هم هكذا العظماء يا صماد اليمن
✍ عبدالرحمن الحوثي
اليوم لن احزن لأنني حزين اصلآ منذ عام…لن اذرف دمعآ فقد بكيت ودمعت عيناي حتى الثمالة ليس لشهادته فهي فضل, وما اكثر شهدائنا الذين حزنا لفراقهم وهنئنا انفسنا لفوزهم…بل بكيت لعظمته, لرقة قلبه, لسعيه للشهادة رغم محبته لأبنائه واعتلائه منصب الرئيس..
اليوم علينا جميعآ ان نعرف ان لكل واحد في هذه الحياة مهمته التي خُلق من أجلها تحت ظل المبدأ القرآني الشامل في قوله سيحانه وتعالى “” وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون””
فكل واحد سيكون عظيمء إذا ما أدى واجبه وانجز مهمته على اكمل وجه, ومن هنا يتميز العظماء امثال الرئيس الشهيد, فهو كغيره من عظماء الامة عبر القرون من السنوات يُخلقون ليؤدون مهمتهم ويضعون لبنة اساسية في صرح الامه والدين ثم يرحلون, جميعهم يرحلون شبانآ او على الإقل ليسوا كهولآ, يرحلون وهم في كامل قوتهم وصحتهم, يرحلون قبل ان يبنوا لأنفسهم او أهليهم من متاع الدنيا الزائل…نعم رحل الامام الحسين, والامام زيد, وغيرهم من الأئمة الاعلام بعد وضعوا لبناتهم التي خلقهم الله لأجلها, وايضآ في عصرنا رحل الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي(رضوان الله عليه) شابآ ولكن بعد ان انهى مهمته, وأخيرآ رحل الصماد (رضوان الله عليه) ايضآ شابآ ولكن بعد ان ادى مهمته التي كلفه الله بها.
الرئيس القائد قدر له الله سبحانه ان يكون مثلآ وقدوة, وهيأه سبحانه من ذي قبل تلميذآ ومجاهدآ ومرشدآ وثقافيآ في مدرسة القرآن الكريم, نعم إعتلى منصب الرئاسة وهو يمتعض من هذا الكرسي , فكان لا يعشق إلا الجهاد في سبيل الله في الميدان.فكانت إرادة الله ان هيئ له وضع أثره واتمام مهمته بأن يصبح نموذجآ ليس له مثيل لتلك المدرسة التي تكالبت عليها كل فئات الاستكبار في الداخل او الخارج فبرئها الله بالرئيس الصماد, واثبت الله للناس قدرة هذه المدرسة لإدارة امر الامة, وكشف الله للناس بمحبة هذه المدرسة للجميع وقدرتها على توحيد الجميع, وعلم الله الناس كيف يجب ان يكون ولاة امر المسلمين, وكشف الله زيف المبطلين الذين يقدحون في المسيرة بحب السلطة والامامة والهاشمي والقبيلي فكان الصماد هو البراءة لأنصار الله من اوهام المنافقين, اظهر الله للناس مدى طهارة المسيرة القرآنية ونقاء عقيدتها التي تجعل حب الله فوق حب الولد والزوج وقد تجلى ذلك في الرئيس الصماد, علمنا سبحانه اننا قادرون على المستحيل طالما كنا متمسكين بحبله كما كان الصماد.
بالصماد كسر الله سبحانه وتعالى تلك الاصنام البشرية التي يعبدها الناس من دون الله فجعل امامنا نموذجين إثنين لنقارن مدى تأثير بضع سنين امام عقود من السنين إذا ما سرنا على نهج الله.
بضع سنوات انهى الصماد فيها مهمته في هذه الحياة التي فهمها من خلال فهمه للنهج الالهي في القرآن الكريم وحتى انه اعلن موعد وفاته وشهادته.فوضع لبنته المقدره له ليبقى اثرها قائمآ نهتدي بها ونقتدي بها لدرجة انه ترك فينا معادلته المشهورة التي تعتبر اساسآ لمئات السنين( يد تحمي ويد تبني). هذه إرادة إلهية, وذكرى إلهيه وعبرة لمن اراد ان يعتبر.
سلام الله على روحك الطاهرة يا شهيدنا الرئيس صالح الصماد, انت باقٍ في داخلنا وفي حياتنا..لم ولن ترحل عنا..
اللهم صلي على محمد وآله.
✍عبدالرحمن الحوثي
17/4/2019
Discussion about this post