إبليس الرجيم(الشيطان) العدو الذي حذرنا الله منه!!وأمرنا أن نتخذه عدو!!ماهو اسلوبه؟ كيف تكون وسوسته ؟وماهي طرق الوقاية ؟؟ كيف نقي أنفسنا شره!!
موضوع مهم للغاية ومفيد عمليا لنا ولأولادنا،،بإذن الله..
عندما سئل الإمام الهادي يحيى ابن الحسين سلام الله عليه عن هذه الجزئيات أجاب بما في مضمونه :
أن ابليس اللعين يقارب ،يؤالف ،يداني، يزين يمني ،للانسان الذي أمامه!! يدله بغرور!!
ابليس؟ مخلوق خلقه الله من نار،وأودع فيه من الذكاء والفطنة وسرعة البديهة، يقيم ويميز الانسان الذي أمامه من ملامح وجهه وتصرفاته وردة فعله ونفسية في حالة حزن اوسرور اوفرح او غضب او غم او حقد او رغبة انتقام..
وهذه صفات موجودة بنسبة ما أيضا عند البشر !!من اهل الفهم والبصيرة ؟ فالانسان يستطيع أن يميز الذي امامه انه في حالة غضب! او انفعال او رغبة لغريزة ما خاصة إذا كان قد عاشره وعاش معه..
بمعنى هي نعمة من اللهز؟ قد يستخدمها البعض من البشر في الشر !!فتنقلب عليهم خسارا ووبالا وشقا.. ولو كانت المظاهر عكس ذلك.. في الدنيا!!
وقد يستخدمها البعض في الخير فيزيدهم الله من فضله!! وتأييده وتثبيته دنيا واخره..
ومن خلال ذلك ودلائل الحال يستبين ابليس بما أضمر في نفس من هو امامه من عجب، اوهم بمعصية!!
فيباشر عمله؟ ويداني قلبه ويلاصقه ويزين ويوسوس له ويقارب شكل وموضوع وجنس المعصية في ..
وضرب عليه السلام مثال اذا كان لديك ١٠ ارطال جمر يحترق في مكان ما..وقمت واضفت فوقها في نفس المكان ٥٠ رطل جمر يحترق!!
أكيد ستقوى وتزيد وتنتشر!!
تزيين تبرير اعذار إغواء يدل بغرور..يقلل الخطورة.. حتى يسيطر على نفسية الآدمي..
……………………..
إذن اذا عرفنا وشخصنا اسلوب عدونا !! سنعرف كيف نواجهه..
فالله تعالى لم يأمرنا بما هو فوق طاقتنا ؟؟
فكيد الشيطان ضعيف على من ؟ المخلصين ممن يذكر الله كثيرا ويتوكل عليه، ويتبع اوامر الله التي فصلها الله لنا في القرءان الكريم للوقاية من هذا العدو..
فيشرح الله صدره ويطمئن نفسه..وبما تمثلها من فوز وفلاح وسعاده..
فالله تعالى ربنا عدل وكريم وحكيم عليم ولطيف خبير
وكيد ابليس والشياطين قوي !! على من ؟؟ على من يعش عن ذكر ربه!! واتبع شهواته ونسي الله وآياته..
وأهمته الدنيا واغتر ببهرجها وزينتها..
وهذا الشقي ؟ تكون نفسيته بيئة خصبة لتزيبن الشيطان!! وكلما غرق في وسوسة الشيطان؟حتى يوالي ويعبد نفسه للشيطان!!وحزبه وجنده.. والعياذ بالله
…………………………..
ومما سبق يمكن استنباط ما يفيدنا عمليا ونفسيا ويفيد اولادنا جميعا..بإذن الله تعالى..
ومن ذلك مايلي :
أولا : التفكير النفسي التبييت والإصرار المستمر بالنفس بمعصية!؟ باب ومدخل لتزيين إبليس وسيطرته على النفس ودفعها للمعصية والجرم والحرام والانحراف..
ويجب التوقف عن الهم والتفكير بالمعصية او الجريمة او الحرام؟
وعدم الاستمرار والغرق في الوهم والخيال والهوى والأهواء..
إذا نسوا الله او انساهم الشيطان ؟ ذكروا الله فإذا هم مبصرون !!
إذا مسهم طائف من الغضب؟ ذكروا الله واستعاذوا بالله على الشيطان ونزغه..
نسئل انفسنا.. كم استمرت في حالة الغضب ؟
وماهي تصرفاتها الغير مشروعه التي ارتكبتها ؟ او الأخطاء ؟
متى ذكر الله تعالى وصلى على النبي !! في نفسه !! في المره الأولى !
وفي المرة الثانية أيضا؟ كم استمر؟ وماذا ارتكب؟
لكي يقلل من سيطرة ابليس!!
(من واجبنا أن نعود لنتدبر آيات الوقاية من سيطرة الشيطان على أنفسنا وندرب انفسنا عمليا عليها )
ثانيا : التذكر النفسي والاستشعار المستمر ؟بأني مخلوق خلقني الله وكرمني وسخر لي لي عقل وقلب وتمييز وجعلني مخيرا؟ واودع فيني غرائز وأمرني بالتوازن وعد الإفراط والإنحراف ؟؟ هذا كله في إمتحان ؟
واختبار مزمن ؟!
وارسل لي كتابه ورسله حجة عليا !!
وكتابه تفصيل وبيان لكل ما هو واجب عليا ؟؟
وكل ما هو منهي عنه؟
وكل ذلك لمصلحتي!! وبما يقي نفسي كل شر ومكروه
وهذا الإمتحان؟ يتبعه حياة أزلية مستمره جنة وفوز وفلاح !!
أو نار جهنم!! والعياذ بالله
والتذكر والاستشعار النفسي المستمر بإن هذه الحياة وهذا الإمتحان ؟ ليس لعبا!!
ولا عبثا!! ولا لهو!!
سبحان ربنا ما أحكمه وأعدله وأعظمه..
(هذا المقال مقتبس مضمونه من كتاب “مجموع رسائل الإمام الهادي إلى الحق القويم يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم عليهم السلام، الرسائل الأصولية ” ، تحقيق عبدالله بن محمد الشاذلي، مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية، ط ٣ ، ٢٠١١م)
د. علي عبدالقادر الشامي
Discussion about this post