بقلم د.يوسف الحاضري
مدير عام المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة
بعد أحداث نيويورك 11سبتمبر2001م خرج الرئيس الأمريكي اعلاميا ليزجر ويرعد لكي تكتمل المسرحية الخبيثة التي وضعوها لإخضاع العالم وإركاعه وإرعابه وقدموا لاجل هذه المسرحية أكثر من 5000 أمريكي قتلوا تحت أنقاض البرجين المدمرين ، فتسابق كل حكام العالم للرضوخ له وقدموا حق الولاء والطاعة لكل شيء دون مناقشة حتى وصل الأمر لان يكبروا بأسم البيت الأبيض تكبيرا عمليا وفعليا وبأن امريكا هي الأكبر ولا تقهر ، بإستثناء رجل واحد فقط أدرك خبث المؤامرة ، فأعلن رؤيته القرآنية للتصدي لهذه المؤامرة مطلقا صرخة العزة والرجولة والإيمان الحقيقي والوثوق بالله قائلا (الله اكبر الموت لأمريكا … ) ، فلم تنطلي عليه هذه الخدعة الخبيثة ، وبعد حوالي 18 عاما جاء النظام الأمريكي نفسه بعمل آخر تمثل في فيروس كورونا فسقط العالم اجمع مرة اخرى فأنجروا لتوجهها الإعلامي وقدمت هذه المرة مئات الآلاف الأمريكيين ضحايا لهذا المشروع الجديد من خلف كورونا الا رجل واحد أيضا ادرك خبث المؤامرة والمخطط فأنبرى لها فأطلق رؤيته القرآنية في كيفية التعامل مع كورونا بجميع جوانبها بعيدا كل البعد عن الإنجرار خلف التوجيه والتضليل الأمريكي للوضع لأهدافه الأخبث والأوسع من اهداف احداث 2001م ، فالرجل الأول كان الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي والرجل الآخر هو أخوه السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي فنظرتهما القرآنية تبين بوضوح شديد الجراثيم والفيروسات والبكتيريا التي تتواجد في هذه المخططات الأمريكية ويمتلكون ايضا العلاج المناسب لها والذي أثبت فعاليته التام والقوي ، فيا ترى على ماذا استند السيد عبدالملك في تصديه لكورونا في اليمن وما موقف العلم والعالم في هذه الرؤية (الرؤية اليمنية لمكافحة كورونا)!!
بعد حوالي ثلاث أشهر منذ ظهور الفيروس وانتشاره عالميا تحدث السيد عبدالملك عن الأستراتيجية القرآنية لمكافحة كورونا وهي نفس المدة التي أحتاجها الشهيد القائد لإطلاق صرخته بعد احداث نيويورك ، وهذه مدة جديرة بالوقوف عندها والتعمق القرآني فيها من منطلق اعطاء النفس والفكر والبصر والبصيرة وقتا كافيا لقرآءة الوضع والواقع تحت مقياس (عين على القران وعين على الحدث).
– عشنا في اليمن دون اصابة بفيروس كورونا حوالي 3 اشهر منذ ان ظهر الفيروس عالميا ، وكنا خلال هذه الفترة متحركون بكل جدية واخلاص لضمان عدم دخوله لليمن ، ولكن حال العدوان دون ذلك فوصل الى اليمن قبل شهر تقريبا فلم يدخل الفيروس لليمن فقط ولم يكن ضغط المرض والإنتشار والوقاية والعلاج هو الذي يواجهنا بل كانت هناك مخاطر أشد منه وهي (بروتوكولات العالم في التعامل مع الوباء) والتي تفرض عليك التعامل مع المريض كرقم وبورصة وليس كإنسان له حق الإحترام والتقدير ، لذا تسابقت كل المنظمات وكل الدول وكل الجهات لتبحث بين آلام وآهات المرضى عن (رقم) وليس عما يخفف تلك الآهات ولأن وضعنا في اليمن غير بقية دول العالم في جميع الجوانب كما ان تلك البروتوكولات اثبتت فشلها في احتواء المرض بل ازداد وازدادت نفسية المجتمعات اضطرابا وتخوفا وقلقا وعم الذعر والخوف والرعب ، الا في اليمن كان الوضع غير بقية الدول فبقى الشعب يمارس حياته بشكل طبيعي والاسواق والمساجد والشوارع والتتقلات بين المدن والقرى والحياة طبيعية ، فيا ترى ما السبب في ذلك ؟؟
السبب في ذلك اننا نؤمن بمبدأ الولاية ايمانا قولا وفعلا وعملا وتحركا خاصة عندما يكون الولي شخصية قرآنية كالسيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي والذي يتابع كل تفاصيل اليمن ارضا وانسانا ومنها الجانب الصحي والذي ادار كورونا ادارة دينية قرآنية سديدة نرى اليوم العالم يعود إليها ، وذلك كالتالي:-
– كان العالم أجمع ينتظر اللحظة التي تعلن اليمن ظهور اول حالة والمجتمع اليمني أصبح في حالة قلق ، فعندما ظهرت اول حالة جاءت التوجيهات الإلهية بلسان السيد بقوله ( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِـمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ) فاصبح الاعلان عن وجود الفيروس أمر من الخوف واصبح اذاعته مرعبا لذا جاء اسلوب اعلانا عنه باسلوب قرآني بطريقة رفع معدل الوعي لدى المجتمع وتصويب بعض الممارسات الخاطئة التي قد تؤدي لإنتشار الإصابة وايضا فيها توجيهات وتحفيز لطاقات المجتمع والافراد للتصدي لهذا العدو الجديد وبنفس الأسلوب الذي تعاطينا به مع بدء العدوان على اليمن وبتلك النفسية والتوجيه القرآني للسيد سلام الله عليه لذا استطعنا ان نتجاوز أول فخ وضع للمجتمعات فيما يخص كورونا وضرب العامل النفسي لديهم .
