وبلغ بإيماني أكمل الإيمان
أن تعيش حالة من الاستشعار العالي والمستمر لقضايا المستضعفين والمظلومين فيعز عليك الأوضاع التي تعيشها شعوب أمتك بشكل عام والأوضاع التي يعيشها الفقراء والمحتاجين وأسرهم وأطفالهم بشكل خاص فيما انت في الوقت نفسه ممن يعيش يتحرك باحثا مع سبق الإصرار والترصد عن أي مسار وعن أي فرصة يتمكن بها ومن خلالها من تخفيف آلامهم وقضاء حوائجهم وحينما لا تتمكن من ذلك فإنك ممن تفيض دموع قلبه قبل دموع عينيه حزنا ألا يجد ما يقوم به وتعمله لمساعدتهم وتخفيف آلامهم فأعلم أنك تعيش حالة عالية من الاحسان والتعافي الإيماني .
“وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ (92)”
وحينما تكون مع تلك المشاعر الإيمانية الصحية اممن يسيطر على نفسه ويجمح شهواته ورغباته وهواه أمام كل المغريات فإنك في هذه الحالة تعيش حالة صحية من الحصانة والوازع الايماني وحالة من اليقين بصدق وعد الله ووعيده.
وحينما تعيش مع كل ذلك الوازع الإيماني واليقين حالة من المعرفة الصحيحة والسليمة التي تتمكن بها من التحديد الواعي والدقيق للعدو الحقيقي لله ولكتابه ولرسوله محمد صلوات الله عليه وآله فيما انت ممن يعيش حالة من الوعي بمنهجية الصراع مع العدو من يدرك ويعي بنظرته القرآنية الاستباقية مخططات العدو وكيده ومؤامراته الشيطانية وممن يعرف في نفس الوقت ولي الله الهادي إليه فتتولاه وتتبعه وتتحرك تحت منهجيته فإنك حينها تكون قد بلغت بهدي الله وفضله إلى مرحلة تمتلك فيها مقومات إيمانية واعية تمكنك من مواصلة مسار الارتقاء التصاعدي في سلم الكمال الإيماني،
أما حينما تتحول حالتك الإيمانية تلك إلى مسيرة حياتية حية مجسدة بالتحرك والإحسان والعمل والصبر والتثبت إلى أن تصل إلى مستوى من الإيمان يصبح معه العمل والتحرك والجهاد في الله وفي سبيله أحب إليك من الولد والزوجة والعشيرة والمسكن وأحب إليك من كل تجارة وأموال وانت مع كل ذلك ممن يبذل المال والنفس بمسارعة ورغبة وشغف من أجل نصرة دين الله وإعلاء كلمته ولنصرة المستضعفين من عباده في مواجهة المستكبرين والطغاة والظالمين فأعلم أنك هنا قد بلغت بهدى الله وبفضله مرحلة التقوى واصبحت واحدا من القوم الذين يأتي الله بهم الذين يحبهم ويحبونه اي انك اصبحت عضوا فاعلا في حزب الله الغالب… وذلك فضل الله الذي لا يناله الا خاصة أوليائه.
اللهم صل على محمد وآله، وبلِّغ بإيماننا أكمل الإيمان، واجعل يقيننا أفضل اليقين، وانتهِ بنيّاتنا إلى أحسن النيات، وبأعمالنا إلى أحسن الأعمال».
محمد فايع
Discussion about this post