الحرب على اليمن من اوباما… إلى بايدن هل آن الآوان لإيقافها؟
بقلم الكاتب محمد صالح حاتم.
هاهو الرئيس الثالث لأمريكا يدخل البيت الأبيض ولازالت الحرب على اليمن متواصله، والتي خلفت اكبر كارثة انسانية في العالم فهل حان الوقت الإيقاف الحرب ورفع الحصار؟
في السادس والعشرين من مارس 2015م، اعلن من العاصمة الامريكية واشنطن شن ّعاصفة الحزم على اليمن بدعوى اعادة الشرعية، في حينها كان رئيس امريكا الديمقرطي باراك اوباما،والتي استمرت الحرب في عهده مايقارب من عامين ارتكبت خلالها ابشع الجرائم والمجازر بحق الشعب اليمني، وبعد انتهى ولايته ومجيئ الجمهوري ترامب الى البيت الأبيض لم تتغير مجريات الأمور في اليمن بل ازدادت سواء ً وتفاقمت الأوضاع الاقتصادية في اليمن، واستمرت الحرب والعدوان وبدعم ومشاركة امريكية علنا ً، بل شهدة ولاية ترامب بيع اكبر صفقات الأسلحه للسعودية والأمارات تجاوزت قيمتها450مليار دولار،وظل ترامب يبتز السعودية والأمارات ويهددها بدفع المليارات ان هي ارادت استمرار حماية امريكا لها، فقد حقق ترامب لأمريكا الكثير من المكاسب المادية من وارء الحرب على اليمن، بل لقد استغلت الأدارة الامريكية الحرب والعدوان على اليمن بضغوطات على السعودية والامارات وبعض الانظمة التي شاركت في التحالف الدولي بضرورة اعلان التطبيع مع الكيان الصهيوني والاعتراف الكامل بدولة إسرائيل وهو ماتحقق بالفعل في الايام الاخيرة لولاية ترامب من خلال اعلان التطبيع بين الامارات والبحرين والمغرب والسودان من جهة وبين الكيان الصهيوني من جهة ٍ اخرى.
وقبيل مغادرة البيت الأبيض بساعات اعلنت إدارة ترامب تصنيف جماعة انصارالله جماعة ارهابية والهدف هو حلب ماتبقى من الضرع الخليجي وجني الاموال من وارء هذا القرار، مقابل استمرار معاناة اليمنيين،رغم أن القرار لايخدم السلام في اليمن والمنطقة بقدر ما يعيق اي محاولة لتحقيق السلام الدائم والشامل، ويرفع معاناة ملايين اليمنيين، رغم وصول الأدارة الأمريكية إلى قناعة تامه أن الحرب على اليمن فشلت ولن تحقق اهدافها،وأن تحالفها العسكري فشل، بل واصبحت السعودية في موقف محرج وتريد الخروج من المستنقع اليمني،وتجنب الضربات الصاروخية والطيران المسير للجيش اليمني لمنشأتها الاقتصادية وقواعدها ومعسكراتها والتي اصبحت عاجزه عن ردعها او التمكن من صدها بالمنظومات الدفاعية الامريكية والبريطانية.
ومع دخول الرئيس الديمقراطي جو بايدن البيت الأبيض ومغادرة سلفة الجمهوري ترامب،تعالت بعض التصريحات في امريكا بضرورة وقف الحرب على اليمن وضرورة ايقاف الدعم الامريكي للسعودية في حرب وعدوانها على اليمن، فكان خطاب الرئيس بايدن يوم الخميس في وزارة الخارجية الامريكية حمل معه بعض التلويحات بضرورة ايقاف الحرب، واعلانه انهاء الدعم الامريكي للسعودية في حربها على اليمن،
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن الحرب في اليمن يجب أن تتوقف، مُعلنا وقف دعم واشنطن العمليات الحربية في البلاد التي مزقتها الحرب.
وأنه وجه بفرض هدنة
إلى ذلك اشار بايدن باستمرار بلاده في دعم ومساندة السعودية في الدفاع عن سيادتها وامنها ومواطنيها، فهذا القرار الأمريكي لم يأتي حبا ً في الشعب اليمني بل جاء بهدف حماية المصالح الأمريكية في السعودية والتي اصبحت في خطر جراء ضربات الصواريخ اليمنية والطيران المسير والتي استهدفت بعدة ضربات منشأت ارامكوا والتي تعتبر الضرع الحقيقي لأمريكا، كذلك أن الأدارة الامريكية تريد تجميل الصورة الامريكية وإعادة مكانتها وهيبتها في المجتمع الدولي بعدما اهتزت وخسرة سمعتها في عهد ترامب،وخاصة ً فيما يخص حقوق الانسان والديمقراطية.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ما وارء اعلان بايدن تعيين تيموثي ليندركينغ مبعوثاً خاصًا إلى اليمن، هل يعني اللّاحرب واللّا سلام في اليمن؟
يعني توقف هجمات تحالف العدوان واستمرار دعم التحالف لقوات هادي والزبيدي بالمال والسلاح لتستمر المواجهات في الجبهات الداخلية بين الجيش اليمني ولجانه الشعبية وبين هذه القوات، ويستمر المبعوث الامريكي في عقد عدة جولات مكوكية بين الرياض وابوظبي وعدن وصنعاء بدعوى وقف الحرب بين اليمنيين وتحقيق السلام، والهدف انهاك ما تبقى من قوى الشعب اليمني، وتفكيك نسيجه الاجتماعي.
فالإيام كفيله بكشف ماتبقى من الحقائق واظهار حسن النوايا الأمريكية.
Discussion about this post