أم روح الله وجيه الدين
نعم لو جُلتم العالم العربي والإسلامي لوجدتم فيها شريان الإمام الخميني شريان الحرية ولو جلتم القارات لوجدتم شريان الثورات شريان الإنسانية، يعجز العقل عن التفكير والتفنن في كتابة مايليق بمقام الإمام الخميني، ويقف القلم حائراً ماذا يكتب!؟ أيكتب عن نضاله وكفاحه أم عن عدله وشجاعته وصبره منذ طفولته أم اكتب عن الخميني الإنسان ابا ً واخ ً و زوجاً.. أم عن رجلاً ومرجعاً دينياً أم عن فيلسوفاً وكاتباً سياسياً، أم عن مؤسس دولة إسلامية وقائد ثورة أطاح بالملكية البهلوية أم عن مرشدا ومجتهداً ومؤلفا لاكثر من 40 كتاب في الوقت الذي كان له نشاطاً سياسياً.
لقد مدح وكتب عنه الأعداء قبل الأصدقاء، فهو يجذب القلوب والعقول معاً رجل عظيم أتى من زمن اخر واثبت خطأ نظريات علم الاستشراق الغربي واعجزهم لقد كان نموذجاً للحق ولطلاب الحقيقة فأينما يتجه الناس إلى الحق يذكر إسم روح الله الخميني هناك، لقد كان الإمام الخميني ابن الإسلام المعروف بالتقريب بين السنة والشيعة وبين المسلم وغيرالمسلم فقط طبق مبدأ جده أمير المؤمنين عليه السلام تطبيقا عملياً حيث قال( الناس صنفان إما اخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق )، وهذا ماجعل كل العالم يحبه ويتعلم منه ويُذكر في كل مكان وزمان أينما اتجه حلت البركة والهدوء والسكينة والأمان، وأينما ذهب احبه جميع الناس باختلاف مذاهبهم وطوائفهم وأديانهم واجناسهم ،فقد كان بمثابة قائد عقائدي وسياسي وثوري وأب لمستضعفي العالم و زعيماً روحيا لكل العالم ولايران على وجه الخصوص، فقد انتصرت إيران على الدول العظمى نتيجة للإيمان القوى للشعب بالله وبقيادة الإمام الخميني قدس سره.
سيضل شعاع وانوار افكاره النورانية تسطع على الآفاق لقرون قادمة، وسيخلف مخزونا كبيرا سيظل على ألسنة الجميع خلال مئات السنين، لأن اساس فكره يستند إلى الإسلام المحمدي الأصيل ومنهجه وتوجهاته هي تراثاً لأهل البيت عليهم السلام، فالجميع يعشق الإمام الخميني، والغرب يدرس حركاته وسكناته ، لذلك العدو يعمل على التشويش والتشويه لشخصه ومذهبه ولن ينجرف وراء ذلك إلا من كان جاهلاً أو أعمى بصيرة فالجميع يعلم من هو الإمام الخميني وماهية مذهبه الذي ينتمي إليه فقد استطاع من خلال قوة المذهب السيطرة على جزء كبير من القوة التي كانت لسنوات تحت سلطة الدولة، فأي صحوة إسلامية في العالم مرهونة بثورة الإمام الخميني وأي ثورة إنسانية تستند على أفكار الإمام الخميني، لأنه ليس لإيران فقط بل إن جميع محرومي العالم مسلمين وغير المسلمين يعتبرونه مخلصهم، فقد كان شعاره “لاغربية ولاشرقية” الأمر الذي شجع الدول الصغيرة في العالم الوقوف ضد هيمنة الاستعمار للقوى العظمى كأمريكا التي أسماها الإمام “الشيطان الأكبر” والاتحاد السوفييتي ” الشيطان الأصغر “، فقد أقام الإمام الخميني(قده) الحكومة الإسلامية والتي كان لها أثرا عظيما في العالم الاسلامي وأهم الإنجازات في هذا العالم‘ والذي أدخل أفواجا من العالم إلى الإسلام وأدى إلى هدايتهم، لذا يعتبر تضعيف هذه الدولة تضعيفا للإسلام ولكل الإنجازات التي حققها‘ ومشاركة مع عمل كل المنافقين، واعلموا أن من يقوم باضعاف هذه الدولة يشترك مع كل هؤلاء المنافقين مهما كانت اسماؤهم ومسمياتهم.
ان من سر نجاح ثورته والمحافظة على بقاء نجاحها والذي يعتبر معيارا لانتصار الثورة هو أنه جمعت في أركانها ثلاثة أهداف معا ً دينية، سياسة، ثقافية، فلا يمكن لثورة أن تنجح دون أسس وأهداف ولا يمكن لدولة أن تنهض بفصل هؤلاء الأهداف الثلاثة فالحياة منظومة متكاملة تخضع لنظام دول والتي بدورها تضم بشرا بالفطرة يحتاجون للدين لذا لايمكن فصل الدين عن الدولة فالدين هو السياسة والثقافة والفلسفة والمنطق… الخ، والأهم في هذا هو وجود القيادة الحكيمة فقد كان يرى العالم بأن الإمام الخميني يتسم بالإخلاص أي أن أي عمل يقوم به كان لأجل عزة الإسلام والكيان الإسلامي بعيداً عن أي مصالح شخصية او دنيوية.
واخيرا ً.. مهما فعل أحدنا بأن یمجد ویعظم شخصیة معنویة عظیمة، ولأن العظمة والکبریاء فقط لله ولا یمکن إطلاق هذه الصفات سوى على الله سبحانه وتعالى فمن الأفضل في المقابل القول عند استعمال مثل هذا اللفظ أن عظمة وکبریاء الله تجلت في شخصیة ذلك الشخص وحولته إلى آیة من آيات “الله”. لقد کان الإمام الخمیني تلك الآیة بالتأکید. یعرف جیداً کل شخصٍ حظي بلقائه أنه حتى عندما لا ینطق بکلمة أو قول کم له من تأثیر بالغٍ على الشخص. یقبع سر هذا التأثیر في الخصلة الإلهیة هذه.کان یفکر أوسع من الزمن ولم یکن یتسع له بعد المکان. لقد استطاع أن یترك أثراً عظیماً على تاریخ العالم. لقد جعل آیة الله الخمیني الغرب یواجه أزمة حقیقیة في التخطیط، لقد کانت قراراته مدوّیةً کالرعد بحیث لا تدع مجالاً للساسة والمنظرین السیاسیین لاتخاذ أي فکر أو تخطیط. لم یستطع أحد التکهن بقراراه بشکل مسبق. کان یتحدث ویعمل وفقاً لمعاییر أخرى،تختلف عن المعاییر المعروفة في العالم، کأنه یستوحي الإلهام من مکانٍ آخر، إن معاداته للغرب نابعة من تعالیمه الإلهیة، ولقد کان خالص النیة في معاداته أیضاً.
Discussion about this post