(( القصور المزمن في مفهوم الولاية ))

(( القصور المزمن في مفهوم الولاية ))
– فنسمع احدهم يقول انا أوالي سيدي ومولاي عبدالملك الحوثي وبس اما غيره فلا يعنوني في شيء رغم انهم من ولاهم السيد نفسه ووضعهم في هذه الأماكن ليقوموا على شئون الناس ، وهنا تكمن الكارثة !!
بقلم د.يوسف الحاضري
– عندما أختص الله سبحانه وتعالى بالأختيار منه لصاحب الولاية على الناس في الارض فهو الحكيم العليم الكامل الذي لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه ، فالولاية تشمل (النبوة والرسالة والخلافة والإمامة والقيادة ) فقال في الخلافة (إني جاعل في الأرض خليفة) وقال في الإمامة (إني جاعلك للناس إماما) وقال في القيادة (وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا )وقال في النبوة والرسالة ( وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث) و (أهم يقسمون رحمة ربك ) وغيرها من آيات تبين ان هذه الأمور خاصة بالله وحده الخالق وليس للمخلوق فيها أي تدخل إلا السمع والطاعة فمقاييس الخالق كاملة وموزونة وعادلة وتصب في المصلحة الشاملة للبشرية أجمع اما إختيارات البشر فهي تخضع للجبروت والقوة والظلم والمصلحة الذاتية الشخصية كما هو حال معظم قيادات الدول في العالم الذين لا يتربع على عروشها الا اكثرهم ظلما ودموية وجبروتا.
– الله سبحانه وتعالى ايضا جعل القران الكريم مقياسا للولي في عصرنا هذا فمن ترجم القرآن الكريم كاملا جملة وتفصيلا إلى عمل وحركة واعطى نتائج على المستويين المعارض للحق والمؤيد للحق كما ينتجها من سبقوه من أنبياء ورسل وأولياء وصالحين فهذا نقول عنه أنه إصطفاء الله وعلينا حق الإتباع وموالاته لان امثال هؤلاء قليلون ، فمن يتحرك بالقران ثم نجد الباطل يحشد قوته وامواله وعبيده وإعلامه لقتاله ومعارضته والتصدي له ولا يتزحزح او يترنح او يخاف او ينكسر امامهم فهذا هو القرإن الحقيقي ،وهذا هو الحق واهل الحق وهذا يمكن ان نقول ان الله قال عنه (إني جاعلك لليمنيين وللعالم إماما) خاصة عندما يرتبط هذا الأمر بالدعوة التي قالها إبراهيم ان تبقى الإمامة والنبوة والرسالة والقيادة في ذريته (قال ومن ذريتي) ولعلنا لا نعرف او نجد او نرى غير السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي في اليمن هو الولي الحقيقي لليمنيين وللعالم الحق أجمع فكل علامات الحق واضحة فيه وفي مسيرته وضوح الشمس في وسط السماء بل أشد وضوحا منها لا يعمى عن رؤيتها الا أعمى البصيرة وإن كانت مساحة عينيه متر في متر وقوة بصره 6×6 .
لن نقف كثيرا عند هذه النقطة فهي جلية واضحة وقد تجاوزنا الحديث عنها وهناك ملايين من ابناء اليمن كثير من ابناء دول اخرى يوالون السيد عبدالملك ويتبعونه من منطلق وجوبية هذا الامر ، ولكن سننتقل إلى ذلك القصور الكبير والمرعب في فهم الكثير من هؤلاء الموالون للسيد حقيقة الولاية ومفهومها السوي السليم حيث مازال الجهل مسيطر على قلوب الكثير منهم بعضهم لاسباب ذاتية في نفوسهم وبعضهم لاسباب مجتمعية او اعلامية او تضليلية ، فهؤلاء الجهلة لمفهوم الولاية يرون ان الولاية معناها ان اتبع السيد عبدالملك في كل اوامره ونواهيه فقط دونا عن غيره حتى لو كان هؤلاء هو من ولاهم هذه الاماكن ليقوموا على شئون الناس وبخدمونهم ويحمونهم ويأمنونهم من منطلق المسئولية التي تحملها الولي سلام الله عليه ، فنراهم يقولون (انا لا آخذ اوامري ونواهيي وتوجيهاتي وافكاري ووو إلا من السيد وبس وغيره لا اعترف بهم !!) حتى لو كان غيره مثلا الرئيس مهدي المشاط او رئيس الثورية محمد علي الحوثي او وزير الصحة د. طه المتوكل أو وزير الدفاع او او ممن كان للسيد يد في تنصيبه في هذا المكان او ذلك المكان ، متناسيين هؤلاء الجهلة ان طاعة هؤلاء هي من طاعة من ولاهم فهم يمثلونه في هذه الأماكن كاملة وهذا ما يمسى (التسليم) وإلا سنكون عشوائيين ومشتتين ونريد من السيد ان يدير الدولة ادارة مباشرة سياسيا واقتصاديا وصحيا وإعلاميا وثقافيا ودينيا وعسكريا وأمنيا وغير ذلك فنحتاجه في كل مكان يتواجد امامنا وإلا فلن نتبع ولن نتنظم ولن نسلم ولن نثق بأي توجيهات او توجهات تسير بنا في سبيل الاستقرار والتطور والانتصار !
