شيئان ما إن تمسكنا بهما لن نضل ابدا ” كتاب الله والسيد عبدالملك الحوثي” فهو قرين القرآن ومبينه للناس بصورة حقيقية كما يريد الله ورسوله والتبيين لا يعني تفسير ومعاني الآيات واسباب النزول ، وإنما كما وصفه الله (ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم) في كل مجالات الحياة ، فما أظلمه ذلك الجاهل الغافل البعيد كل البعد عن قرين القرآن ومنهجيته ومحاضراته اليومية والولاية له !!!
بقلم د.يوسف الحاضري
كاتب وباحث في الشئون الدينية والسياسية
abo_raghad20112@hotmail.com
لا يوجد مجال من مجالات الحياة ومن مجالات العلاقات بين الفرد ونفسه ونفسيته وبينه وبين الآخرين وبينه وبين العالم اجمع وبينه وبين خالقه وبينه وبين بقية مخلوقاته وبينه وبين ما غاب عنه (الغيب) وبينه وبين حركاته وسكناته وانفاسه وتعابير وانفاس جسده إلا وتعاطى معها القرآن الكريم لتنظيمها وتوجيهها توجيها سليما تارة بالترغيب وتارة بالترهيب وتارة بالتنبية وتارة بالتوبيخ وتارة بضرب الامثال وتارة بوقائع تحصل وتارة بالإنسان نفسه وتارة بأعداءه وووو ضمن إطار الرحمة الربانية التي يحبوها الله بها الناس أجمعين ، فأي يسر نطلبه أكثر مما قد قدمه الله وهيأه وشمل به كل مناحي حياتنا وعلاقاتنا حتى مع الجمادات والأحجار والمياه والأغذية والهواء بسكناته وحركاته ، فمالكم كيف تعيشون بعيدين عن هذه المنهجية القرآنية العظيمة !!
(نكتفي بهذا الطرح) عندما ينطقها السيد ليختم محاضرته أشعر بحزن لأنني كنت قد غصت في بحر القرآن الكريم وعلومه وتوجيهاته وتوجهاته من خلال تلك الدقائق التي يتحدث بها سلام الله عليه وارجو ان يستمر الكلام لساعات وساعات فلا يشبع الروح والنفس والفكر من هذا الغذاء على الإطلاق لذا ننتظر الساعة التاسعة والنصف من مساء كل يوم رمضاني بفارغ الصبر والتلهف والتعطش والتلذذ حتى انني اشعر بتضايق عندما أدركت اليوم اننا شارفنا على إنتصاف الشهر الكريم لأن نهايته قربت وبها سينقطع عنا هذا النور البشري المنصهر في القرآن إنصهارا لا ينفكان عن بعضهما حتى يردا على النبي حوض المحشر ، ومن فاته محاضراته السابقة فمازال في الوقت مساحة كافية للرجوع إليهن وسيجدهن عبر اليوتيوب اما دون ذلك فكم هي خسارتهم اولئك التائهون بعيدا عن هذه المحاضرات .
تطرق سيدي ومولاي في محاضرة اليوم الثالث عشر من رمضان إلى الحديث عن (أظلم الناس) وفقا لما ورد في القرآن ، ولم يكن تطرقه كما عودونا من أدعوا انهم حملة للقران بقولهم (ذكرت في القران كذا كذا مره ، مره نزلت في فلتان عندما كان يريد ان يتزوج بفلانه ومره نزلت في زعطان عندما حاول ان يعمل كذا و و و ) بل تطرق إليها باسلوب يربطنا بواقعنا الذي نعيشه فتنعكس صفات وممارسات حياتية يومية لتتعدل كلما هو خاطئ خوفا من الله ان نكون ممن شملهم (من اظلم) وتتجذر تلك الصفات الحسنة التي تتوافر فينا فنقويها في انفسنا وحياتنا لنصل الى مجتمع نقي طاهر يسوده العدالة في كل الجوانب ، عدلك مع نفسك وعدلك مع اسرتك وعدلك مع مجتمعك وعدلك مع العالم وعدلك مع مسئوليتك وعدلك مع اخطاء الآخرين وغيرها من أمور لم يفرط القرآن فيها من شيء منذ أن نزل على النبي محمد صلوات الله عليه وعلى آله منذ اكثر من 1400 عام ولكن التفريط كان فيمن إدعى انه من حملته فشذ به شذوذا كبيرا وكثيرا وأيضا ممن سقط في شراكهم وأكاذيبهم ودجلهم ومضى بعدهم وانتهج نهجهم رغم ان الرسول حدد من الذي يجب ان نتبعهم (وعترتي أهل بيتي ) .
