إلى نبيل جبل و كلّ المرابطين و الجرحى في سبيل اللّه
ماذا عساني أن أقول عن النّبيل و قد أُسمي نبيلا ؟
أدمعت العين يا نبيل بهذا العطاء الصّادق و رباطة الجأش التي سمعتها في رسالتك لأفراد صفّك في معهدك الذي كنتَ تقيم فيه معهم شعائر القتال في سبيل اللّه لولا جراحك التي ألزمتك الصّبر حتّى التّعافي .
شعرت بأنّنا _ النّساء _ لا نرتقي إليكم مهما جاهدنا بالكلمة ؛ فأصدق جهاد هو أن تتقدّم في ساحة المعركة و الموت من بين يديك و من خلفك فتقتحمه و تتحدّاه ، و الأعظم أن تجرح فتشتاق للجبهات و تتمنّى الشّفاء لتعود لمترسك !!
رجال اللّه : و أيُّ عظمة تحيونها ؟!
رجال اللّه : و أيّ قائد علّمكم كلّ هذا الولاء للّه ؟!
و من أيّ جيل أنتم لتتعلّق أرواحكم بالقتال في سبيل اللّه في عصر النّت و سهولة أسباب الغواية و الانحراف حدّ الانسلاخ عن الهويّة ، و مع هذا نجدّكم في رجولتكم و بطولتكم و عزولكم عن مغريات الفانية مترفّعين لافظين لها ،،
نبيل : تفاجأت أنّك لم تكمل العشرين و لك من البلاغة و البيان ما ينافس أكاديميّين كبارا ،
تفاجأت من هذا القلب الكبير الذي أراه ليّنا بيّنا مرنا لمن يتابعه و يصادقه فيما يسمّى بمواقع التّواصل !!
كنت أحسب عمرك أكبر مقابلة بغزارة لغتك و فيض ودّك لمن حولك و قوّة ثباتك و شموخك و أنت الجريح الغريب عن وطنه ،،
نبيل : فشكرا لك فقد زدتني إيمانا إلى إيماني ، و شوّقتني لشهادة في سبيل اللّه كما تفعلون و إن كنتُ لا أدري كيف ؟! و لكنّي مؤمنة بربي العظيم بأنّي سأنالها ، فقد عشقتها منحة لا تؤتى إلّا للأنقياء .
نبيل : أنموذج من شباب في عمره في عمر الغصن النّابت و لكنّهم أشدّاء كقادة معارك ينتصرون فيها و لا يتخاذلون ،
فكم نبيل في جبهات البطولة أبكاني ولاؤه لله و للسيّد القائد .. رجال صغار في السن و كبار في تحمل المسؤولية و كأنّي بهم عليّ ابن أبي طالب و أسامة بن زيد ،
لازلت أتابعهم و قد لا أشتاق لأن أسمو بنظراتي و قد لا تسمو نظراتي إلّا حين أتابعهم في وسط المعارك و الانتصارات كالليوث الهادرة يهزمون العدوّ بخطواتهم الجريئة الشجاعة ، و في الكلام ولاء و ثبات و عنفوان لو وُزِّع على رجال العالم لفاض و زاد ،
ليوث شامخة في أعمار صغيرة لهي المعجزة ، يقهقرون بشجاعتهم فخر صناعات العدوّ ، و تنحني لهم الجبال فخرا ، و تلقي عليهم السّماء التّحايا ، يزلزلون الأرض من تحت اقدام الغزاة و المرتزقة فيفرّ أولئك الخونة كالحمر المستنفرة فرّت من قسورة ،
يدكدكون معاقل الفجّار و المرتزقة و عبيد الصّهاينة ،
ينتصرون و لا يتراجعون ،
يلقون في مسامع الصّمت الصّرخات فترتعب الصّهيونية و من والاها ،
يزأرون فيلتهمون الصّحارى و الوهاد و يقطعونها فيحررونها موقعا بعد آخر و حين تتيح لهم فرصة الحديث يخاطبون قائدهم قائلين :
يا سيدي عبدالملك : اضرب بنا الكون و الارض و البحر ؛ فنحن السّيف القاطع بيدك ، و نحن الرّمح القاتل لمن عاداك يا حليف القرآن و ابن رسول اللّه ،
اضرب بنا فلن تجدنا إلّاحيث تحبّ ، و لن تجدنا إلّا في كلّ موقع يغيظ عدوّ اللّه و عدوّك ،،
لن أطيل فلو كتبت ما طفحت به روحي فلن أسطيع الوصول إلى عمق روحي و هي روحي فيما تعشق و تختزن لتلك الأسود الكواسر من عشق لا يُجارى ، و من حبّ لايُضاهى ، و من كبرياء يعانق سماوات اللّه فيبلغ سدرة المنتهى في روحي العاشقة لجنّة المأوى ؛ فالسّلام .
أشواق مهدي دومان
Discussion about this post