( لن تضلوا بعدي ابدا)
هذا المقال اخر ما سأكتبه عن قضية الحملة الإعلامية ضد قائد من قياداتنا واحد ولاة امرنا ابراء للذمة وتوضيحا للحقيقة وكيف يجب علينا ان نتعامل مع مثل هذه قضية !! سائلا الله ان يوفقني ويجعلني اقول قولا سديدا.
بقلم د.يوسف الحاضري
كاتب وباحث في الشئون الدينية والسياسية
abo_raghad20112@hotmail.con
لكي لا نضل ونتشتت ونحتار ونصبح في نهاية الأمر وجبة سائغة للعدو علينا ان نرتبط بالقرآن الكريم وعترة النبي الذين ما ان تمسكنا بهما لن نضل ابدا في كل قضايانا الحياتية مهما كبرت او صغرت ، مصداقا لتوجيهات الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ) فنحن ملزمون إلتزاما كاملا بأن نطيع الله (توجيهاته في القران) ورسوله (ومن بعده من أئمة الهدى) وأولي الامر منكم (القيادة الذين يعينهم ائمة الهدى) .
– ماذا نعمل في حال حصول خلاف مع هذه القيادات ؟
اولا يجب ان نؤمن كل الايمان أن الله ورسوله وأئمة الهدى هم المرجعية لنا ضمن اطار (لن تضلوا) فعندما يحصل تنازع ومشاكل بيننا وبين القيادة او بيننا البين مهما كانت هذه المشاكل فالحل ليس الرد (الى وسائل التواصل الإجتماعي والحديث به في العامة ونشره بشكل هستيري وبلا وعي او حسبان لان هذا ليس حلا بل تأجيجا للمشكلة وثغرة للعدو) بل الحل موجود وملزمين به تمام الإلزام حيث حصره الله في (فردوه إلى الله و الرسول ومن يمثل الرسول من ائمة الهدى ) لاحظوا ان البداية مأمورون بطاعة الله ورسوله واولي الامر ثم عند المشاكل استثنى الله (اولي الامر) ووضح العودة الى المرجع الذي لا نضل عندهم وان أعدناه الى غيرهم فسنضل وهذا هو الحاصل في كثير من مشاكلنا ونزاعاتنا واختلافاتنا التي لم تحل لاننا لجئنا الى غير هؤلاء ولجئنا للفيس بوك والى الواتس والى التويتر والى القنوات الاعلامية والاذاعية وغيرها ، فهل علينا ان نعي التوجيه الرباني الذي يحدد مدى ايماننا من عدمه (ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ) فذلك خير لنا وفيه الخير والنتيجة الاحسن (ذلك خير واحسن تأويلا)
– نتيجة عدم الإتباع لهذا التوجيه ومن هم الذين لا يتبعون هذا الامر ؟
وضح الله ان هناك فئة من الناس ينقصها الإيمان ضمن اطار (نقص الوعي) وبعضهم قد يصل به الامر ليكون (منافقا) او هو (منافقا فعليا) حيث قال تعالى ضاربا امثلة لهؤلاء في الآية اللاحقة ( أَلَـمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ) هؤلاء يريدون ان يتحاكموا الى وسائل الإعلام كما يحصل غالبا في قضايانا الخلافية رغم ان الله امرنا ألا نتبع ونتخذ هذه الأجراءات لأنها فيجدالشيطان ثغرة كبيرة ليؤجج المشكلة اكثر واكبر لنضل ضلالا بعيدا ولا نجد طريقا للعدة الى الحق وكم هي كارثة ان يكون معنا علم وقيادة عظيمة كالسيد عبدالملك الحوثي الذي يقودنا بالقران ثم نتركه خلف ظهورنا ونلجأ للطاغوت واشكال الطاغوت واساليب الطاغوت وادوات الطاغوت .
– كيف نعرف هؤلاء وماهي مواصفاتهم ؟
جاءت الآية التالية تبين لنا من هؤلاء بقوله تعالى ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْـمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا ) هم الذين يرفضون كل التوجيهات الربانية ويسارعون الى النشر والتشويه والاخذ والرد عبر وسائل الطاغوت ظنا منهم انهم سينتصرون وهذ يشرح ويوضح ويبين حقيقة اهدافهم التي ليس منها (حل النزاع والخلاف حلا قرانيا حقيقيا ومنصفا) بل اهدافهم غير الحق (رايت المنافقين يصدون عنك صدودا) اي بكل تعنت وعناد واصرار ويستمرون فيما هم عليه .
ماذا قد يحدث نتيجة هذا العصيان لله وللرسول ولاعلام الهدى ؟
بطبيعة الحال الاية التالية توضح ذلك بقوله ( فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا ) اي النتيجة لن تكون كما يظنها هؤلاء انها لصالحهم ولاهدافهم سواء اولئك المنافقون او الساذجون الذين يتحركون بلا وعي كضحايا لهؤلاء المنافقين بسبب نقص وعيهم (فالنتائج الموجعة لهم شيء محسوم) وهذا ما يتمناه العدو الخارجي لنا لكي يستطيع ان يخترقنا ويصل لاهدافه فالقران حصن حصين لنا والبعد عنه هو الدمار ، ولان الكثير ممن يتحرك كضحية للمنافقين وللأعداء فهم يحملون في رؤوسهم رؤية ان هدفهم مكافحة الفساد وتصحيح الوضع وتعديل المسار وغير ذلك من اطروحات يتبنونها ويتبناها المنافقون (ثم جاءوك يحلفون بالله ان اردنا الا احسانا وتوفيقا) وهم كاذبون بوصف الله سواء كاذبون بنفاقهم واهدافهم الخبيثة او كاذبون بسذاجتهم وتحركهم الغير قراني فمن يريد احسانا وتوفيقا فالقران قال (فردوه الى الله والرسول) وليس الى الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.