عندما تكون متواجدا في تلك القرية في ذلك الجبل او الوادي او المدينة في زاوية بيتك لا تمتلك شيئا الا ما يكفيك ليومك ولا يوجد تحت سيادتك وسلطتك الا زوجتك وابنك وبنتك مثلا فقد تكون في جرمك وظلمك وخبثك وشيطانيتك مثل المجرم ترامب أو المجرم محمد بن سلمان او بن زايد مع فارق ان هؤلاء يمتلكون الأرض وثرواتها وأنت لا تمتلك ربما الا ألف ريال (2دولار) وذلك عندما تؤيد ما يقوم به هؤلاء المجرمون من جرائم سواء كان التأييد بقلبك (قناعة داخلية) أو تأييد لفظي بلسانك وبكتاباتك ومنشوراتك وحواراتك مع الاخرين في الشارع والمجالس او تاييدا بيدك وبعملك وتحركك ، بل الأشنع حتى لو وصفت نفسك بالمحايد فالله لم يخلقك لتقف وسطا بين الحق والباطل بل لتنصر الحق على الباطل حتى لو كنت في خيمة وسط صحراء تنظر لنفسك أنك غير مؤثر فأنت مسئول وفقا لما تمتلك من قدرات وإمكانيات ، فعدم نصرتك للحق ظلم كبير لنفسك قبل ظلمك لأهل الحق ومن أظلم ممن ذكر بآيات الله فأعرض عنها ، وهذا جانب هام وخطير ومفجع من جوانب الظلم الأكبر.
( ومن أظلم ممن أفترى على الله كذبا او كذب بالحق لما جاءه ) سبب نزول هذه الآية أنت ايها الإنسان الذي تفتري على الله كذبا ورفضت الحق عندما جاءك بمجيء هذه المسيرة القرآنية وهذا العلم حفيد رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله ، وهكذا يجب ان ننظر للقرآن والى هدف النزول وسببه أنها رحمة فيك ورأفة بك ليخرجك من ظلمات نفسك وقلبك وحياتك وطريقك وصراطك ومنهجيتك الى نور هذه كلها ومن ظلمات نار جهنم إلى نور جنات الله المنيرة بنور الله ، فأخلعوا عن أنفسكم وقلوبكم وفكركم ووعيكم تلك الأفكار السابقة التي جاءت بها أفكارا ضالة لتضلك عن الحق فتتبعهم ليزدادوا منزلة دنيوية وثروات وجاها بسببك وسبب تأييدك لهم وأنت تنال وزرهم وتحمل أوزارك مع اوزارهم ضمن إطار الظلم العظيم الذي نهانا الله عنه ووضح لنا كيف يمكننا ألا نسقط في هذه الأعمال والممارسات والأفكار التي تجعل تلك الآيات الكثيرة التي ذكرها الله بصيغة (ومن اظلم ، فمن أظلم) تنزل فينا وتكون توجهاتنا وممارساتنا هي سبب نزولها !!!
لا مجال لك اطلاقا إلا ان تكون كما أراد الله لك لتكون في الحياة ضمن مسيرة استخلافك فيها ناصرا للحق وحملة الحق معاديا للباطل وحملة الباطل كما يريد الله لا كما يريد الدجالون الكذابون الذين تقمصوا ثياب الدين والتدين ومعرفتهم بالقرآن فتقول قال فلان عن زعطان عن فلتان انه سمع او قيل له او تبادر الى ذهنه او رأى في حلمه او أو من هذه الاطروحات الخبيثة الخطيرة والا ستكون من أظلم الناس لنفسك اولا وللناس ثانيا وللمجتمع وهدف خلقك واستخلافك ولفطرتك السوية ولكل شيء في الأرض والسماء خلقه الله وسخره لك (سخر لكم مافي السماوات ومافي الأرض) فالأمر هام جدا وخطير جدا ما لم تعقل وتفهم وتراجع حساباتك فغير هذا الكلام هو افتراء على الله وكذب عليه وهذا يسقطك أكثر في (أظلم الناس) ومن أظلم ممن أفترى على كذبا أو كذب بآياته !!
#د_يوسف_الحاضري
telegram.me/goodislam
Discussion about this post