أشواق مهدي دومان
و لم أطمع في السّابق من ( خويشان ) إلّا ما شجّعتني إحداهنّ بأن أصوّر محاولاتي الشّعريّة و أعرضها عليه لطبعها كديوان على نفقة وزارة الثّقافة حين كان ( خويشان ) وزيرا للثّقافة آنذاك و لم أكن أعرف أنّ له نصيب كبير من اسمه ( خويشان ) الذي ” بيدقّها خيوشة و تسبرله على قولة المثل : ” من تخيوش قضى اللّه حاجته ” ،
و مثل ( خويشان ) و على شاكلته لا يفهمون لغة الإنسانيّة و لكنّهم يفهمون لغة الغريزة فهذا ( خويشان ) الذي عرفته في سنيّ العدوان حين كتب عن : البيض و اللبن و المرأة محرّضا على الانقلابيّين ( يقصد أنصار اللّه ) الذين أفقدوا المرأة أمنها و جمالها ( كما ألمح ) بينما كانت في سوقها تبيع البيض و اللبن ، و كأنّه يصف نفسه بائعا للشّرف بقلم مسنون حاد يحرّض على من يدافع عنه ، و يكتفي هو باستعراض غرائزيته التي لا ترقى للكلام بحرف واحد عن مواجهة العدوان بل لا يسطيع أن يتفوّه على أسياده المرتزقة و أربابهم يوم ضرب العدوان القاعة الكبرى في عزاء لآل دمّه ( الرّويشان ) ، و يومها اعتقدنا بأوبته للحقّ لكنّه كإبليس و فرعون و غيرهم من الموبوئين بالغرور و عقد العظمة التي ربّاهم ( عفّاش ) عليها، و بدلا من أن يتوب فقد عتى و نفر، و زاد حدّة و لسانا على من يدافعون عنه و هو كقواعد النّساء معزّز مصون في خدره ناعما منعّما ،
هذا الــ ( خويشان ) كغيره من المرتزقة عرفته يوم انتقد احتفالاتنا بمولد الرّسول الأعظم فأدلى بدلوه هو و عادل الشّجاع ، و جميح ، و صميخ ، و سطيح بن بطيح ، محرّضا و ناقدا حفاوتنا بذكرى مولد رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ) ، و تزييننا لما حولنا بالأخضر ابتهاجا و فرحا فمحمّد بن عبداللّه هو رمز للحياة الإنسانية ، و رحمتها التي عُرفت قسوة في قلوب المرتزقة كانوا في شقق سلمان أم لازالوا في خدورهم هنا ، و عندها كتبت عنه بعد أن حمدتُ اللّه أنّ نتاج مشاعري و أفكاري لم تصل إليه عبر محاولاتي الشّعريّة التي صوّرتها ( كما قلتُ سابقا ) بناء على تشجيع إحداهنّ التي وضعتها في درج مكتبتها المنزليّة حتى أفل عهده ..
لا تهمني تلك الذّكريات و لكنّي أرى محاولاتي الشّعرية كأولئك المكتظّة بهم السّجون في قضايا مختلفة ، و كثير منهم مظاليم ، و لم يجدوا لهم مطالب أو ربما يئس من ينافح و يكافح في سبيل إخراجهم من تحكيم القانون و العدالة في قضاياهم خاصّة و القضاء لليوم فاسد، و لو نفذ فليس ينفذ إلّا لصالح الفاسدين، بينما هو نائم للمظلومين حتّى إشعار لا موعد له ، خاصّة و كثير من كوادر الشّرطة (التي يرتبط عملها بالقضاء كسلطات تكمل بعضها ) لازال يمشّي الأمور بنفسيّة ( عفّاش و شركاه ) ؛ فأقسام الشّرطة مكتظّة بمن لا يؤمنون إلّا بالرشاوي ، و لا ينطلقون لأداء مهماتهم إلّا لو جاءت أوامر من فلان أو علان ، كما أنّ بعض المحامين يسلخون جلود من يلجأ إليهم لينتصروا له ، كما أنّ القوانين نائمة لا يوقظها إلّا أوامر بتوقيعات المسؤولين النّافذين الذين تحكم أكثرهم الشلليّة ؛ ففلان من شلّة فلان و محسوب عليه ، و الآخر محسوب على علان ، و على وتيرة هذا من شيعتي ، و هذا من عدوّي ، بينما يضيع الكثير في السّجون و يتمّ تكديسهم مجموعين مع القتلة و المنحرفين فلا يخرجون من سجونهم إلّا بنفسيّات منحرفة ، منتقمة على حكومة أهملتهم و علّمتهم مالم يكونوا يعلمون من أنموذجات و سيئات زاد انتشارها ،
حسرة : إن كنت حرّا و لا تستطيع أن تنتصر أو تنصر مظلوما حتّى بلسانك فحين تتصل لأحد المعنيّين لا يجيبك ، و يجيبك عنه أشخاص يخبرون عنه أنّه غير موجود و قد سمعتَ صوتَه يخبرهم قائلا : أخبروه أنّي غير موجود ،، و آخر ترسل له رسالة و كأنّه قطعة صخرة أو تمثال لا يشفق و لا يتنازل حتّى لفتح الرسالة !!!!