كيف نتعامل مع هؤلاء ؟
الاية اللاحقة وضحت لنا كمجتمع وكقيادة و كولاية ان نتعامل معهم ب( أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَـمُ اللهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا) هؤلاء اوضح الله انهم يحملون في قلوبهم كل سوء وكل تحرك خاطئ وباطل والمطلوب مننا (الإعراض عنهم وعدم الخوض في مهاتراتهم ) وايضا ننصحهم بالقرآن خاصة اولئك الضحايا الناقصي الوعي والبصيرة وهذا المقال جانب من هذا الامر (وعظهم) وايضا استخدام عامل التحذير والتنبية والقول القوي المخيف لهم والذي يوقفهم عند حدهم من خلال وصف حقيقة نفسياتهم والتبيين ان ما يقومون به غير مؤثر مهما ظنوا انهم منتصرون ومؤثرون (وقل لم في انفسهم قولا بليغا)
كيف يتصرف الذين سقطوا في الخطا وعصيان الله ورسوله نتيجة نقص وعيهم وانجروا خلف المنافقين ؟
الاية اللاحقة التي هي نفخة من نفحات رحمة الله تعالى فتحت المجال لهؤلاء ليعودوا الى جادة الحق ويحكموا الله ورسوله وأعلام الهدى بقوله تعالى ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَـمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ) وذلك من خلال تعزيز قاعدة هامة في نفوسهم ترتكز على (وما ارسلنا من رسول الا ليطاع بإذن الله) وكذلك اعلام الهدى فطاعتهم واجبة والوجوب هذا جاء من حكمة الله وعلمه وعدالته المطلقة انه هؤلاء لن يظلمونهم ولن يخرجوا عن الحق مهما كانت الامور والاسباب والمسببات وان طاعتنا لهؤلاء هي سعادتنا واستقرارنا ونجاحنا وانتصارنا والدلائل والشواهد خلال هذا العدوان ألا يكفي شاهدا على حكمة الله ومصداقية سنته في إلزامنا بطاعتهم !
ثم الاعتراف بالخطأ الذي وقعوا فيه وانهم ظلموا انفسهم بمثل هذه التصرفات لان اخطاءنا لن تضر الحق شيئا بل تضرنا نحن بعيدا عن تلك الاستعلاءات والاستكبارات التي تكون حاجزا بيننا وبين معرفة والاعتراف بالحق والركون الى فلسفاتنا ونظن اننا الاعلم وغيرنا الاجهل، ثم نستغفر الله ونتوب إليه ونعود الى جادة الصواب (لوجدوا الله توابا رحيما)
وفي الاخير يقسم الله بنفسه (وهذا أعظم قسم يقسم الله به) بقوله ( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) بنفي الإيمان ممن لا يؤمن بهذا الطرح القرآني التوجيهي وان يكسر نفسيته وعلوه وغروره ويخضع لله وللقران ولأعلام الهدى (فلا وربك لا يؤمنون) فيحكمون اعلاك الهدى ويعودون اليهم وليس هذا فحسب فهذا لا يكفي اطلاقا بل يتقبلون اي قرار يصدر من علم الهدى مهما وجدناه مجحفا او غير مناسبا فما نراه ليس كما يراه علم الهدى بالقرآن الكريم (ثم لا يجدون في انفسهم حرجا مما قضيت) ولا يجدون ايضا حرج من الحكم الذي اصدره علم الهدى لان ذلك قد يبقي شيئا في النفس وهذا يؤدي الى السقوط تباعا وتباعا في الاخطاء ، بل ان الامر لا يقف هنا بل ان امر التسليم المطلق واجب كل الوجوب (ويسلموا تسليما) والتسليم المطلق يندرج تحته القبول بالقرار وتنظيف النفس من اي بقايا رفض والسعي لنشر ثقافة القبول للاخرين والتصدي لمن مازال في ضلاله وغيه لأن من مازال في نفسه شيئا ولو مقدار بسيط جدا جدا فلن يقبل منه حتى لو قبل القرار واوقف اي تحرك غير سليم وسديد.
هكذا يعالج الله كل مشاكلنا وقضايانا صغيرها وكبيرها وليس معالجة حتى انية بل تربية مستقبلية تحول دون الوقوع مجددا في الاخطاء والزلات ليبقى مجتمعنا متماسكا موجها كل غضبة وسخطة ضد العدو المعروف الاكبر ولا ننشغل في معاداة بعضنا البعض .
فهل انتم مسلمون لله وللرسول ولعلم الهدى سيدي ومولاي عبدالملك الحوثي ام مازال في انفسكم شيئا ؟؟
#د_يوسف_الحاضري















Discussion about this post