– موضوع الإنتشار وكيف التعامل معه ، كنا قد اتخذنا قرارات احترازية قبل الظهور والإنتشار خففت من وطأتها لو اتخذناها عند الظهور والإنتشار كإغلاق المدارس والجامعات والحدائق والتوعية وغيرها ، فمثلا اغلاق مدرسة بسبب انتشار مرض ليس كإغلاقها قبل الأنتشار تحسبا للإنتشار على نفسية الطلاب والقطاع التعليمي والأهالي .
– عند ظهور حالة فإن البروتوكولات العالمية تفرض حجره في المستشفى وحجر كل المخالطين وتتبعهم واغلاق قرى او حارات وهذا يولد مشاكل مجتمعية سواء ضد المصاب وأهله كونهم اصبحوا في نظر الآخرين مصدرا للموت او مشاكل في قدرتهم على توفير احتياجاتهم الغذائية وغيرها وكل هذا اضافة للمشاكل النفسية التي يعيشونها غير اننا ايضا تجاوزنا هذا الامر بامرين هامين هما (التوعية الموسعة سواء صحية او دينية لرفع حالة الإرتباط بين المجتمع بعضهم البعض وتعاضدهم وتعاونهم مع بعض بأسلوب يحفظهم من نقل ونشر العدوى ، وايضا من خلال تتبع المخالطين ومتابعة حالاتهم دون ان تكون هناك ضجيج إعلامي فلا علاقة للإعلام بإظهار هذه التحركات وبالفعل كان التوفيق حليفنا بفضل الله لذا نرى العالم الان يعود لحالة فك الحظر وعودة الحياة لطبيعيتها رغم ان المرض مازال منتشرا لديهم ولكن كارثة استمرار الحظر اشد وانكى من كارثة المرض نفسه .
– موضوع الجثث (موتى كورونا) والذي تعاملت دول العالم معها بلا إنسانية ولا إحترام حيث كانت تقوم بحرقها في محارق خاصة تشبه محارق مخلفات المستشفيات والمختبرات غير أننا قمنا بالتعامل الإنساني الديني والذي فيه تكريم له بما كرمه الله به حيث نقوم بغسل الجثة بطريقة تحفظ المغسل من انتقال العدوى (رغم انه لم يثبت انتقاله من جسم ميت الى حي) ثم يتم تكفينه بثلاثة أكفان (لتأكيد ضمانة الحفظ وايضا نفسيا لمن سيحملها ويقبرها ) ثم يتم بعد ذلك التواصل مع أهالي المتوفى ليحددوا هم مكان القبر ويجهزوه هم بأنفسهم سواء في قريته او مدينته او اي مكان من منظور اننا في اليمن نهتم بمقابر آباءنا وأمهاتنا وأهالينا ولهم مكانة ومنزلة لا يمكن ان يكون كورونا ناسفا لهذا الشيء ، فيتم نقله عبر سيارة المستشفى للمكان المحدد وبحضور بعضا من أهل الميت فيتم الصلاة عليه وقبره ، وهذا امر كان ممنوعا في بروتوكولات العالم في التعامل مع كورونا ، وبعد ذلك تم اصدار تعميم من الصحة العالمية بأعتماد هذه الطريقة ولكن جاءت بعد اعتمادنا لها وتعاملنا بها !!
– التعامل مع الوباء بإتزان ووسطية بعيدا عن (التهويل) و (التهوين) من منطلق الآية (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ) هذا يعني (التهويل)الذي يولد الخوف والرعب والقلق ( ولا تبسطها كل البسط ) هذا يعني (التهوين) والتراخي والذي يؤدي الى انتشاره فالنتيجة للامرين واحدة (فتقعد ملوما محسورا) … والعالم اليوم يتجه الى هذه النظرية القرآنية .
– الإلتجاء الى الله وطلب العون منه ليس من خلال رفع القرآن باليد او رفع الكتاب المقدس واصوات الآذان والقران كما يفعله كثير من الناس ، بل من خلال التوبة الحقيقية والرجوع الى الله لأن الله أشترط في عونه ورفعه للبلاء (الرجوع) كما قال ( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) وقال ( وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) والرجوع هو ايقاف الظلم ونشر العدل واخذ حق المظلوم والتصدي للظالم وغيرها من رجوع عملي وليس (MP3) ونحمل فيه صوت فلان الفلاني يقرأ القرآن ونرفع الصوت في البيت او في المحل ونشعر اننا رجعنا !!!
كل هذه وغيرها من الامور كان السيد القائد سلام الله الموجه لنا والمعلم خلال إدارتنا للوباء الكارثي والذي بفضل الله لم نعش كما عاش العالم وان انتشر عندنا ولكنه مثله مثل اي وباء اخر يصيب عددا من الناس فمنهم من يتعافى وهم الأغلبية القصوى ومن يموت مثله مثل اي ميت اخر بسبب آخر ضمن سنة الله في الخلق ، فهنيئا لمن سار في نهج ودرب ولي الله السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي .
#د_يوسف_الحاضري
Discussion about this post