لماذا ترامب على رأس الادارة الإمريكية…وإبن سلمان يقود المملكة…متلازمة لامنطقية.
➡⬅➡⬅➡⬅
✍ عبدالرحمن الحوثي
24/4/2019
قرأت احد المقالات التي حملت إسم الاستاذ الكبير عبدالباري عطوان بخصوص نشوب حرب مع حزب الله….ولا اعتقد ان استاذنا القدير قد اصاب الحقيقة.
الكثير منا مندهش لتصرفات الرئيس الامريكي ترامب ويصفه بالمعتوه, ويستغرب من وجود مثل ابن سلمان وطبيعة علاقته بهذه الإدارة الامريكية..
عندما نعي اهداف دول الإستكبار ونفهم نفسياتهم مهما تنوعت هذه الاهداف بين اهداف اقتصادية, سياسية, دينيه,وغيرها مما يروجون له إلا انها جميعآ تصب في بوتقة نفسية واحدة تتمحور في رغبة الإذلال والظلم والإستكبار والإستعباد بكل مستوياتها, تندرج جميعها في مسألة إظهار الباطل وهزيمة الحق التي هي القضية الرئيسية والاساسية في صراع الامم على مر الأزمنه, ولن يأتي احد لإنكار هذه القضية التي وضحها لنا وشرحها وبين مفاصلها لنا خالق هذا الكون سبحانه وتعالى فهي ليست نظرية شيوعية او مذهب رأسمالي او تشريع علماني…هي قضية تمحور حولها خلق الإنسان في هذه الأرض.
وأيضآ لا يظن احدنا ان الدول والشعوب في هذا العالم هي التي تحكم وتحدد الاهداف والوسائل وتسعى إلى النتائج, ماهم إلا كائنات ومخلوقات شيًد حولها اسوار وحدود جغرافية لتستغرق في العيش والتمتع وتكوين الاهداف الشخصية المغذية لغرائزها, ولا يحكم او يحدد الهدف والوسائل إلا لوبيً معين مكون من اعداد بسيييطة من البشر إستحوذت على السلطة الحقيقية (المالية والنفسية والإعلامية) تسعى لمحاربة الحق وقتل محمد بن عبدالله في نفوس البشر.وما يتخلل ذلك من إرضاء لغرائزهم وشهواتهم الدنيوية….ولولا هذه الأهداف لما رأينا دول الإستعمار تنهب الثروات وتحتل الجغرافيا وتسيطر على الشعوب ( ولا تحتاج الى التدمير والقتل والإذلال) ومع ذلك تدمر وتقتل الشعوب, وتحطم الآثار, وتستعبد البشر, وتجوعهم, فلو كان الهدف إقتصادية وسياسيآ لما كانت بحاجة إلى فعل ما تفعله في الشعوب بعد ان تستحوذ وتسيطر عليها.
سعت دول الإستكبار إلى تحقيق هدفها الخبيث في بلاد الشرق الأوسط الذي يعد معقل الحضارات ومهبط الديانات وبلد الإسلام بشكل عام, خططت وحققت هدفها عبر الإدارات الإمريكية والصهيونية المتعاقبة, إذ كانت الإدارة الأمريكية تتبع أسلوب السياسة وتحت الطاولة بينما كانت الادارة الصهيونية تنتهج الصلف والإغتصاب بالقوة وعيني عينك.هاذان هما وجها الإستكبار. وطوال العقود الماضية زرعت امريكا العملاء ورتبت الأوراق لتحقيق هدفين إثنين يخدمان هدفآ واحدآ.. هدفان يتمخضان عن صناعة شرق اوسط جديد مستعبد ومدجن بكل معنى الكلمة, وصفقة القرن….وكلاهما يصبان في مصلحة هدف واحد هو إقامة الدولة اليهودية العظمى. بمعنى ديني (يريدون إعادة ما قد شتته الله سبحانه ولعنه وأخرجه من رحمته, واطفاء نور الله ).
إنتهجت الادارة الامريكية سياستها المذكورة إلى ان وصلت بنا إلى ما يسمى بالربيع العربي وهو آخر حلقات المؤامرة والذي كان الهدف منه هو إضعاف ما قوي من الجيوش المناهضة لهم, وتشتيت من كان واعيآ لمؤامراتهم من الشعوب, وتقسيم المقسم وايضآ من اهم الأهداف هو تمكين حكام عرب من النوع الذي يبيع لهم دون مقابل بدلآ عن اولئك العملاء السابقين الذين كانوا يبيعون ولكن بمقابل.