نسي هؤلاء الجهلة ان الرسول قال ذات يوم (من كنت مولاه فهذا علي مولاه) اي الذي وضعته وليا عليكم يجب ان تتبعوه كما تتبعوني ثقة بالنبي وبإختياره فهو لا يختار الا من يمتلك كل صفات القيادة التي ستنفع المجتمع ، لذلك اصبح هذا المقياس النبوي هو المحدد الاساسي للبشرية في موالاتهم ، أي ان لسان حال الإمام علي مثلا عندما ولى مالك الأشتر على مصر (من كنت مولاه في مصر فهذا مالك الأشتر مولاه ) ، وايضا من بعده (من كنت مولاه فهذا الإمام الحسن مولاه) والإمام الحسن لسان حاله (من كنت مولاه فهذا الإمام الحسين مولاه) وهكذا أمة بعضها من بعض ، لأن الصفات التي في النبي محمد لن تجعله يضع في اماكن قيادية للمجتمع اناس ظلمه او منحرفين او ناقصين والله يقول (لا ينال عهدي الظالمين) وايضا هذا الاختيار النبوي لاناس يمتلكون صفات ايمانية راقية عظيمة ايضا لا يمكن ان يختاروا من يمثلهم في اماكن تهتم بشئون الناس من يضرهم او يظلمهم وحتى ان ظهر منهم قصور سيتم معالجته وان كان تعمدا سيتم تغييرهم فالاولياء لا يجاملون وليست ضمن منهجيتهم المحسوبية والقرابة فهم يدركون توجيه الله لهم (إنه ليس من أهلك انه عمل غير صالح) .
لذا من كان يرى في السيد عبدالملك وليا له فعليه ان يجسد معنى الاتباع والتسليم له في كل تعييناته في المواقع العليا للدولة التي تعني بخدمة الناس كمسئولية عليه وعليهم فيسلمون له ويسلمون لمن وضعهم كل في موقعه ومسئوليته سواء كان رئيسا او وزيرا او قائدا عسكريا او مسئولا أمنيا أو صحيا او إعلاميا او اقتصاديا ويروا في هؤلاء السيد والتسليم له وإلا فإن الجهل وربما الاحقاد الشخصية هي التي يواليها هذا او ذاك وليس القيادة ممثلة بالسيد عبدالملك سلام الله عليه .
في المجال الصحي مثلا ، سقط الكثير والكثير ممن يصفون انفسهم ضمن المسيرة القرآنية (ونسأل الله ان يكونوا من ضمنها بعد ان يصححوا افكارهم بمفهوم الولاية) فقد وضع السيد من يمثله في العناية والرعاية بشئون الشعب صحيا والمعروف للجميع منذ سنين عديدة سلامة دينه ورزانة توجهه وتحركه وإخلاصه وهذا لم يكن غائبا عن السيد ولم يمتلك السيد معلومات مضللة عندما عينه في هذا المكان ولم يخضع هذا التعيين للمزاجية ولا للشللية ومن ظن مجرد ظن بذلك فقد أضر بسلامة دينة وتبعيته وموالاته للسيد فكيف تتبع وتوالي شخصا ينتهج المزاجية والشللية في أختياراته لمن يهتم بشئون الناس ، لذا على كل من يندرج ضمن هذا القطاع الصحي الهام خاصة ومن يوالي السيد عامة ان يسلموا لهذا الشخص في تحركه الصحي وتوجهاته ورؤاه وعليهم واجب النصح والمشورة والاحترام والتقدير (ثم لا يجدون في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) ولا يعارض ذلك إلا من كان هذا الشخص المعين من السيد لم يناسب مزاجيتنا او لم يتوافق مع اهواءنا وتوجهاتنا واذا اختلفنا معه نشهر فيه ونفجر في خصومتنا معه ونستخدم كل اسلحة الشيطان في محاربته متقمصين في حربهم هذه أكذوبة (اننا لا نوالي الا السيد ) و (ان السيد خط احمر وما دونه فلا يهمنا ) وغير ذلك من اطروحات شيطانيه استزلهم بها الشيطان فأنساهم ذكر الله ذكرا حقيقيا وعمليا فاغواهم واسقطهم في مساوئ نفسياتهم كما سقط الشيطان من قبل !! وهذا الامر ينطبق ايضا على بقية القطاعات الخدمية والعسكرية والأمنية التي يشرف عليها من ولاهم السيد ولينا وإمامنا وقائدنا .
انصح هؤلاء و انصح بقية منتهجي المسيرة القرآنية ان ينصهروا بحق ووضوح وسلامة نفس ورحابة صدر مع المفهوم السليم والسوي للولاية ، ولايتهم للسيد عبدالملك الحوثي منطلقين من ذلك المنهج الذي خطه النبي في غدير خم بقوله (من كنت مولاه فهذا عليه مولاه) و من كان السيد مولاه فالقيادات التي وضعها السيد قياداته وعليهم التسليم لهم في كل الجوانب لكي نكون خير امة اخرجت للناس ومن سقط في الجهل سابقا فليصحح جهله وليعلم ويتعلم ويعيد حساباته وإلا فلا فهم بعيدون كل البعد عن المسيرة القرآنية السليمة الحقيقية وليسوا سوى اجساد تدعي جهلا بإنتماءها . والله الموفق.
#د_يوسف_الحاضري