بقلم: تهاني عزالدين الشريف.
وأنا بمستشفى الساحل الغربي(مركز الصماد) بمدينة الحديدة، وعلى رصيف الطريق كنتُ ابحثُ عن موقع قطع سند معاينة، وإذا بمجاهد توجه سائلاً لي: عن ماذا تبحثين أختي الكريمة ؟
وأنا مجيبة: أبحثُ عن موقع قطع السند؛ هل تعلم أين الموقع؟!
قال لي: نعم؛ اذهبي على النحو هذا وسترين باب أمامك هٌناك الموقع، وعندها توجهت أحرٌف مِنْ لساني قائله فيها له: كتب الله أجرك أخي الكريم،
وعندها أكملت المسير ذاهبه إلى الموقع إذ بعيني ترى جرحى الوغى، جرحى مسيرة القرآن، مسيرة الجهاد والأستبسال، رأيتٌ من بإيديهم العٌكّاز لكي يساندهم للمسير، فهتفت لنفسي قائله: لو أنا العٌكّاز الذي بأيديكم؛ لكي أٌساندُ خطواتكم الزاحفة الشامخة التي تٌقيد هزائم المٌعتدين، رأيتُ في أعينهم الفخر والعزة لما هم عليه، رأيتٌ روح النصر على ملامح وجيهمٌ، وعندما نظرتُ لمرفق أياديهم فرأيت رمز الجهاد؛ وعندها عيناي تجمعت بها الدموع، وبدون سابق إنذار بدأت عبرات الدموع تمطر بغزارة مِنْ عيناي لـ تٌناجي قلبي وترتل له أن ثقافة الجهاد والإستشهاد متعمده بِعقولهم، ومتعمقه بِقلوبهم، وهوية إيمانية تسري بشرايين أجسادهم النابضة، ما أعظمهم من جرحى، وما أعظمها مِنْ حياة حياه عامره بحبّ القتال بالميدان وأن مهما كانت عوائق المسير سيتم أجتياحها بقوة الحق، وقهرها بقوة الثبات؛ ولأنهم يعلمون أن الله معهم، وهم مع الله واصلوا المسير نحو خط الجهاد ليسقوا الأرض مِنْ دمائهم الطاهرة التي أثمرت لنا زهور الحرية، ومِنْ أشلاء أجسادهم السمية صنعوا النصر والإباء ..
هذي مسافة طريق كنت أسير بها، ولكن أٌسرة عيناي عند هؤلاء الأبطال، هي مسافة طريق ورأيتٌ بها أعظم العظماءَ، وأشرف الشرفاء، ماذا لو دخلت غرفة الجرحى التي يوجد بها جرحى جروحهم لم تٌطيبُ بَعد جروحهم جروح نابضة بدماء الغيرة والحيمة والعزة والكرامة، دماء حيدرية حميرية سقت رمال الثغور حتى بلاط الرقود بمركز الصمود.
وعندما وصلت للموقع وأكملت مِنْ معاملة قطع سند المعاينة، فعند خروجي مِنْ الموقع وقفتٌ بمكاني مذهولةٍ مِنْ عظمة المشهد ذي رأتهٌ عيناي؛ وهو (طقم جاءَ وعلى مٌتنهُ قافلةً مِنْ جرحى أسود الوغى، يوجد به جريحًا ومسعفًا وقد تم إنزال واحدًا تلو الأخر حيثُ كانت أجسادهم مضرجة بدماء الدفاع عن الأرض والعرض) ، إنها الدماء قطرات تسقطٌ بعدهم لتعلن النصر والحرية، وعندما ذهب الطقم، وبالقوة كانت تكادٌ تزحفٌ أرجلي زحفًا، لإني عندما رأيتُ هذه القافلة المليئة مِنْ هولاء الفرسان الشجعان الذين لا يهابون المنية، فعندها مر شريط ذكرى مواقفهم العظيمة أمام عيناي، وأعاودٌ المسير على مسافة تلك الطريق، طريق يوجد به رجال الحيمة والشرف، إنهم رجال الله، هم أنصار ربي، وهم صٌناع المجدِ والنصر، هم من يمكثون بذلك المحراب المحرابُ الأقدس الذي لا يوجد به غير الله وأنصاره الأبطال المناصرين لله ورسوله الكريم.
Discussion about this post