تمثل ثقافة المجتمع الأرضية الأساسية في التكوين العقلي للإنسان في ذلك المجتمع , وهي التربة التي توجد فيها بذور القيم والتصورات والمفاهيم التي ينطلق منها الإنسان في اتخاذ قراراته على المستوى الشخصي أو الاجتماعي .
فالشعوب التي تصنع وتبعث القيم الثقافية السليمة هي التي تتصدر عروش المجد الحضاري وتحظى بمكانتها اللائقة.
ومن هنا تأتي أهمية الثقافة كما ونوعا لتأثيرها الكبير الذي سينعكس على حياة الإنسان سلبا أو إيجابا.
وقداختلفت وجهات النظر حول مفهوم الثقافة مما أدى لتعدد التعريفات وتنوعها حتى عرّفت بمئة وخمسين تعريفا حسب “كوبلا وكلايكون”
تعريفات غربية منتخبة:
يرجع الأصل اللغوي لكلمة Cultcre )ثقافة)المترجمة عن الفرنسية ,إلى مفهوم الزراعة والحراثة ولعل في ذلك إشارة إلى أن الثقافة هي التربة لزراعة القيم الإنسانية.
وقد تم تعريفها من قبل منظمة اليونسكو بأنها :جميع السمات الروحية والمادية والفكرية والعاطفية التي تميز مجتمعا أو فئة اجتماعية وهي تشمل الفنون والآداب وطرائق الحياة, كما تشمل الحقوق الاساسية للإنسان ةنظم القيم والتقاليد والمعتقدات.
وعرفها هنري لاوست :بأنها مجموعة الأفكار والعادات الموروثة التي يتكون فيها مبدأ خلقي لأمة ما ,ويؤمن أصحابها بصحتها وتنشأ منها عقلية خاصة بتلك الأمة تمتاز عن سواها.
تعريفات عربية منتخبة:
تشتق كلمة ثقافة لغة من الفعل الثلاثي ثقف الشيء ثقفا :أي حذقه ,ورجل ثقف :أي حذق فهم (لسان العرب).
وقد عرفها مصطفى سامي النشار :بمجموعة القيم والمبادئ التي يتمسك بها أفراد مجتمع ما وتقود حركتهم وسلوكياتهم لتحقيق أهدافهم في الحياة(في فلسفة الثقافة/80).
وذهب مالك بن نبي أنها مجموعة من الصفات الخلقية والقيم الاجتماعية التي تؤثر في الفرد منذ ولادته ,وتصبح – لا شعوريا -العلاقة التي تربط سلوكه بأسلوب الحياة في الوسط الذي ولد فيه.
وقد اختصرت سلسلة صناعة الثقافة التعريفات بتعريف مختصر وشامل حين عرفتها “بمجموع المعارف والقيم الحاكمة للسلوك”
Discussion about this post