تهاني الشريف
رجلٌ مِنْ رجالِ الله، عاش مٌخلصًا للوطن، ترى في هيئته ملامح شموخ الإنسان اليمني الأصيل، وترى وجهه العزة والشموخ والكبرياء؛ كان رئيس دولة وجنديًا في مقدمة الصفوف يعرف ويعي جيدًا أن الوطن هو الشموخ، فعقيدته الوطنية لا تعرف إلا الصمود، ولا تعرف في قاموسها المساومة أو الانحناء؛ إنه الرئيس الشهيد الصمّاد، إنه صمّاد النضال والبذل والعطاء، له مواقف عظيمة ومشرفة، له مشاريع مجيدة، عرفَ الحق فأبى إلا أن يكون بإيمانه بوطنه ومبادئه إلى مراتب العُظماءَ، جاد بنفسه ودمه، فكان الشرف الأسمى له هو العطاءٌ لله أما حاملًا لرأية النصر أو العودة على أكتاف الرجال شهيدًا.
كان حريصًا على أن يوصل رسالتهٌ للجميع، قائلًا بِها:(فليست دماؤنا أغلى مِنْ دمائكم ودماء زملائكم بالجبهات، ولا جوارحنا أغلى مِنْ جوارحكم) فشقَ طريقه هو ورفاقهٌ في زمِنْ الطغيان والجبروت، فكانوا أقوياء بقوة الحق الذي اعتنقوه وحملوه أمانة على أكتافهم، وفي أرواحهم التي انطلقت سبّاقة مشتاقة لما وعد الله به مِنْ نصر وعزة وحرية وتمكين، ووعد بالجنة.
إنه الصمّاد لقد نقل روح الجهاد لكل شعبه نافثًا فيهم روح الصمود، لقد علمَ أُمته حب الصمود والبناء؛ الصمّاد الذي (لم ينزل ليأخذ بل نزل ليُضحي ويقدم ويعطي حتى حياتهُ وروحهُ في سبيل الله، وفي فداء هذا الشعب، وفي الدفاع عن هذا البلد، وفي الدفاع عن أبناء تهامة)؛ يجب على أبناء اليمن أن يرثوا لرئيسًا قال لهم بيوم:(يد تحمي ويد تبني) ويواصلوا الخٌطى، وكذلك يا أبناء تهامة لا يجب لكم أن تنسوا للصمّاد هذا العطاء الذي قدمَ فيه روحهُ عند تدشينهُ لمسيرة البنادق، ومن ثم أغتالته أيادي الغدر والخيانة؛ لأنهم شاهدوا فيه بداية روح البناء، ووقوف الدولة اليمنية من جديد على قدميها، فيجب على جميع أبناء اليمن “عامة”، وأبناء تهامة “خاصة” الثأر للرئيس الشهيد الذي وقفَ لأمريكا بكل شجاعة لا يهاب الموت، (الثأر للصمّاد بإن يجعلوا مِنْ دماء الخونة شلالًا يغسل بلدان الدول الطاغية)، ليعلموا أن دماء قاداتنا أغلى من كل أموالهم ومخطاطتهم، يا صمّادنا لقد أغتالتك أمريكا وإسرائيل، وكان مِنْ العرب الكذب والتضليل، واليوم الصمّاد مِنْ جديد فوق العرب يٌحلق ويدك براميل النفط حتى يعلموا أن “الدمَ اليمني أغلى مِنْ النفط”.
انطفأت شمعة الصمّاد، ولكنها أضاءت في مسيرتهُ دروب المجدَ لأبناء اليمن الذين تعلموا منهٌ حب الصمود، ونهلوا منهٌ روح الوطنية..وورثوه علمًا وتُقى ووطنية وجلدًا وصمودًا وإباءً..قتلوا صمّادًا فخرج ملايين من الصمّاد، فما أعظمها مِنْ حياة، وما أعظمهٌ مِنْ استشهاد.
#اتحاد_كاتبات_اليمن.
Discussion about this post