كان موعد إعلان تحقق الهدفين ( شرق اوسط جديد وصفقة قرن) قد دنا بحسب التزمين المحدد له, ولكن ظهرت امامهم عقبات كثيرة لم يكونوا يتوقعونها تتمثل في زيادة قوة محور المقاومة : فحزب الله اصبح قويآ, وايران لم يهدها الحصار, وسوريا لم تنهار, والعراق قد تخلص من المؤامرات, واليمن ( وما ادراك ما اليمن) إستطاع ان يحافظ على ثورته, وتمكن من التخلص من هيمنة المستكبرين, وظهرت فيه بقوة ثقافةُ محمد بن عبدالله, وظهر فيه ايضآ علم هدى مؤمن وحكيم, وكوًن مجتمعآ محصنآ بقبائل واعية, ورجال مؤمنون, ونساء صدقن بعهدهن مع ربهن صابرات ثابتات..فكانت اليمن هي التحدي الذي أفشل هدفي المستكبرين وأعاد دول الاستكبار إلى المربع الاول القديم مربع كيف يحافظ المستكبرون على موقعهم الاستخباراتي داخل الأمة ومربع كيف يحافظ اليهود على وجودهم في فلسطين المحتلة لتتحجم هذه الأهداف وتعود الى بدايتها الأولى……ولذلك…..
تم تنصيب ترامب على رأس الهرم الأمريكي بغرض إعادة ترتيب الأوراق التي سبق وان اسسوا لها واصبحت اليوم لافاعلية لها, فقام ترامب بإتباع الجنون (المتعمد ) بإعادة كل القضايا والاوراق الى اصلها الاول ( بدءأ من الاتفاق النووي مع ايران, الى الحرب الباردة مع روسيا, الى الحرب الاقتصادية مع الصين, والقضية الكورية, والفانزويلليه, وطبيعة العلاقة مع العراق.) فحرك والغى كل ما توصلت اليه الادارات السابقة مع العالم…وسعى ايضآ الى كشف طبيعة علاقاته مع عملائه كالسعودية التي اصبحت من فوق الطاولة وبدون سياسة( اتبع نفس الاسلوب اليهودي الصلف), وأظهر مدى ولاء الادارة الامريكية لبني صهيون.
قام ترامب بتغيير كل الملامح السياسية والقضايا الدولية لتصبح على شكل تحدٍ كما كانت منذ عقود من الزمان ليبدأ بعدها من جديد بتصفية بعض الاوراق ودراسة الأخرى وهكذا , لتتشكل سياسة جديدة يستطيع من خلالها تحقيق اهدافه التي فشلت في تحقيقها الادارة الامريكية..– ولو انه اليوم إضطر ان يدخل اوروبا شريكآ لأمريكا..وسيدخل أيضآ روسيا إذا إحتاج الى ذلك.–
ومن خلال ذلك نستطيع ان نفهم سر الهجمة العالمية المسعورة على اليمن للإستحواذ على الثروة وقتل الإيمان وروح المقاومة, وإزالة التهديد (( العقاائدي)) الذي يخشاه اليهود عبر التاريخ منذ بداية الدعوة الإسلامية ولا نعتقد أن تحاول او تتجرأ إمريكا او اسرائيل الإقدام على مواجهة عسكرية ميدانية حقيقية مع اي طرف على الإقل مع وجود هذا الفشل الذريع الحاصل لها اليوم.
فيما بعد قد تغضب ( الشعوب)– إن صحت من غفوتها — بعد ان تكشفت لها الحقائق (وخاصة) الشعب الامريكي والاوروبي الى جانب بقية شعوب العالم من هذه السياسة اللاإنسانية واللامنطقية واللاخلاقية من قبل الإدارة الإمريكية إلا ان الامريكيين قد وضعوا خط رجوع لسياستهم هذه تتمثل في قضية تزوير ترامب في الإنتخابات المعلقة (الى حين الحاجه اليها) ليصبح ترامب حينها مزوِرآ لا يمثل الشعب الأمريكي الذي لم يختاره اصلآ ليقوده ( بحسب إدعائاتهم).ونشاهد جميعآ عملية إمتصاص غضب الشعوب من خلال التمثيليات التي توحي بوجود نزاع بين المجالس الممثلة للشعب الامريكي وبين الادارة وخاصة في القضايا الانسانية ( يتغلب عليها ترامب بفيتو المستكبرين).
ومما سبق نلاحظ انه تأجل إعلان الشرق الاوسط الجديد وصفقة القرن إلى حين الإنتصار على محور المقاومة وإيجاد بياعين للاراضي العربيه كالسيسي في افريقيا, وابن سلمان في جزيرة العرب,وحليف كروسيا في آسيا, وكالبرازيل في اللاتينية, وككوريا الجنوبية.
ولكن أيضآ الإنتصار اليمني سيفشل هذه المساعي الهي تسعى لهزيمة محور المقاومة…
وسنرىمستقبلآ عملية اثارة لبعض القضايا في الوطن العربي( كليبيا) وهي تعتبر هامشية ولكن الهدف منها صرف الأنظار وتبديد الجهود او كقيمة ثمنية تمنح لبعض الاطراف العالمية مقابل الدعم الذي ستقدمه للادارة الامريكية.. وسنلحظ ضعف الدور الامريكي المباشر في بعض القضايا العالمية ليتولى حلفائها كبريطانيا بعض المهام …بينما ستكمل إمريكا عملها بقوة في بلد الحرمين الشريفين كمحاولة كسر عظمٍ لمحور المقاومه.
والله من وراء القصد..
✍ عبدالرحمن الحوثي
24/4/2019
Discussion about this post