اليهود يسعون لغرس ثقافة التطبيع ..
بقلم الأستاذ صالح المحدون
شعوب الأنظمة المطبعة والمستقبل المزعوم، ضياع الهوية وفقدان للسيادة واحتلال للانسان العربي المسلم.
سارعت عدد من الأنظمة العربية لكشف نواياها المخفية و اظهارها قولا وفعلا بالتطبيع العلني والمباشر بكل جرأة وبدون أدنى حدود او ضوابط مع إسرائيل، متجاهلة كل التجارب السابقة والحروب التي مضت وتضحيات الشعب العربي الفلسطيني وغيره من الشعوب في سوريا ولبنان وغيرها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وا لمطالبة المشروعة لطرده ، متجاوزين بذلك مباديء الاخوة والدين بل والإنسانية في كل معانيها في حالة نادرة من الشذوذ والابتذال والاستسلام المخزي والمهين لأمريكا وإسرائيل . بأي عقول يفكر بها حكام وأنظمة تلك الدول واي مصلحة سيجنون من ورائها وما هي المعايير والمباديء التي تحكم وتسير هذه المواقف المخزية ؟ والتي لا ترضي شعوب تلك الأنظمة البتة وليست. لها اي مصلحة في ذلك
، ولماذا لا تعتبر تلك الأنظمة من الأحداث والتاريخ مع اليهود على مدى أربعة آلاف سنة ، وخاصة في الخمسين سنة الأخيرة من القرن العشرين؟ .
يطول الموضوع في تحليل هذه القضايا لكن من المؤكد أن ارتماء هذه الأنظمة في أحضان أمريكا وإسرائيل يعبر عن خلل كبير تعيشه هذه الأنظمة في النفسيات وفشل ذريع في التعايش مع الواقع والصراع مع الكيان الصهيوني وانهزامية غير مسبوقة والتعاطي مع ذلك وفق توجه محدود الرؤى وبخلفيات ثقافية عقائدية ضعيفة لا ترتقي امام التوجه العقائدي العميق والمتطرف لليهود الكامن من عمق ديانتهم التي تتصف بالنزوع إلى الشر والأنانية، واتجه العرب إلى الصراع مع عدوهم بهذا التوجه الضعيف والعقيم وسبب صدمة كبيرة لهم زعزع الثقة واضعف عوامل القوة الرهيبة التي يمتلكونها ، وزاد الأمر سوءا عندما تحول هذا التوجه في الاخير إلى توجه عقائدي يخدم اليهود ويدعم كيانهم المزعوم ويقوي ويشرعن وجودهم ويشترك في الحرب ضد اي توجه عربي اسلامي مقاوم بل وبالوكالة عنهم وبدلا منهم ، في ظل تنكر رهيب لمشروع المقاومة الناجح الذي امتلك كل الأسباب والمقومات لهزيمة الكيان الصهيوني في كل المجالات العسكرية والفكرية ، رغم كل الصعوبات ومحدودية القدرات والجغرافيا لدول محور المقاومة الا انها تعيش مع شعوبها العزة والكرامة والأمل والقوة والبعد عن مشاكل وتحديات كثيرة وخطيرة اغلبها في المستقبل القريب على كل المستويات والاتجاهات ويدفعون إزاء ذلك المزيد من الشهداء والتضحيات ويواجهون أكبر المؤامرات جلها هو كن الاخوة والاشقاء .
