*الشهيد محمد القرعي وزوجة جلال العُفيري( أم نورهان ) ضحية الحصار الهمجي الجائر ووريا الثرى في نفس اليوم.*
*🖋/ خـوله العُفيري*
يوم إستثنائي حل عليّ وجمعــة مقطبة جبينها مكفــهرة سمائها بغيوم حاملة حزن وقساوة هذا اليوم الذي هطلت أمطاره على قلبي وجعـاً لا يُضــاهيه وجع . وأستوطن فيه الحزن وبات قلباً مهشماً مسجوراً كــادت نبضــاته أن تتوقف ؛ وشرايينه أستعصت عن ضخ الدماء بشكل كافٍ. وتفتقت أوردتهُ لتستقبل فاجعة أصابتني كـسم زعــاف أماتت أحشاء روحي التي باتت كـجثة هامدة ملقاةً في غياهب الزمن وعلى شاطئ من الدموع والآلام الذي لا مرسى لهُ.
فالدموع تساقطت دون إرادتي منهمرة في جمعة إستثنائيه ويوم قاسى الوجع الذي
جمع في طياته قساوة الأيام من ثم أهدانا إياها كـباقة من الأحزان تحمل رائحة فواحة بالألم والوجع الذي لا شبيه له، ولم يسبق أن شممنا رائحته من قبل .
تخلـد تأريخ هذا اليوم المأسآوي في جدران قلبي .
ففي بداية صباحه الباكر وعند بدء مراسم التشييع وزفــة شهيدنا “محمد القرعي ” الذي ارتقى في إحدى جبهات الحق ضد الباطل إلى روضة الشهداء وتوديعهُ إلى الملكـوت الآخر بجوار الأنبياء الأطهار والمجاهدين الأبرار .
شعور أمتزج فيهِ الحزنِ والفرح حزناً لفراقه وفرحاً بما ناله من وسام عظيم لايتقلده إلا المخلصــون..
وبينما الدموع لم تكف والحزن يرتع في ضجيج أعماقي ،فأزدادت الدموع والألم في قلوبنا لفراق أم نورهان التي فـارقتنا بعد أن أعياها المرض نتيجة عدم قدرتها على متابعة غسيل الكلى حيث لم تتوفر الأدوية والمعدات اللازمة لحالتها بسبب الحصار الغاشم .
وسبقتها قلوبنا إلى الثرى قبل أن يُدفن فيه جسدها
وودعتها نورهان للعـودة إلى جوار بارئها ورفعت ظلم والدتها إلى عدالة السماء .
فباتت وحيدة تحتضــن مرارة اليُتم والفراق
بعد ان رمقت أمها النظرة الأخيرة .
وتعطشت عيناها نورهان
للدموع لرؤيتها والدتها طيلة شهر وهي تعاني في العناية الفائقة نتيجة لعدم متابعة جلسات غسيل الكلى بسبب الحصار .
فتارة يبكيها قلبي وتارة أخرى تفترشه السعادة لـشهيدنا برزق الشهادة التي رُزق بها..
فلله الحديث الطويل الذي لا يُقـــال في وداعهم ولأرواحهم
ولله نرفع الوجع الذي تركه رحيلهم .
في هذا اليوم الذي لا تكتب فيه بشاعة العدوان
في سطورٍ بل كُتبت فوق ثراهم بقطرات دموعي ..💔
Discussion about this post