*أسطورة تاريخية وجندي مجهول*
أتحدث عن والدي الفيلسوف…
المرحوم / عبدالملك عبدالله عامر
بقلم / أمل عبدالملك عامر
📝📝📝📝📝📝📝📝
تاريخ ومكان الميلاد/ 1957م صنعاء
الحالة الإجتماعية/ متزوج وله خمسة اولاد وخمس بنات
تاريخ الوفاة 2016/2/7م
قصيده أهداها الاستاذ يحيى حشيدان للفيلسوف عبدالملك عامر .
بسم الله الرحمن الرحيم
ذِكراكَ يا أبتاه فَخرٌ دائمٌ
وبَهاءُ فِكرِكَ يَسحَرُ الألبابا
أنت الذي قد جابَ آفاق العُلا
يجني النجاح ويرتقي الأسبابا
رمز الثقافة من قَضَى أيامَهُ
يَهوَى العلوم ويعشقُ الآدابا
علمٌ وفلسفةٌ وفِكرٌ ثاقبٌ
مُتَحَدِّثٌ لَبِقٌ رُؤَىً وخِطابا
في رأسِهِ التاريخ يحكي للورَى
وعلى مسامعِهِم يُشِعُّ جوابا
حُرٌّ أَبِيٌّ مُستَنِيرٌ ثائرٌ
للمَجدِ حازَ وأَحرَزَ الألقابا
كَلِفٌ بِهَمِّ الناس يَحلُمُ أن يَرَى
في الشعب وَعيًا يَنسِفُ الأنصابا
وكَذا يَرَى في الشعب علمًا نافعًا
نُحيِي بِهِ الأمجادَ بابًا بابا
يا راحلًا عَنَّ وذِكرُكَ خالِدٌ
فينا ونُورُكَ ساطِعٌ ما غابا
قد عِشتَ بين الناس حُرًّا شامِخًا
ولَدَى الجميع مُبَجَّلًا ومُهابا
الدُّر يقطُرُ من شفاهِكَ لامعًا
مُتَوَرِّدًا مُتَوَهِّجًا مُنسابا
ورَحِيلُكَ ما زالَ خَطبًا مُوجِعًا
عَظُمَتْ فَداحَتُهُ وجَلَّ مُصابا
أدهَى الخسارةِ أَنْ نُوَدِّع مِشعَلًا
للعِلم في عَصرٍ يَعُجُّ ضَبابا
لَكِنَّ هذا أمرُ رَبِّي إنَّهُ
يُحيِي، يُمِيتُ، يُقَدِّرُ الأسبابا
سُبحانَهُ نَدعُوهُ دَومًا إنَّهُ
رَبٌّ كريمٌ مَنْ دَعاهُ أجابا
رحَماتُهُ ورِضاهُ غيثٌ دائم
يغشاك ما تُجري الرياحُ سحابا
.
_______________________
تم سجن الوالد قبل إغتيال الرئيس ابراهيم الحمدي في سجن قصر السلاح وتم خروجه بعد إغتيال الرئيس ابراهيم الحمدي باأيام وتم ذلك بواسطة الفندم عبدالله الشرفي .
فهاكم الحكاية …
تعطشاً لرؤية رجل لطالما افتخرت بهِ وبأخلاقه وصفاته النيرة التي غمرت الجميع .. كان فكر الوالد عبدالملك عامر فكر ديني و ثقافي و سياسي سخر نفسه رغم وجود الكثير من العوائق التي اجهدت نفسها كي تقف أمام ثقافته وعلمه ووسعة صدره الذي احتوى جميع من عرفه كان شخصية اجتماعية يحبها الكثير من الناس خالط الناس بكل فئاتهم دون تجريح .
كان أغلب أيامه كلها تصفح لكتاب الله وتدبرا لآياته وكان ذو تطلعا كبيرا بالأحداث والمستجدات يملك في طياته الكثير من العلم والثقافة التي لطالما افتقدها الكثير من ذوي حب المال والشهرة .
كان ممن يعشقون الأدب والسياسة البعيدة عن الزيف وتلميع الأساطير الوهمية كان نموذجا للفلسفة والفكر الثاقب يحمل من العلم والثقافة والتاريخ ما يجعله حقيقة اسطورة تاريخية لا يعجزه في كتب التاريخ والثقافة والأدب شيء .
تحمل المسؤولية قبل إتمامه للمرحلة الثانوية فكان نعم الأخ لإخوته وخواته وكان نعم الزوج لزوجته وكان نعم الأب لأبنائه وبناته كان أيضا محباً جدا للأطفال كان جميع من في حينا يحبه ويحترمه ويهابه .
وجدنا في قلب والدي الحب والعطف والحزم والين كنا في طفولتنا ننتظر لشهر رمضان بفارغ الصبر كي نخرج مع أبي نحن وأطفال الجيران للتنزه مع أبي كنا نذهب والفرحة تغمرنا وصوت القارئ المرحوم محمد حسين عامر يعج بالروحانية ورائحة العنصيف تجعلنا فعلا نتمنى طوال شهر رمضان ..
كان أبي فعلا رجلا اشتمل على اغلب الصفات الحميدة التي جعلتنا نخاف أن نفقده ..
