لا يقتصر المشروع الإلهي الديني للبشرية على تزكية الارواح وعلى العبادات التي يقوم بها الإنسان فقط ، بل يتجاوز كل هذه الامور فيشمل كل جوانب وأهتمامات البشرية عامة والتي أهم مكون لها (الإنسان) ، كالجوانب السياسية والأقتصادية والصحية وغيرها ، وسنها الله في تشاريعه القرآنية للبشرية بشكل كبير وواسع وكامل وشامل ، لذا جاءت محاضرة السيد التاسعة في جانب تزكية الإنسان صحيا .
بقلم د.يوسف الحاضري
كاتب وباحث في الشئون الدينية والسياسية
abo_raghad20112@hotmail.com
الرحمة الربانية بالبشرية اجمع شاملة وكاملة ، فكما هي تشمل سن القوانين والتشاريع التي يستقيم بها أمره الروحاني والنفسي والفكري والعملي والعلمي والسياسي والعسكري والأقتصادي وغيرها هي ايضا تشمل جوانب اخرى لها نفس الاهمية ومنها الرحمة الصحية ، لذا جاءت توجيهات الله سبحانه وتعالى للإنسان بما يحفظ سلامته الصحية أيضا كون العنصر البشري هو محور الأستخلاف في الأرض بل هو المستخلف ، فبقاءه صحيح الجسد وخاليا من الأمراض والعلل هو ضمان ليقوم بما استخلفه الله على اكمل وجه ولهذا جاءت تلك القوانين القرآنية في هذا الجانب وشملت كل الجوانب الوقائية والعلاجية والتي تضمن المحافظة عليه من اي مرض او مشاكل تؤثر عليه وعلى مسيرته ومسئوليته في الحياة الدنيا ، سواء على مستوى صحته النفسية او الجسدية او القلبية ، وشملت الوقاية الفردية والأسرية والمجتمعية ، وشملت أيضا الامراض الوبائية والامراض المزمنة ، وعالجتها جميعا بدء بالتوجيهات التي تحمينا من الأصابة بالامراض او من خلال التوجيهات التي تجعلنا نتعافى منها وتحمي مجتمعنا وتحصننا لنبقى سليمين نفسيا وجسديا وقلبيا وهكذا يكون التشريع الديني شامل لكل جوانب الإنسان كفرد وكمجتمع ، لذا لا يجب ان ننظر للتشاريع على انها عسر بل هي يسر ضمن شمولية الطرح التوصيفي لله بقوله (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) ضمن منهجية الرحمة ، لذا فالألتزام بها رحمة وصحة لنا والخروج عنها او اهمالها أو التفريط بها مرض ووباء وعلل ومعاناة ، وجريمة ذلك يعاقب الله عليها ويسخط كسخطه وعقابه على الأهمال في التعبد له والتحرك في سبيله ، وبطبيعة الحال سنجدها ضمن المحاضرات الرمضانية لعلم الهدى سيدي ومولاي عبدالملك الحوثي سلام الله عليه حيث وضع أسس هذه الأمور ونقاطها الرئيسية في محاضرته التاسعة والتي خصصها عن (الصحة) من واقع قرآني .
تطرق السيد سلام الله عليه إلى أمور ونقاط هامة سأتكلم عن أهمها فيما يخص التوعية والتثقيف الصحي وهو الخط الأول في كل البرامج الصحية التي تهدف إلى توفير أمن صحي للمجتمع والأفراد.
لماذا فرض الله علينا أن نذكي الذبيحة الحلال (التذكية هي الذبح بالأسلوب الذي يضمن خروج الدم كاملا من الذبيحة) ؟
يعلم الجميع أن الإنسان عندما يذهب للطبيب يشكو مرضا ما فإن الطبيب يطلب تحليلا مختبريا ليتيقن من أنواع الفيروسات والميكروبات والمشاكل التي في المريض وهذا يتم إكتشافه من خلال فحص دم الإنسان كون الجراثيم تتواجد بكثره في الدم وذلك لأن الدم من مهامه تنقية جميع اعضاء الجسم من أوساخه وينقلها الى أماكن الإخراج في الجسم (البول – البراز – الزفير ) وايضا احيانا ينصح الإنسان بالتبرع أو سحب دم أو الحجامة ليضمن تجدد دم جديد مازال خاليا من هذه الأوساخ ، ومن هنا يتضح أن الدم عندما يخرج من جسم الكائن أو يتجمد في الجسم (عند الموت) فإنه يحتفظ بما فيه من أوساخ ضارة ، وينطبق الأمر على بقية الحيوانات الأخرى ومنها التي أحلها الله لنا لنأكلها ك(الدجاج – الضأن – البقر – الإبل) فإن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تضمن خروج الدماء منها عند الذبح هو (التذكية) او ما يعرف (الذبح على الطريقة الإسلامية) سواء عند الذبح ووضعها في الأرض ثم رفعها للاعلى ورأسها للأسفل ثم نحرها ثم غسلها قبل الطبخ وبهذه الطرق يتيقن لنا خلو اللحم والشحم (المحلل لنا) خاليا من اي ما قد يضر الإنسان وهو الدم ، ولهذا أيضا حرم الله الدم وهذا التحريم جاء من أنه يضر الإنسان ويضر صحته ويصيبه بأمراض متنوعة ومتعددة كون التشريعات والسنن الإلهية جاءت لتحفظ الإنسان من كل الجوانب ومنها صحته وسلامته النفسية والبدنية ، ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْـمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ وَالْـمُنْخَنِقَةُ وَالْـمَوْقُوذَةُ وَالْـمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ …..الخ) وهنا نجد ان الحيوان الحلال اكله الخطأ قتله كالميتة والمقتول خنقا أو صعقا بالكهرباء والمقتولة نطحا عند الشجار بينها البين او التي تسقط من مكان مرتفع فتموت والمأكول منها عبر حيوان مفترس مالم يتم تذكية هذه الحيوانات قبل موتها ، وهنا نعرف ان سبب تحريمها هنا هو اسلوب الذبح الذي يؤدي لتنقيتها من الدم .
يدخل ضمن هذه الأمور اللحوم المثلج التي تأتي من الخارج حتى ولو كان مطبوعا عليها جملة (مذبوح على الطريقة الإسلامية) فهذا شعار تجاري بهدف لترويج البضاعة ولتتيقنوا من ذلك يمكن ان تنظروا لعظام الدجاج او اللحوم وستجدون الدم مجمد عليها اي عظام ذات لون داكن وهذا ما نجده بشكل كبير فيما يسمى وجبات (البروست والدجاج المثلج ) و يدخل فيه ايضا (الهامبورجر والشواراما) والتي لحومها مستوردة من الخارج والتي للأسف يكثر أكلها وتناولها في اليمن والبلدان الإسلامية وبشكل هستيري رغم انه يمكن ان تكون اللحوم هذه مذبوحة محليا بطريقة سليمة لكن الكثير أدمن الوجبات ذات اللحوم المستوردة لانهم ربما يجدون لذة فيها ولا يدركون ان فيها كل البلاء والمرض والفسق (وإنه لفسق) وما يفسد روح ونفسية الإنسان ايضا (وهذه فائدة من فوائد المقاطعة التجارية للبضائع الصهيونية والأمريكية وكل الدول التي تحمل روحية العداوة لنا ) لأنها تدرك ان نشر الامراض وإفساد الروح والنفس البشرية من أهم خطواتهم للانتصار على المسلمين .
#د_يوسف_الحاضري
Telegram.me/goodislam
Discussion about this post