تظن تلك الأنظمة العميلة المطبعة انها حققت إنجازا كبيرا سيمهد لاحلال السلام ويسهم في تقوية تلك الأنظمة على حساب الكبت والحرمان لهذه الشعوب التي لا تقبل بذلك ابدا ، مع أن الخطورة ستشمل تلك الأنظمة وشعوبها في وقت واحد ، فعلى مستوى تلك الأنظمة التي دخلت في عداء شديد ومستحكم مع دول محور المقاومة والجهاد ايران وسوريا ولبنان والعراق واليمن مستقوين بامريكا وإسرائيل ودول الغرب مطمئنين إلى حالة استهلاكية مؤقتة من الأمن والاطمئنان ووفرة النفط بإدارة امريكية لها مغاز سياسية تجعل من تلك الدول والأنظمة اللقيطة معاول هدم لدول عريقة وذات حضارة وثقل في المنطقة ، فإن شبه ذلك سيتحقق في داخل تلك الشعوب والتي تحكمها تلك الأنظمة بهوية غير هويتها وفلسفة شاذة تخدم أمريكا وإسرائيل، وحتما سيحل بها ما حل بغيرها غير أن ذلك أخطر وهناك فرق بين من يقاوم ويجاهد من أجل قضية كبرى وهي شرف وعزة هذه الأمة والتي تعمل على بناء الشعوب وتقوية أخلاقها ومبادئها وتعزز أواصر الوحدة والقوة بين أبناء تلك الشعوب رغم كل ما يحصل من تحديات ،
اما على مستوى شعوب الأنظمة المطبعة فسيكون هناك تغلغل ونفوذ أقوى من قبل للكيان الصهيوني في كل المفاصل والمجالات وسيعمل على تفسخ القيم واذكاء نار الحرب الناعمة وتغيير المناهج وتحريف الهوية والتاصيل الممنهج لتواجد اليهود بزعم أن لهم تواجد من قبل يشرع لهم التدخل ولن يتوقف عند حد معين ، وسيكون ذلك نفس ما حدث لفلسطين المحتلة ، ان الخسائر والكوارث لا نستطيع أن نقيمها ، في الوقت الذي ستتعرض نفسيات تلك الشعوب إلى الاضطراب والاحساس بفقدان الهوية والانفصام عن مباديء الدين الإسلامي التي هي ردة من نوع جديد ، حيث واليهود لا يريدون أن يروا اي شعب عربي او نظام مستقر مهما قدم لهم من خدمات ومثال ذلك مصر وغيرها التي تعيش في ظل أزمات وقنابل موقوتة زر تشغيلها بيد الكيان الصهيوني وكذلك اطفائها حسب ما يشاء ، وهذا هو مصداق الآية الكريمة في القرآن الكريم( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) والكثير من آيات القرآن الكريم الذي هو من يحدد معايير الصراع مع اليهود ويضمن مصلحة الجميع في إطار الدين لاسلامي ، وهذا هو ما سيوصل هذه الشعوب اذا فهمت ووعت ان لا مخرج الا بمراجعة الواقع وتصحيح المفاهيم للحفاظ على هويتها وبلدانها في إطار الأمة الإسلامية وثوابت الدين الإسلامي والقرآن الكريم وليس في إطار للسياسة الأمريكية والإسرائيلية ، ولا بد من الأخذ بمبدأ الإيمان المطلق بعدم جدوائية القبول بالكيان الصهيوني بأي شكل من الأشكال كما يمليه علينا د ديننا ومبادئنا ، وأن هذا يحتم علينا المواجهة لهم والوقوف ضد مخططاتهم والحيلولة دون غرس ثقافة التطبيع والخيانة بين شعوبنا فالتطبيع هو ليس احتلال للانظمة والشعوب والأحزاب والنخب بل سيصل وينفذ الى أعمق المستويات ويصل آل. مستوى الأسرة الواحدة في المجتمع العربي والمسلم ويمسخ كل القيم واذا كان الفرد المسلم هو الوحدة الاهم في بناء المجتمع العربي فان اليهود يسعون إلى غرس ثقافة التطبيع حتى يحتل عقل كل عربي مسلم ويتحول إلى مستوطنة خصبة يزرع فيها كل بذور الفساد والضياع والتفسخ والضلال بكل أنواعه، ومن هنا يجب أن نستفيد من كل التجارب التي نجحت في توعية شعوبها وغرس ثقافة العداء لامريكا واسرائيل بكل مظاهره الإيجابية التي ترسخ معاني الولاء للحق وأهل الحق والأمة الإسلامية ولا تقبل ببيع الاوطان والارتهان وتمكين المحتل والغازي للبلاد ، وما مشروع أنصار الله في اليمن الا للصد والدفاع والوقوف دون أن تصل الأمة إلى مثل هذه الحالة التي وصلت إليها الأمة وهذا المشروع هو حجة على شعوب المنطقة ويقدم شاهدا على صحته وقوته وانسجامه الكامل مع هويتنا العربية والإسلامية بكل معانيها ومجالاتها ويتصل كل الشعوب آجلا او عاجلا الا مجال لها الا ان تحذو حذو الشعب اليمني والمقاومة في العودة الحفاظ على الهوية والعروبة والارض والعرض .
صادق احمد المحدون الرشاء
٢٧ / ١٢/ ٢٠٢٠م صنعاء اليمن
Discussion about this post