تكتب فتترقّب أن يستغلّ المنافقون جدّيتك و مصداقيتك و صراحتك في النّصح حين تنادي بالأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر لنعود :” خير أمّة أخرجت للنّاس ” بعيدين عن تشبّهنا ببني إسرائيل حين : ” كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه ” ،
فتتكلّم بغية الإصلاح في شأن الأمّة بعيدا عن اسطوانة : ” مش وقت هذا الكلام احنا في عدوان ” ، و هنا :
لنفترض أنّ العدوان استمر رغم هزيمته فهو سيستمر لاستنزافنا و لهذا أطلق السيّد القائد على معركتنا مع هذا المستكبر المعتدي : معركة النّفس الطّويل ، فربّما يطول أمد العدوان كمناورات بين حروب باردة و تصيّد الفرص لفرض واقع من الحرب الساخنة الميدانية تارات أُخَر ، فهل نسكت عن الفاسدين بمبرّر نحن في عدوان لنخلق بيئة مناسبة لعودة حكومات ماقبل ثورة الــ ، 2014 ؟!
هل نترك المجال مفتوحا للفاسدين حتّى يتوسعوا بمبرّر لا وقت لمحاسبتهم و معاقبتهم ، و كيف أنّ الفاسدين حينها سيعملون بكلّ تركيز و طمأنينة و سيتخلّلهم و يخترقهم العملاء و الخونة و المرتزقة و سيستدرجونهم إليهم إن كانوا مجرّد فاسدين فسيتحولون تحت غطاء ( مش وقت المحاسبة إحنا في عدوان ) إلى كتائب ارتزاق خائنة عميلة تنخر الوطن من عمقه ، و ستكبر أمنياتهم و يتغلغلون حتّى لن تقوم للحقّ و العدل حينها قائمة ؛ فتدوير فاسدين و قائم ، و اختيارات لوزراء ليس مبنيّا على اختيار كفاءات مع العلم أنّ عدد المخلصين من الوزراء اليوم يعدّون بالأصابع بأقل من عشرة ، و حينها سيعود عفّاش و الإخوانجيّون بثوب و مسمّى جديد فيحكمون و تضيع دماء الشّهداء ، و أنت مازلت تصمت و تحترق و أنت تحاول أن تفهمهم أنّ التّصحيح يبدأ من اليوم و إلّا فاقرؤوا العدل السّلام و انسوا ثورة قرآنيّة كانت في 21/ سبتمبر 2014 مادام الأمر يعتمد المحسوبيّات و الظّهور و الإسناد لمن له ظهر و من لا يملك ففي ستين داهية !!!
محسوبيّات عفّاش بطريقته المثلى لازالت قائمة حين ترى بأمّ عينيك وظيفة تحقّ لفلان فتهدى لغيره ، و حين ترى فلانا من الوزراء يعامل النّاس بعقيدة هذا من شيعتي و هذا من عدوّي وترى مسؤولا يهمّش موظفا غير مسنود ليملأ الجوّ بأهله و ذويه دون اعتماد الأولوية للأكفاء .
و.هنا فلنعرف أنّ عظيم النّار من مستصغر الشّرر،
و هنا لنستشعر نعمة وجود علم الهدى السيّد القائد / عبدالملك بن البدر الحوثي بيننا و لنتقِ اللّه في إثقاله بكلّ الهموم و المصائب دون الانقياد لأمره و التّسليم المطلق له و هو الآمر بجلد الفاسد كائنا من كان ، و هو الموجّه بتطبيق اثنتي عشرة نقطة للنّهوض بالوطن الجريح ، و هو الواثق بأنّ المسيرة لن تقبل جيف الضمائر و لن تكون مظلّة للفاسدين ،
هذا القائد الذي نواليه قولا و ننصرف عن أوامره سلوكا ،هذا الذي للآن لم يدرِ الفاسدون و المنافقون معنى نَفَس القرآن و ظل رسول اللّه و روحه و دمه التي تجري في عروق السيّد القائد الماضي فينا بكتاب اللّه لا اتباع شهوة ، و لا غرور تعامل، و لا بيع وطن ، و لا تنازل عن سيادته و حريّته و استقلاله .
