بسم الله العلي العظيم القائل *(فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ)* فهل تضرعنا لجبار السموات والأرض في هذه المحنة وهذا البلاء ؟؟
ها هي الأخبار المفزعة تتوالى وها هو الموت يقتحم حياة كل من حولنا رغم تعدد الأسباب إلا أن النتيجة واحدة؛ وهي أن الموت أصبح قريباً من كل واحد منا سواء كان في أقصى الأرض أو أدناها فلم يعد أسهل من انتزاع الحياة،،، يليها سهولة انتشار خبر الوفاة.
هذه هي حقيقة الوجود أننا جميعنا بضاعة موت وأننا سواسية أمام هذه القوة الإلهية التي أثبتت لنا ضعفنا وهواننا وقلة حيلتنا،،،فمن كان يظن نفسه أنه ما يزال في مأمن عن وصول الموت إليه أو أنه مايزال في بروج مشيدة،،،ها هي السنن الإلهية تبرهن للوجود أنه لم يعد شئ أقرب إلينا من الموت الذي بات يختطف الأرواح بين عشية وضحاها بل بين غمضة عين والتفاتتها.
فلا تكثروا العد…..ولا تضيعوا أوقاتكم بالرصد،،،،ولاتتبعوا احصائيات الموتى ولا تفتشوا كثيرا عن أسباب وفاتهم ….فو الله إنها قوة الله جبار السموات والأرض التي أربكت حسابات الراصدين وأظهرت عجز العلماء والاطباء والباحثين.
فقد ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس الذين ابتعدوا عن المنهج الآلهي القويم فقست قلوبهم وركضوا وراء أهواءهم، واتبعوا نزوات قلوبهم ،حادوا عن الطريق السوي فجاءتهم الفتن من كل حدب وصوب نسوا الله فأنساهم أنفسهم .
إنها رسالة إلهية أن تتطهروا واستغفروه وعودوا إلى الله عودة صادقة متضرعة تائبة لله القوي الجبار …..تضرعوا لله ياعباد الله.
لابد من أن ندق ناقوس الخطر جميعنا وأن نعيد النظر في دفاتر حياتنا في تعاملاتنا ،وفي أقوالنا وفي كل مواقفنا ما ظهر منها وما بطن،،،،لابد من العودة لله القوي بقلوب مؤمنة صادقة ،حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا،لاتتساءلوا كثيرا عن الحل؛ فالحل في ما أرشدنا الله له في كتابه العزيز *(تضرعوا )* نعم التضرع لله الحي الذي لا يموت هو الحل. أنيبوا لربكم جماعات وفرادى ، ولن يكون التضرع خالصا إلا بالتطهر وبالتوبة النصوحة المخلصة الصادقة حاسبوا أنفسكم قبل إنتهاء المدة وفوات العدة وصعود أرواحكم لبارئها حينها لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
أحلام عبد الكافي.
Discussion about this post