نظافة النفوس قبل القراطيس..!
بقلم/ محسن علي
لا قت دعوة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- الخاصة بنظافة المدن والأحياء والقيام بحملات رسمية وشعبية كتهيئة لاستقبال لشهر رمضان المبارك استجابة كبيرة وواسعة في أوساط الشعب, حيث أن النظافة شرط من الإيمان ولما تحققه من نتائج صحية وطبية وبيئة وغيرها, لعل أهم هذه النظافة نظافة القلوب والنفوس وهو ما نلمس أننا جميعا بحاجة إليها.
يأتي حديث السيد القائد في هذا الموضوع من باب اهتمامه وحرصه على تربية الأمة تربية إيمانية وهذا بجد يجسد عظمة حليف القرآن والعلم القائم من آل محمد صلوات الله عليه وآله, ولعل الجميع يذكر ويتذكر محاضراته التربوية الرمضانية في العام الماضي التي وصل حد أن يعلمنا كيف أن نغسل الصحون ونرفع سفر الموائد وكيف نتعامل مع نعم الله الواسعة علينا وهو النعمة المسداه التي أهداه الله إلينا في هذه المرحلة.
حديث السيد القائد بالأمس عن تنظيف المدن ومن ضمنها العاصمة صنعاء التي تتكدس فيها أكوام القمامات في كل شارع وحي وزقاق.. يكشف نقطتين هامتين وهي: قيامه بجولات كبيرة في داخل العاصمة والمحافظات, وأيضا حجم التقصير والإهمال الكبير لدى قيادة الأمانة لعل أبسطها غياب النظافة التي بسببها تنتشر الأوبئة والأمراض, فإذا غابت نظافة القراطيس والأتربة لاشك أن النفوس متسخة وغاطسة بالوحل.
ومن باب التجرد المطلق.. والتساؤل المحق .. دعونا على سبيل المثال لرصد التحركات الطرزانية الإعلامية لحمود عباد أمين العاصمة ودوره في هذا الجانب.. ستجدون إجابته في كلام السيد القائد.. رغم أن هناك جوقة إعلامية خاصة بالأمين يدفع شهريا لها الأموال لتلميعه, لكن تابعوا بقية إنجازاته ستجدون غالبيتها في مشاريع جني الأرباح وردم الحفر, غير ذلك لا هم له سوى التسابق في حضور الفعاليات باحثاً عن عدسة ليظهر من خلالها, حتى أن ما يغطى له من أخبار في اليوم الواحد في وكالة سبأ تكاد تفوق أخبار الرئيس المشاط حفظه الله وعافاه.
طيب.. أعلنت رسميا العديد من إجراءات الإصلاح التي تصب في مسار البناء في إطار الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية وبشعار الرئيس الشهيد “يد تبني ويد تحمي” وتم تدشينه , لكن أمام مثل هكذا توجهات عملاقة يقودها الصادقون ستجدون في الواقع العملي أن معظم حملات التدشين تلاشت وذابت سريعا ولم يبق منها سوى خيوط تتأكل بالإهمال وعدم اللامسؤولية, “ورجعت حليمة لعادتها القديمة”.. السبب في ذلك.. حضور الرياء وغياب الإخلاص وموت الضمير,,وتسلق المستلقين على حساب المخلصين.
نعود لنذكر بـ بمدى نجاح حملات “خدمات الجمهور, مكاتب الشكاوى, حملات ضبط الأسعار وهلم جرا” ابحثوا عنها في الصعيد الميداني, لم يعد يتجاوب معنا إلا مكتب الشكاوى بالرئاسة فقط وبات من يعلق عليه الموظفين والشعب الآمال , دونه ستجدون غالبية الأرقام التي خصصت مقفلة وخارج نطاق التغطية..! وكذلك هو الحال والواقع الكسيح في مفاصل الدولة.
بالمناسبة.. 35 سنة كان الصريع عفاش يدشن مشاريعه الوهمية بهكذا احتيال ونصب أهم شيء تلتقط له الصور وتحضر بين يديه اللوقوهات المتوشحة بالأسماء وتحدث عن التدشين, ووضع حجر الأساس.. وخاطركم كلين أهله يقوم مشروع ولا لا قام, في واقعنا اليوم نعيش نفس الإشكاليات, ولهذا بنلاحظ جميعا تغاريز بعض الوزراء والمسؤولين, ونفسي يا نفسي أهم شيء يلعط ما استطاع وينهب ما قدر عليه وبيعتبرها فرصة لا تتعوض.
مالم يكن هناك صحوة ضمير, ويكون المسؤول أيا كان هو السباق لموظفيه إلى ميادين الصدق والإلتزام العملي, والقدوة في المتابعة والتحري والبحث والنزول المفاجئ التنكري لمتابعة قراراته لما من شأنه خدمة المواطنين, دون ذلك يظل كذب وضحك على الذقون.
مالم يبدأ الإنسان من ذاته خصوصا لمن هم في أعلى سلالم الدولة ينظف نفسيته وقلبه ويسعى في تقويم اعوجاجها وتقريع ضميره لها ويبتعد عن هذا قريبي وهذا اخي وذيه ابن اختي دون مؤهلات فإنه يظل كذاب أشر ومخادع, وتحركاته كلها ستظل كالعادة استعراض مؤقت وهرج إعلامي مأجور ومدفوع الثمن.
مالم يعتبر كل مسؤول نفسه أنه خادم للناس ويتحرك بكل دافع إيماني وبصدق وإخلاص لله واستشعار المسؤولية ويعمل ثورة إصلاح وبناء مركزية نوعية في مؤسسته ووزارته, توازي النهضه العسكرية الصاعدة التي رفعت راس كل يمني ويمنية كما هو الحال في القوة الصاروخية والطيران المسير, فمن الأشرف له أن يعلن عدم قدرته وعجزه ويعطف أرجله البيت, بدلا من أن يكون عالة على الدولة والشعب والمواطنين.
وأمثال هؤلاء العاهات ومن على شاكلتهم هم من يجب أن يتم كنسهم أولا.
هذا علمي ولا جاكم شر.
Discussion about this post