( من أي الفريقين أنت هل من فريق “فأخشوهم” أو “زادتهم إيمانا” )
بقلم د.يوسف الحاضري
كاتب وباحث في الشئون الدينية والسياسية
abo_raghad20112@hotmail.com
كان هناك في عهد الرسول فريق من المؤمنين ضعاف القلوب (كما هو الحال عندنا) عندما أحتشد الكفار ضدهم تسابقوا مسرعين الى المجتمع قائلين لهم (ان الناس قد جمعوا لكم فأخشوهم) وقد احتشدوا بقوات كبيرة لا قبل لكم بها وهزيمتكم أمر محتوم وغير ذلك من أطروحات تضعف النفوس وترجف المجتمع وتثبطه ، حيث كان دافع هذه الفئة كما هي دوافع فئة اليوم (حب الدنيا والتشبث بها بقوة لدرجة أنستهم أنهم سيموتون وأنستهم كرامتهم وأنستهم حريتهم التي سوف تنتزع منهم) وأيضا دافع (الضعف والجبن والخوف الذي أنستهم رجولتهم وبأسهم وقوتهم فآثروا الأستسلام قبل اللقاء ) ودافع الايمان الضعيف الخالي من أي معرفة بمن هو مؤمن به ومتلاشية منه الثقة بالله الذي يظن ان الركوع والسجود كافية لأن ينال الخير دنيا وآخرة ، ودافع محدودية معرفتهم بمسئوليتهم وواجبهم في الحياة الدنيا فجاءت مسئولية القتال والانفاق في سبيل الله هامشية ومسئولية الأكل والشرب أساسية ، وغير ذلك من دوافع كدافع العمل الأستخباراتي للعدو بثياب يظهر أنه مع المؤمنين ويخفي عداوته لهم ، هؤلاء الذين قالوا للمجتمع (ان الناس قد جمعوا لكم فأخشوهم) يظهرون بثياب الناصحين الخائفين على المجتمع المحذرين لهم رغم انهم أوصلوا خبر (ان الناس قد جمعوا لكم) ووضعوا النصيحة (فأخشوهم).
في وقت أنهم كان عليهم أن يضعوا النصيحة الفطرية السوية السليمة بعيدا حتى عن الدين والأوامر الإلهية وهي (فتصدوا لهم) لأنهم جاءوا معتدين عليكم مجتمعين ضدكم فنصيحة (فأخشوهم) تدلل على ما بعد الخوف منهم وهي (الأستسلام والرضوخ لمطالبهم ) ومطالب المعتدي نزع الحرية والكرامة والانسانية ، أيضا من دلالة (فأخشوهم) الهروب والخروج من ديارهم فارين بعيدين عن تلك المنطقة التي هي أرضهم وحياتهم ووجودهم وحق من حقوقهم لهؤلاء الذين جمعوا لهم فينالوا الأرض وينتهكوا العرض بدون أدنى مقاومة حتى او تضحية من قبل هؤلاء ،
أيضا من دلالة فأخشوهم تسهيل مهمة المعتدي لدرجة كبيرة جدا أكثر مما ستسهل له مهمته أسلحته وجيوشه حيث أن (فأخشوهم) أشد بأسا وقوة وأثرا من آلاف الفرسان بأسلحتهم وعتدهم وعتادهم
كما ان من دلالة فأخشوهم هي زرع الخوف في القلوب فيما اذا قرروا المواجهة فينهزموا حتى عند قرار المواجهة.
غير أن الإنسان المؤمن إيمانا عمليا بالله معرفة وثقة بالله جاءت كلمة (فأخشوهم) عكس ما كان يتمناه هؤلاء المرجفين المنافقين حيث (زادتهم إيمانا) نعم جاء سلاح الباطل (فأخشوهم) ليكون رافعا لمستوى الإيمان في القلوب الواعية المؤمنة (فزادتهم إيمانا).
أما الذين تحركوا بنفاق مستخدمين سلاح (فأخشوهم) وأولئك الذين يمتلكون ايمانا ضعيفا هشا وسقطوا في دعوة المنافقين (فأخشوهم) وخشوهم بالفعل فزادتهم رجسا الى رجسهم فمنهم من هرب ومنهم من بحث عن مبررات وأعذار ظنا منهم انهم يغالطون الحق وأهله وما يخدعون الا أنفسهم وما يشعرون .
وكذلك اليوم في يمن الايمان عندما جمعوا لنا أمريكا والصهيونية واذيالهم فجاءت (فأخشوهم) بشكل أوسع وأكبر وأغزر وبوسائل اعلامية مجتمعية أكثر تطورا وتوسعا وكثافة فسقط فيهم من سقط ولكن المؤمنين لم تؤثر فيهم بل زادتهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل.
اليوم بعد حوالي 6 أعوام منذ ان أطلق المنافقون مشروعهم الإرجافي (فأخشوهم) نجد أن كل من نافق او سقط في نفاقهم في أسفل سافلين على جميع المستويات ومن زادتهم إيمانا في تمكين يتلوه تمكين وانتصار يعقبه انتصار لأن وعد الله (فأنقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله)
أما من سقط مننا شهداء فهم من نال الفضل الأكبر والحياة الأبدية والمتعة الدائمة (عند ربهم يرزقون) وضمنوا الجنة (بأن لهم الجنة) مما يعني أن من زادتهم (فأخشوهم) إيمانا فتحركوا وفقا لزيادة ايمانهم فمنهم من قضى نحبه ففاز ومنهم من ينتظر فأعتز وتحرر وغيرهم في أسفل سافلين.
#الذكرى_السنوية_للشهيد
#د_يوسف_الحاضري
Discussion about this post