بقلم ناجي امهز
اولا الملك سلمان لم يمت كما اشاع بعض الاعلاميين الذين لا هم لهم الا الشهرة، على حساب العقول البسيطة، متناسين بان الاعداء يراقبونا بابتسامة ساخرة بسبب هذا الانحدار الاعلامي الذي وصلنا اليه.
فالملك سلمان كان اخر لقاء متلفز له قبل اسبوعين حين استقبل وفدا متعدد الاديان من ضمنهم الحاخام اليهودي، كما انه بالأمس استقبل وزير خارجية بريطانيا ونشرت الصور.
واصلا لا مشكلة بالسعودية من يذهب ومن ياتي ومن يعتلي العرش كي نعول على متغير بالاستراتيجية السعودية بتغير الاشخاص، طالما قرار المملكة السياسي والاقتصادي والعسكري اليوم بيد الادارة الامريكية التي تسيطر على كل شيء.
وقد بدأت امريكا بالسيطرة على مفاصل القرار السعودي بعد حظر الملك فيصل النفط عن الغرب في عام 1973مما اضطر الرئيس نيكسون لزيارة السعودية في عام 1974 وهي اول زيارة لرئيس امريكي الى المملكة، وبعد لقاء عاصف بين الاثنين اغتيل الملك فيصل بعام 1975، على يد احد ابناء العائلة الحاكمة، مما ادى الى انهاء الدور البريطاني في المملكة وبداية العصر الامريكي.
اذا ماذا يجري بالسعودية واسباب الاعتقالات لأفراد العائلة الحاكمة بتهمة الخيانة.
اولا لا يوجد بالمملكة العربية السعودية قانون واحد يجرم التخابر والتعامل مع العدو الاسرائيلي، وجميعا شاهدنا وسمعنا دعوات غالبية الصحفيين السعوديين للتطبيع والزيارات والالتقاء بقادة العدو الصهيوني، بل العكس كافة القوانين العقابية حتى قطع الراس تطبق على من يساعد او يدعم المقاومة ضد اسرائيل.
والذين تسربت اسماء اعتقالهم من العائلة الحاكمة بتهمة الخيانة هم محمد بن نايف والذي يعتبر رجل امريكا القوي.
بينما الامير احمد بن عبد العزيز هو ذات ميول اسلامية اخوانية، ومدعوم بريطانيا.
وقد يكون نجح الامير احمد (شقيق الملك سلمان) باقناع الامير محمد بن نايف بان الادارة الامريكية تخلت عنه وبان بريطانيا مستعدة ان تعيد دوره الى السلطة، وخاصة ان موقف امريكا اليوم ضعيف، فهي لن تكون قادرة على التعاطي بازدواجية المعايير بالملفين التركي والسعودي، وانها بالختام ستخضع بسبب تقاطع مصالحها، لانها ملزمة بالتوقف عن اضعاف الدور التركي بالمنطقة، مما سيضطرها للطلب بتغيير السلوك السعودي المصري اتجاه تركيا افساحا لها بالمجال لمواجهة النفوذ الروسي بالبحر الابيض المتوسط.
كما ان بريطانيا التي نجحت باقناع الحكومة الفرنسية بمنع زيارة محمد بن سلمان الى قصره بفرنسا بسبب تورطه بمقتل خاشقجي، شكل رسالة دعم دولية قوية لاحمد بن عبد العزيز ومحمد بن نايف، بان المجتمع الدولي غير راضي عن وصول محمد بن سلمان الى العرش.
وما زيارة وزير الخارجية البريطاني بالامس الى السعودية الا للتحذير من تعرض الامير احمد بن عبد العزيز للخطر، وبان العائلة الحاكمة ليست قادرة على تحمل المزيد من تبعات هكذا تصرفات اتجاه المعارضين السعوديين، وبان المجتمع الدولي لن يسكت، وخاصة ان الحزب الجمهوري الامريكي بوضع دقيق للغاية بظل اقتراب الانتخابات الرئاسية الامريكية في شهر 11/2020 مما يضعف موقفه من مواصلة حماية العائلة الحاكمة بالسعودية.
وايضا ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والذي يعلم بان لا شيء يحميه من العزلة الدولية بسبب مقتل خاشقجي الا وصوله للعرش، لذلك هو مضطر للاستفادة من وقت ترامب قبل احتدام المعركة الرئاسية الامريكية في شهر 7 من هذا العام، وتامين انتقال سلس للعرش، والاكيد ان هذه الاعتقالات تمت بموافقة امريكية اولا لكسب الوقت وثانيا لمنع تغلغل الدور البريطاني بالمملكة.
لننتظر قليلا الموقف الامريكي الذي حتما سيصدر الاثنين وبعدها اخبركم بتصوري عن مسار الامور.
Discussion about this post