✍🏻 عبدالملك سام
كم الإنتقادات التي وجهت للممثل المصري رامز بسبب برنامجه الذي لا يأتي إلا في رمضان تعدى كل الحدود ، بل والعجيب أنه ربما يعتبر أكثر البرامج متابعة عربيا رغم كل هذه الإنتقادات ! وربما يرجع هذا الأمر بسبب كمية الإثارة المتصاعد عاما بعد آخر والذي يحاكي الغرائز حتى وإن لم يكن يحمل أي فائدة ثقافية تذكر ، بدليل أن معظم “ضحاياه” هم من النساء ، وغالبا هن ممن يعتبرن “سوبر ستار” لدى المجتمعات العربية التي أضاعت البوصلة .
البرنامج هذا العام تخطى كل الحدود ماليا ومن ناحية المؤثرات ، وعند ظهور رامز أمام الضحية التي ترتبك فلا تعرف هل تخاف أم تفرح ، فالجميع يعرف أن الثمن الذي ستحصل عليه يتخطى ما يمكن أن تناله مقابل تمثيل عدة مسلسلات مجتمعة ، وكل هذا في ربع ساعة فقط ! وكل هذه الملايين التي كان يمكن أن يتم إنشاء مشاريع ضخمة تحل ازمات أقتصادية يتم تمويلها عبر الشركات التي تتسابق للإعلان خلال البرنامج دون الإكتراث بالمحتوى طالما والناس تتابعه ، وهذا يعني أن المواطن العربي مشارك أيضا في هذا الإنحدار الثقافي والأخلاقي .
ما يثير الجمهور حقا هو أنطلاق تلك الغرائز الشيطانية التي يقوم البرنامج بإثارتها ، وقد قيل الكثير في هذا الجانب في عدة مقالات لعدة كتاب ومثقفين ، ولا اظن أن هناك ما يقال اكثر في تلك المعاملة السيئة التي تعامل بها النساء وبهذا الشكل القاسي ، ولعلي لا ابالغ لو ربطت بين هذا الأمر وزيادة معدلات العنف الأسري في المجتمعات العربية ، وأتمنى أن يلاحظ الناس نوعية الجرائم التي ترتكب في المجتمعات العربية بعد رمضان في كل عام ، وأنا لا أدعي أن السبب هو برنامج رامز فحسب ، بل هي منظومة إعلامية متكاملة بدءا ببرامج تستهدف الأطفال ومسلسلات مدبلجة وأغان هابطة ، وأيقونات إعلامية تمثل القدوة لجيل كامل بعد ان ضاعت القضية في هذه الحرب العالمية الناعمة على ديننا ومجتمعاتنا التي كان من المفترض أنها المعول عليها لمواجهة الشياطين وأعوانهم !
أحب أن أشير لنقطة أخيرة أرجو ان نلاحظها جميعا حتى لا تقولوا أني بالغت في عنوان المقال ، فالجو الشيطاني الخالص لمؤثرات موسم هذا العام حاضر بقوة ، بداية من ملابس رامز الذي تعتبر سمة مميزة لعبدة الشيطان ، ومكياج “الإيمو” المميز لهم وللشواذ جنسيا ، وأستخدامه “للوغو الجوكر” المميز للشيطان نفسه ، ومؤثرات النار التي تشير للجحيم ، وملابس الفريق التابع له السوداء وعددهم غير المبرر ، الأفعى وما تعنيه ……الخ . الجو العام يمثل رسائل للاوعي المشاهدين ، حيث تتغير مع الوقت نظرتهم للشيطان والجحيم وأتباعه وعدة رسائل اخرى كما قلنا .
أخيرا.. لك حرية أن تشاهد ما تريد ، ولسنا هنا بصدد محاولة أجبارك لمشاهدة ما ينفعك وينفع أسرتك ، ولما فيه نجاتك ونجاتهم وكل راع مسؤول عن رعيته ، فهذه البرامج ليست عبثية أذا كنت تعتقد ذلك ؛ بل هي برامج مدروسة بدقة عالية وحرفية تشير لمن يقف خلفها ويدعمها ، وأنت ببساطة تستطيع أن تجعل هذا الجهد كله يضيع على أعداء أمتك بضغطة زر واحد ، فلربما كان من بين أفراد أسرتك من يستطيع أن يغير مستقبل أمة بأكملها ، او قد يكون مجرما – لا سمح الله – يجعلك تتحسر على اهمالك لتربيته ، وصدقني أنك بمقاطعة هذه البرامج لن تخسر شيئا مهما تندم عليه ، خاصة في هذا الشهر الفضيل .. ودمتم بخير .
🔑 https://telegram.me/abdullmalek_sam
Discussion about this post