بقلم/ إكرام المحاقري
رسالة مرسلة لضمائر العالم الغافل عما يحدث في دولة عريقة ذات حضارة وأصالة اسمها اليمن, لن أكتب بالخط المنمق، ولن استند للمسند “أياه” من أجل أن تفهموا كلامي عن شعب سُفك دمه منذ خمسة اعوام, لكن على الأقل في أنين صهيل الخيول الف رسالة وحُجة بالغة إلى حين تلقون ربكم أما مؤمنين وأما جاحدين.
بداية.. الم يأن أوان قيامة ضمائركم الميتة من مقابر الاشباح حتى الان؟!! الم يتحرك ساكنً في إنسانيتكم المفقودة؟!! الم يأن لكم أن تنطقوا حقً وتنصروا مظلومً وتتحرروا من قيود الصمت المخزي؟!! أين أنتم وماذا حل بكم، وإلى متى سيستمر نفاقكم يا هؤلاء؟!! لم تأبهوا بدموع طفلة فقدت جميع أهلها، ولا بدموع أم ثكلى فقدت فلذة كبدها، ولا بدموع وطن بكى شعبه المظلوم حزنا وكمدا؟!!
فماذا عن دموع وصراخ تلك الخيل التي هي الآخرى نالها جرم العدوان بدون أي سبب؟!! فما ذنب الإنسان أيها العالم المشغول بتفاصيل حياته الفانية, ثم ما ذنب الحيون تلك الخيول الأصيلة التي طالتها يد الإجرام؟!! الكم حيال كل ذلك بيان، أم تقطعت بكم الاسباب والاعذار؟ ما دهاكم ومما تخافون وقد علمكم الشعب اليمني الحر معنى التحرر من القيود والاغلال؟ أم أن المال الذي تعبدونه حال بينكم وبين الانصاف؟ أم أن الموت الذي تهابونه قد الجمكم بلجام من نار؟! أم أنكم تهابون من ذاك المنشار الذي لم يفرق بين عدو وصديق وعميل ووطني وأصبح “خاشقجي” له تجربة وعنوان؟!!
وماذا عن تلك القوانين العالمية والدولية التي كفلت للحيوانات سلامتها وحرمت قتلها واصطيادها بطريقة غير قانونية، ولكل ذلك بنود قضائية تقض بمحاكمة من يفتعل مثل هكذا جرائم بحق الحيوانات، ماذا عن استهداف الخيول الأصيلة النادرة والتي لم تسلم أيضا من عدوان قليلي الأصل؟!
تحركات العدوان المضطربة وبنك اهدافهم المفلس أصبح محط شبهة للتآمر ليس على اليمن فحسب؛ لكن على حضارة الأسلام التي ساهمت في نشر رسالته حوافر العاديات في جميع الفتوحات الإسلامية, فكل هذه الجرائم ليست إلا تجسيدا لذلك الحقد الدفين التي تحمله صدور آل سعود منذ القدم, فهم يمثلون امثالهم ممن سبق وحارب الدين وتعدى على حدود الله. والأعتداء على الحيوانات يؤكد أن بنك الأهداف السعودي قد أستنفذ كل شيء في اليمن، البشر والحجر وأخيرا الحيوان!! كما أن هذا الاستهداف يثبت عدم تورع آل سعود عن أي حرمات أو تقيده بأي مواثيق.
هذه المأساة المؤلمة لن تكون سببا في اخضاع الشعب اليمني بل العكس كما هو الحال في مواجهته جميع جرائم العدوان الوحشية, كذلك من تغنون بالإنسانية وحقوق الإنسان خرست السنتهم كالعادة، فلا إنصاف للحيوانات سوى تلك التي في مأرب لا بغيرها!! لكن ليس هذا بجديد، لكن الجديد سيكون ردا قاسيا تتألم منه دول تحالف العدوان “والأمم المتحدة” في آن واحد, ولن تكن دمعة الخيل وانيين صهيلها الا لعنة تجرف بسلطان الظالمين, وان غدا لناظرة قريب.
Discussion about this post