*قال تعالى : «وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى والْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكم*
– *قال تعالى: *(( وَرَفَعنَا لَكَ ذِكرَكَ ))*
*✍🏻رجاء اليمني*
يعتبر الجار من الأسس التي يبتني عليها المجتمع الصالح فإن الدائرة التي يكون الجار ضمنها تعد من مرتكزات الرعاية الإجتماعية ، فالاهتمام بالجار بمثابة حجر الاساس في بناء تلك القاعدة الصلبة التي من شأنها أن تجعل التكافل الإجتماعي في ميزان النجاح و الديمومية ، حيث قال (صلى الله عليه وآله) : *«مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو منه تداعى سائره بالحمى والسهر»*
هذا هو البناء المجتمعي عن النبي (صلى الله عليه وآله) , ومن هنا نرى ان القرآن قد جعل الجار في ضمن قائمة الفئات القريبة المطلوب أن يُحسن إليها ، قال تعالى : *«وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى والْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ»*
فيلاحظ من خلال هذا التقريب في القرآن إلى أشارة لصنفين من أصناف الجار ، وهما : الجار ذو القربى والجار الجُنُب ، ومعناهما : الجار القريب في النسب ، والجار الأجنبي الذي ليس بينك وبينه قرابة، الذي أراد القرآن بذلك الذكر أن يرشدنا لبناء اواصر المحبة و التعاون من خلال عدة أمور :
*التواضع له, والسعي في قضاء حوائجه ، وتقديم النصح والمشورة له*، *وكتمان سره ، وغض الطرف عن عثراته وعوراته ، وعدم إشاعة السيئات عنه ، وإعارته أدوات المنزل*, *وعيادته اذا مرض*
ولذلك اشار النبي بأهمية معرفة الجار والإحسان اليه في وصاياه (صلى الله عليه وآله) وكذلك نهج اهل البيت (عليهم السلام) ذلك المنهج بالتربية بمراعاةحقوق الجار:
من وصايا اللّه تعالى له ، قال (صلى الله عليه و آله) : *«مازال جبرئيل (عليه السلام) يوصيني بالجار حتى ظننت أنّه سيورثه»*
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : «*و *اللّه اللّه في جيرانكم ، فإنّهم وصية نبيكم ، مازال يوصي بهم حتى ظنّنا أنه سيورّثهم*
من هنا انتقل للحديث مع الحبيب المصطفي واضع بين يديه قضية يراها الأغلبية أن صاحبها من المرتزقة
يا حبيبي وملاذي يارسول الله جار علينا العدوان فأصبح في بلادي اليتيم والمسكين والفقير وأسرة الاسير وأسرة المرابط. والمجاهد. وزاد الحصار فعندما ندعو للتكافل نطعن في جهودنا فيقل بأننا مرتزقة
نحن ندعو إلى الإحتفال مع مراعاة تطبيق أفعال واخلاق رسول الله صلوات ربي عليه وعلى آله مع أننا نؤكد على الإحتفال على المولد النبوي ونحن على علم بذلك.
هناك استدلالات عديدة لجواز الاحتفال بمولد النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وأهل بيته(عليهم السلام)، استدلّ بها علماء الفريقين ردّاً على الوهّابية، التي ترى أنّ الاحتفال بمولده(صلّى الله عليه وآله وسلّم) بدعة، من الأدلّة:
1-*قوله تعالى: *(( ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّم شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِن تقوى القلوب))* باعتبار أنّ شعائر الله تعالى هي أعلام دينه، خصوصاً ما يرتبط منها بالحجّ؛ لأنّ أكثر أعمال الحجّ إنّما هي تكرار لعمل تاريخي، وتذكير بحادثة كانت قد وقعت في عهد إبراهيم(عليه السلام)، وشعائر الله مفهوم عامّ شامل للنبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) ولغيره، فتعظيمه(صلّى الله عليه وآله وسلّم) لازم.
ومن أساليب تعظيمه: إقامة الذكرى في يوم مولده ونحو ذلك، فكما أنّ ذكرى ما جرى لإبراهيم(عليه السلام) من تعظيمه يكون من تعظيم شعائر الله سبحانه.
2- قوله تعالى: *(( ذَكِّرهُم بِأَيَّامِ اللهِ ))* ، فإنّ المقصود بأيّام الله: أيّام غلبة الحقّ على الباطل، وظهور الحقّ، وما نحن فيه من مصاديق الآية الشريفة؛ فإنّ إقامة الذكريات والمواسم فيها تذكير بأيّام الله سبحانه.
3- قوله تعالى: *(( قُل بِفَضلِ اللهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَليَفرَحُوا ))* إذ من المصاديق الجليّة لرحمة الله سبحانه هو: ولادة النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، الذي أرسله الله رحمة للعالمين، فالفرح بمناسبة ميلاده(صلّى الله عليه وآله وسلّم) مطلوب ومراد.
4- قوله تعالى: *(( وَرَفَعنَا لَكَ ذِكرَكَ ))* فإنّ الاحتفالات بميلاده(صلّى الله عليه وآله وسلّم) ما هي إلاّ رفع لذكره، وإعلاء لمقامه.
ولكن نحن نريد أن نحيي بسبب هذه المناسبة العظيمة حقوق الأيتام والفقراء، والمساكين محبة وتقربا ،وكرامة ،ومحبة النبي، والفرح بمولده ،وليس مجرد زينة، ومناسبة ويوم وذهب فقط. لا يجب أن نغرس في قلوب أبنائنا حب محمد وآل محمد. وذلك من خلال تطبيق كل أفعالهم، وأعمالهم، والوصايا التي امروا، وحثوا عليها هذا مانشدد عليه. ونتمني أن يتحقق، وليس مجرد شعار فقط بلا معني.
لبيك يارسول أن أطبق كل أعمالك، والأفعال، والوصايا التي أمرت بها ،واغرسها في أبنائنا،ولتجنب كل مايغضب الله ،ويغضبك،وابتعد عن الحرام ،والزم الحلال ،وأقيم شرع الله وحدوده، والتمسك بسفينه النجاة ذلك هو المراد من الاحتفال بالمولد النبوي. ليس مجرد شعارات ليس لها معنى، وتزول بزوال المؤثر فقط.
*والعاقبة للمتقين*
Discussion about this post