ان لا يكون شغلهن الشاغل الاكل فانك متقبل اي شيء فمن الغلط والمعيب ان تجعل المراة تشتغل نفسيا وفكريا كيف يمكن ان تلبي حاجة زوجها من الطعام والذي نعلم جميعا اننا يمكن ان نشبع ولو بصحن شفوت وسحاوق وكدمتين
– تذكر ان حلويات رمضان التي تشتريها يوميا ب1000ريال تحلي بها بعد العشاء تكفي ان تطعم بها اسرتين كاملتين تتكون من 6 افراد في كل اسرة … فلا تحلي بطعام غيرك …
اسأل الله ان يكون قد وفقني للحق والحقيقة التي على اثرها يتحقق (لعلكم تتقون ) …
#د_يوسف_الحاضري
Discussion about this post