نصيحة النجاة قبل فوات الأوان
بقلم / نبيل بن جبل
الليلة تفكرت كثيرا في حالنا ووضع شعبنا ، والحصار المفروض علينا والأوضاع المأساوية المستمرة منذ ستة أعوام من العدوان السعودي الأمريكي على بلدنا ، وحجم العدوان وقواه ومايفعل لمحونا من الوجود ، ومدى استجابتنا لداعي الله ومواجهتنا لأعدائه وتقصيرنا في القيام بمسؤولياتنا ، وما أدهشني حقا شباب في عز الشباب أقوياء يستطيعون (والله ) لو تعاونوا تسوية الجبال بالأرض وليس حمل السلاح فحسب ( شباب ) يعرفون العدو جيدا وخطورته على بلدنا وصلف إجرامه وطغيانه ، محسوبون على الأمة ليسوا مغفلين ولا محايدين ، بل إنهم يعرفون جيدا معنى المشروع القرآني العظيم ، ويعرفون العدو من الصديق والحق من الباطل ، لكنهم للأسف الشديد لايفهمون عقوبة التفريط والتقصير ، ولا يعرفون أنه لايستوي القاعدون والمجاهدون في سبيل الله وكم هو فضل المجاهدين في الجبهات ،
شباب لو انطلقوا للجبهات كافة لكان العدو قد اندحر وحررنا ماتبقى من الأراضي اليمنية المحتلة وانتهى العدوان ومرتزقته من زمان ، (شباب) تغرق بهم سفينتهم ، وهم يضحكون ويتسامرون ويزبجون ويخزنون ويسهرون ويفرحون ويسرحون ويمرحون ،
ويصيح بهم النذير ، أن أفيقوا من غفلتكم ، سيبتلعكم البحر بعد قليل ، فالماء يتسرب داخل السفينة ، العدو يحاول خرقها و إغراقنا فيها فينظرون إليه نظر المغشي عليه من الموت ، الذي ذهل عن نفسه وعن الحياة : “نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون ” في نفس الوقت ، تجري دماؤهم ساخنة في عروقهم ، ويحترون متشاكسين ومتشاجرين ، على منشور أو على تخزينة أو على سمرة وتمشية أو على نزهة ورحلة إلى منطقة سياحية رائعة، ولم يدركوا أن العدو لو تمكن منها بسبب تفريطهم لما دخلوها سالمين بل لربما يقتلون في الطريق ويسحلون في الشوارع كالنعاج ، ويح كبدي ، ألا شاهت الوجوه (شباب بكامل قواهم الجسدية والفكرية والنفسية) يُعتدى على بلدهم ، تقتل النساء والأطفال من بني جلدتهم ولا يبالون ، ويؤكل وطنهم وتنهب ثرواتهم ولا يدرون وإن دروا يكتفون بالكلام دون العمل على الأرض ، يهدم وطنهم ويحاصر شعبهم ولايحسون
(شباب) يحرق أعداؤهم المتربصون بهم وطنهم ، ويكيدون بهم ، ويسهرون لوأدهم ومحوهم من الوجود … وهم يلعبون ويلهون ويسخرون و ( يتهازرون) أما آن الأوان ، يا من نعتنا رسول الله( صلوات الله عليه وعلى آله ) بشعب الإيمان والحكمة : (الأنصار أولي القوة والبأس الشديد ) ، فأنّى نستفيق من غفلتنا ، فنحطم قيودنا ، ونكسر أغلالنا ، وننهض نهضة الليوث الحرة الأبية ، التي لا تقبل الذلة والمهانة ، وتأبى إلا أن تكون ظافرة كريمة ؟!
إلى متى نعرض عن نداء ربنا ، حينما يدعونا لنستجيب له لما يحيينا ؛ فالجهاد في سبيل الله مشروع حياة : “يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله ولرسول إذا دعاكم لما يحييكم”
هل عميت عيوننا ، وفقدنا رشدنا ، فصرنا لا نفرق بين أداء الواجب والمسؤوليات الملقاة على عواتقنا ونتائج الاستجابة لله وثمرة الحزم ، وبين التفريط والتقصير وعقوباته وثمرة التفريط الندامة والخسران ،
إن جريمة واحدة ، كانت كفيلة أن تحركنا للجبهات و تكون بوصلة هدايتنا ، لأن مواجهة الظلم أساس ديننا الاسلامي الحنيف ، والجهاد في سبيل الله شرط أساسي لدخول الجنة : “أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ” فكيف بنا ، والعدو يقتل النساء والأطفال بشكل يومي ويغتصب من في مناطق سيطرته بشكل فظيع و وحشي ، ويحاصر اليمن كل اليمن برا وبحرا وجوا ، ويعمل بكل جهد على إماتتنا جوعا وحصارا ، ونحن متخاذلون ، هل آن لنا الأوان لنهب و نتحرك بكل جد وإخلاص في سبيل الله ، ونتحرك حثيثا تجاه حادينا ومنادينا ؛ لنثبت للعالم كله أننا شعب الإيمان والحكمة ، شعب القوة والبأس الشديد ، مقبرة الغزاة كما أثبت ذلك أجدادنا من قبل ورجال الله في جبهاتنا من بعد؟
“ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين ” ،
“إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم”
أُذن للذين يُقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير”، والعاقبة للمتقين.
Discussion about this post