*بنت صعدة*
أعتقد أن لفظ رَّجُلُ في القرآن لم يأت هكذا، ولكنه أتى وصحبه موقف،
والرَّجُلُ لا بد أن يكون صاحب موقف،
ويأتي على رأس الرجال أصحاب المواقف،
الأنبياء والمرسلون والأولياء الصالحون!
وإليكم سيد الرجال الذي جسد معنى الرجولة بكل معانيها،
الرجل الذي وقف كالجبل وأظهر إيمانه في وقت كان لا بد وأن يظهر أمام وأعتى طواغيت عصره وزمانه، ذلك العملاق هو رَّجُلٌ بحق لأنه إستلم قيادة فيلق القدس بعد أن عرف الطريق لتحرير المسرى والأرض المحتلة!
فاللواء قاسم سليماني قد حطم كل أمآل بني صهيون. وكان أعظم كابوس يهدد أحلامهم التي باءت بالفشل والخسران،
فالقائد قاسم سليماني العسكري الإيراني قائد فيلق القدس، وهو من قدامى المحاربين في الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينات، قاد فيلق 41 ثار الله وهو فيلق محافظة كرمان،
وفي 24 كانون الثاني/يناير 2011 تم ترقيته إلى رتبة لواء مباشرة بواسطة قائد الثورة الإيرانية الإمام السيد علي خامنئي.
فقد كان أعظم خطر يهدد أمريكا الرعية والداعمة للمشاريع الصهيونية.
وكانت تسعى بكل الوسائل للخلاص منه، لكونه كان نشطاً في العديد من الجبهات في بقية أنحاء الشرق الأوسط، وخاصة في العراق وسوريا ولبنان.
وكانت أساليبه مزيجاً من المساعدة العسكرية للحلفاء الأيديولوجيين والدبلوماسية الإستراتيجية الصعبة.
وقد قدّم منذ فترة طويلة مساعدات عسكرية للمقاومة والجماعات الكردية المناهضة للرئيس صدام حسين في العراق وحزب الله في لبنان وحركة حماس في الأراضي الفلسطينية.
في عام 2012 ساعد سليماني في دعم الحكومة السورية، خلال عدوان التكفيريين برعاية أممية على سوريا.
كما ساعد سليماني في قيادة قوات الحكومة العراقية والحشد الشعبي المشتركة التي تقدمت ضد ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) 2014 ــ 2015.
كان سليماني يحظى بشعبية كبيرة بين الإيرانيين، حيث أعتبره مؤيدوه ”بطلاً بنكران الذات الذي يقاتل أعداء إيران“.
برز سليماني خلال السنوات الأخيرة من حياة كاملة قضاها في الظل، وهو يقود عمليات سرية ليحصد شهرة وشعبية كبيرة في إيران، ويصبح مادة للأفلام الوثائقية والتقارير الإخبارية وحتى أغاني البوب في الخارج.
ومنذ عام 2013، صرّح ضابط الأستخبارات الأمريكية، جود ماغواير، لصحيفة ”نيويوركر“ بأن سليماني ”كان أقوى شخص في الشرق الأوسط“.
كان سليماني مقرباً من المرشد الأعلى الإيراني، آية الله السيد علي خامنئي.
وحينما حانت نهايته كانت عنيفة ومفاجئة.
ففي الثالث من يانير/كانون الثاني من العام الجاري، أعلن البنتاغون أنه نفذ عملية ناجحة لأغتياله، بتوجه من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.
قُتل القائد سليماني في هجوم جوي بالقرب من مطار بغداد،
وفي أبريل عام 2019، صنّف وزير الخارجية الأمريكي،
”مايك بومبيو“ قوات الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس،
منظمات إرهابية أجنبية.
ولكن أمريكا بغبائها عندما اغتالت سليماني، أحيت في قلوب أبناء أمته نبضاً لا يعرف كيف يهدأ.
نبضٌ لم ولن يهدأ حتى يتم تطهير كل أراضي الأمة الإسلامية من رجس أمريكا وبني صهيون.
أليس الصبح بقريب؟
Discussion about this post