#د_يوسف_الحاضري
غالبا تأتي اللامبالاه والتواكل في التعامل مع الأمور العظيمة اما نتيجة التهرب من المسئوليات او نتيجة العجز والكسل وهذان أمران مرتبطان بنقص الوعي أو بالوعي مع التهرب من إلتزامات التحرك ، لذا يلجأ الإنسان الى رمي المهام المناطة إليه ضمن مسئولياته إلى جهة (لا تسئل عما تفعل) وهو الله عز وجل والتي تتوقف غالبا النقاشات ومحاولات الإقناع عندها ، وللأسف أصبح الله بعظمته وعزته سلاحا يلجأ إليه العاجزون الكسالى لرمي عجزهم وكسلهم وخوفهم عليه، واضعينه كشماعة لهم في ذلك ،وهذا ما وجدنا عليه بني اسرائيل في عهد موسى عندما ذكرهم موسى بأفضال الله عليهم وتوفيقه ومؤازرته لهم وتأييده ليستحضروه ويستحضروا معيته لهم في مسئوليتهم القادمة وهي التحرك في سبيل الله وقتال اعداءه واعداءهم والمرتبط بوعد مسبق بأن الله سينصرهم ويوفقهم ، ولكن نفسيتهم المتواكله المتآكله بالضعف رموا المسئولية على الله تهربا منها فقالوا لموسى (أذهب انت وربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون) أي مادام الله قد قدر لنا النصر فسننتصر حتى لو ما قمنا بمسئولياتنا وواجباتنا وإلتزاماتنا لذا يكفي الله يا موسى وانت معه لتنهوا القضية وتخارجونا من هذه المعضلة وسننتظركم هنا لما تنهوا الأمر نأكل ونشرب وننام ، ثم يصفون هذا التصرف بأنه قمة الثقة والوعي بالله ، وفي حقيقة الأمر هو قمة التواكل والهروب من المسئولية والعجز ، بإختصار شديد (إنعدام الثقة بالله الناتج عن إنعدام معرفتهم به حق المعرفة) وهذه المعرفة الحقيقية تتلخص في توفيق الله وتأييده للمتحركين القائمين بمسئولياتهم ، أي كان الذي يجب عليهم ان يتحركوا للقتال وعندها سيوفقهم الله ويهيأ لهم كل أساليب النصر.
وكذلك اليوم في موضوع #كورونا ، فللاسف مازالت نفسية بني اسرائيل (نفسية إذهب انت وربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون) مسيطره عليهم تماما ولكن بلهجة أخرى مفادها (لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا ) و (الله الحافظ) وغيرها من أطروحات في حقيقتها صحيحة ولكن استخدامها من قبل العجزة المتهربون من مسئولياتهم بطريقة خاطئة وباطلة ، فالله هو الحافظ بالفعل ولكن لو لم نتحرك للجبهات وقمنا بمسئولياتنا فهل كان الله سيحفظنا ويحفظ اعراضنا كما هو وضعنا اليوم ام ان دواعش السعودية وامريكا سيدخلون الى داخل كل بيت منتهكين لكل الأعراض وساكفين للدماء كما رأينا في دول عديدة !!
الأخذ بالإجراءات والإلتزامات والإحتياطات الكاملة في سبيل التصدي لوباء كورونا والحفاظ على أنفسنا واسرتنا ومجتمعنا ووطننا منه ومن تأثيراته على جميع المستويات الصحية والحياتية والاقتصادية والسياسية و غيرها واجب ومسئولية على الجميع لا يعفى من التنصل منها أحد كائنا من كان ، مسئولية الكبير والصغير ، مسئولية الذكر والأنثى ، مسئولية المتعلم والأمي ، وما الجهات الحكومية الا للتنظيم والترتيب والتوجيه وتوفير الخدمات ، اما القتال ضد هذا الفيروس هو واجب الجميع .
نعم الله خير حافظ ولكن بعدما نقوم بكلما يجب ان نقوم به لحفظ أنفسنا ثم نترك الله ليدبر أمره ويحكم حكمه وعندها ستكون النتائج الإلهية عظيمة جدا تصب في مصلحتنا مهما كان ظاهرها مؤلم .
شخص واحد تساهل بالإجراءات والنصائح فأدخل مدينة إربد الأردنية في حجر صحي وإصابات بالمئات ووفيات عديدة ، وآخر تساهل بالأمر فأصبحت إيطاليا تعاني من كارثة وفيات يومية بالآلاف وهكذا بقية الدول والمدن العالمية ، فهل سنضرب نحن اليمانيون أروع وأرقى الأمثلة في التحرك السليم والسديد في سبيل الله رافعين شعار (إذهب انت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون) متحملون مسئولياتنا على أرقى مستوى !
#د_يوسف_الحاضري
Discussion about this post