درس في مجال السياسة إلا أن خوف من كانوا على السلطة آنذاك كان يحاربون حتى فكره فحاربوه ولم يجعلوا له مكان يستقر فيه بل تم نقله من محافظة إلى محافظة في عمله لا يمس لدراسته شيء كان مديرا للضرائب في عدة محافظات وآخرها محافظة الحديدة التي استقر فيها مايقارب 8 سنوات ثم تم نقله إلى محافظة ذمار فاارادوا حينها أن يجمدوا حركته لأنه كان اجتماعيا شجاعا لا يخشى إلا الله فكان يسرد التفاصيل المآساوية التي ذاقها في السجن عندنا اعتقله النظام السابق قبل إغتيال الشهيد ابراهيم الحمدي وما الهدف من اعتقال كل المناصرين للحمدي كان فقط من أجل أن يسقطوا الحمدي من جذوره
الذي كان صديقا لوالده المرحوم عبدالله احمد عامر .. ففي مطلع عام 2015 أثناء مرض والدي المرحوم عبدالملك عامر عندما كان يشاهدنا ونحن نتألم من المجازر في صنعاء من مشاهد جدا صعبة واياد مقطعة واجساد محرقة قال لنا كل هذا قد رأيناه قبلكم والهدف الخضوع فالحرب هذه ربما ستكشف للشعب اليمن حقيقة النظام المتغطرس .
أما المراحل الصعبة التي عاشها والدي كان سببها من يسمون أنفسهم اصدقاء له كانوا يتعمدون لطعنه وتوقيف نشاطه الإجتماعي مخافة من كشف خفاياهم وهم معروفون جدا ومازال بعضهم متمركزون ومتصنعون في مناصبهم الدنيوية ومن خلال هذه الأسطر لن نذكر أسمائهم لعل الله يهديهم ويغفر لها وأنا أعرف جيدا انهم عندما سيقرؤون هذا المقال سيعرفون انهم من شارك في إخفاء شخصية اجتماعية ثقافية سياسية .
عبد الملك عامر ليس رجلا عاديا فقد احتوى قلبه على الكثير من المشاعر كان ممن يهتم لأمر الإسلام والمسلمين كان يحذر الجميع من ظلم المدعو علي محسن وعلي عبدالله صالح فقد رأى وسمع عنهم ما سمعناه نحن مؤخرا كان يقول لنا قبل عام 2011 أن ال الأحمر وعفاش صنيعة إرهابية وأنهم ينهبون الأموال منذ طليعتهم على كراسي الشعب وأن في قلوبهم حقد دموي ليس متواجد إلا في اجدادهم الأمويين وعندما بدأت الحرب في 2015 م قال الحرب هذه طويلة جدا وسيسقط فيها الكثير من الشهداء لأن هذه الحرب كانت مدروسة بل ومحددة بالساعة والدقيقة والثانية .
كان الوالد رحمة الله عليه ممن يحترمون ويحبون السيد العلم عبدالملك بدر الدين الحوثي كان يقول ان هذا الشخص رغم صغر سنه إلا أنه سيكشف للناس كل الحقائق .. أذكر كذلك أن يوم تشييع السيد حسين بدر الدين الحوثي قال لنا متألماً خسرنا رجلا اهتابته اسرائيل وبريطانيا وأمريكا واذنابها ثم قال لنا أنني سمعت وقتها أن البريطانيين لهم يد في كل مايجري لليمن والبلدان العربية والإسلامية ولكنها تخفي نفسها كما تخفي إسرائيل نفسها .
كان والدي العزيز ممن يتوق عشقاء للمكوث بالأشهر في صنعاء القديمة فكان كثير المجالسة لكبيري السن ممن وجد عندهم العلم والدين والثقافة ..
عرفه الكثير من الخطباء والبلغاء والمثقفين فقد ذكر لنا قبل وفاته انه عندما كان في الصف السادس الإبتدائي كان معجب جدا بقصائد الشاعر البردوني حتى أنه حفظ الكثير من قصائده فمرت الأيام إذ حلت الصدفة فألتقى بالشاعر عبدالله البردوني وكادت عيناه أن تسكب دمعات من الفرح فاأهداه البردوني كتابه هدية له لأنه شاهد فيه الكثير من حب الإطلاع والعلم رغم صغر سنه .
فضلت هذه الهدية بستان يستقي منها ابي ..
فمرت الأيام وكان المرض يزداد يوما بعد يوم حتى استمر ثلاث سنوات لا نعرف ما الذي حل بأبي ..
لم يكن موت ابي طبيعيا لكثرة الاغتيالات التي أسقطها الله حينها سمعنا خبر رحيله الذي فعلاً جعلنا أنا ووالدتي واخوتي واخواتي وكل اهلي نصعق ولم نصدق كنت اقول كل الناس سيموتون إلا ابي لاني عرفته قوي شجاع يهابه الجميع فلم اتخيل ان وعد الله قد جاء ليقول لنا كل نفس ذائقة الموت تمنينا ولو ساعة نجلس فيها مع أبي ونتحدث معه لكنه قضي أمرا كان مفعولا.
الرحمة لشهدائنا وموتانا..
الشفاء العاجل لجرحانا ومرضانا..
الخلاص للأسرى والمفقودين..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
Discussion about this post