السيّد القائد الذي يسعى جهده لأن يلتقطنا بوطننا من غيابت جبّ عفّاش و الإخوانجيّين الذين باعوا اليمن بثمن بخس و تقاضوا ثمنها ففرّوا عنها يحاربون في صفوف المحتلين ضدّ وطنهم ، في حين تمتدّ لنا كفّ السيّد القائد لتنتزعنا و تيقظنا من كابوس ذكريات حكم عفّاش و شركاه المتغلغلين في كلّ نواحي الدّولة الكائنة اليوم و الذين يعملون بنظامه و بنفس وتيرة حكمه ، و أسلوبه و هنا نخشى أن تولد دولة عفّاشية في رحم المسيرة القرآنية ، و تكون القابلة تحمل مسمّى الصّمت عن الفاسدين فــ : ” مش وقتهم إحنا في عدوان ” ؛ و على هذا فاصمتوا حتّى لو استمرّ تدوير الفاسدين فنحن في عدوان ، و اصمتوا لنهب الأراضي و لا تحاسبوا فساد وزارة الأوقاف و لا تلمزوا القضاة الفاسدين فنحن في عدوان ، و اتركوا التجّار يتلاعبون بحاجاتنا و حياتنا فنحن في عدوان ، و …الخ
و بعدها : ماذا يقال من الولاء لهذا السيّد القائد و رجاله المنتصرين في ساحات البذل و السّخاء و الصّدق لا ساحات تدوير الكراسي و تبادل المصالح بالهواتف ،
ماذا بقي لنرقى بدولة الأحرار مستضيئين بنعمة وجود السيّد القائد يناضل و ينافح عن أمّته كأسد يحمي عرينه وحيدا منفردا و لولاه لقلنا : إنّ عفّاش و شركاه الإخوانجوهّابيّين لم تلفظهم الأرض الطّيّبة فمازالوا مطبوعين على قلوب الكثير ممن توكل إليهم مسؤولية حكم هذا الشّعب الصابر الفولاذي بإيمانه و صموده،
و أخيرا : أخبروني : لماذا تتجاهلون توجيهات السيّد القائد في جلد الفاسد كائنا من كان ؟!
متى تكونون على مستوى ثقة السيد القائد بتمثيل المسيرة القرآنيّة و تعريف المجتمع بأنها لا يمكن أن تكون مظلّة للفاسدين و المتسلّقين ؟!
متى سيكشفكم اللّه بناموسه و سيميز الخبيث من الطّيب لينصر وليه السيّد القائد / عبدالملك بن البدر الحوثي ابن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ) ، العلم الرباني ، ذلك النّور في زمن الظّلام ؟!
متى سيبين كلّ من يغدر بالمسيرة و يطعنها في الظّهر ، و متى سيكشف اللّه سوأة من يشقّ المسيرة إلى شقّين و في كلّ شقّ أعضاء محسوبون عليها بينما يبطش كلّ منهم صاحبه و يهزمه و يحطمه و يدمره محدثا فجوة بين الرّوح الواحدة تاركين جميعهم الملعب للخونة و المرتزقة و بقاياهم التي تلعب هنا كخالد الرويشان و غيره ، أخبروني : ماذا بكم و هل ستعود كربلاء بوجوه منافقة تدعم المسيرة و تتعاطف معها بالقلب بينما تقتل المسيرة القرآنية بالفعل و السّلوك ؟
و أمّا خويشان فليخرج ( و إلّا خرجت نفسه ) فلا يهمّ اليمن شأنه لكن هل سنفترض عالما بعيدا عن الوجاهات و المحسوبيّات ليفرج عن المظلومين ؟
هل ننصرف إلى أحلام يقظة لنبني لنا مدينة فاضلة ننتصر فيها لمن لا سند له ؟
لمن لا يجد مسؤولا منصفا عادلا ؟
لمن لا تحكمه الشّلليّة ؟
لن أطيل و ربّما كرّرت و أطنبت ، و لكن : حفظ اللّه السيّد القائد و أبقاه و بارك فيه لأمّته المترامية الأطراف ، حفظه و نصره على العدوان بتحالف ثمان عشرة دولة أو يزيدون ، كما يا اللّه و اكشف من يسعى للغدر بابن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ) من المثبّطين و طلقاء العصر ؛ و لهم : لا رفّّ لكم جفن حياة ، و لا نامت أعينكم ، و موتا لا قيام منه و معكم كلّ ظالم أفّاك كاذب متسلّق منشقّ عن المسيرة القرآنية و يموّه بها و يحمل اسمها تزويرا ، و في الواقع هو خائن دماء الشّهداء في وضح الحقيقة ، و نهارها السّاطع ، و كفى .
أشواق مهدي دومان
Discussion about this post