*كتبت /عفاف محمد*
هكذا لجمت الحكومات أفواه شعوبها وأسكتتها خوفاً من سطوة الحاكم الذي باع نفسه ووطنه لمن لا يريد للعروبة أن تنهض أو تستقيم ..
تعلمنا في مناهجنا كيف نحب الوطن وكيف ندافع عنه ..تعلمنا ان فلسطين قضيتنا الأولى ..تعلمنا أن الصهيونية عدوتنا ..
لكن مع مرور الوقت وجدنا انفسنا قد ضعنا في متاهات التحضر والمعاصرة ، ضعنا أمام شاشات التلفاز والهواتف الذكية و”البلاي ستيشن” وغيره وغيره من الأجهزة الحديثة ..
تهنا عن أساسيات كانت من أولوياتنا. نسينا حبنا للوطن. ونسينا غيرتنا وحميتنا على فلسطين؛ الأرض العربيه المغتصبة والمقدسات الشريفة المنهوبة. غرقنا في أحداث المسلسلات من سيعشق من؟ ومن سينتقم لمن؟ ومن قتل من؟ وماذا لبس البطل الفلاني؟ وماذا لبست البطلة الفلانية؟ وكيف قصة شعرها؟ وووو الخ هذه الإهتمامات السطحية. تقطعت الأواصر والعلاقات الأسريه وصرنا نبحث عن أصدقاء من أطراف العالم. أصدقاء إفتراضيين ، لا نعرف عن أصلهم أو بيئتهم أو نهجهم بالكاد يجتمع رب الدار مع أهله أثناء الوجبات وفي أوقات العطلات ..!
ومثلما تمزق النسيج الأسري، تمزق الإجتماعي والمحلي والقومي. عمد الغرب من إستكبار وإستعمار على إلهائنا عن القضايا الأهم. وحاصرونا بأمورنا السطحية التي لا تبني أجيالاً ولا تنمي كياناً؛ فأصبحنا مسلوبي الإرادة. نبحث عن كيفية إرضاء الغرب بتقليدهم وإتباع خطواتهم التي رسموها لنا. تقيدت حرياتنا وسلبت ثرواتنا. وبُدِّلت ثقافاتنا ،ومُيعت أفكارنا ، وهُبِّطت عزائمنا ، وثُبِّطت هممنا. أصبحنا في دائرة مغلقة هم أرادوها لنا.
لعبوا مع حكامنا الانذال من تحت الطاولة؛ الذين ماتت فيهم الحمية والغيرة والشيم العربية. لطخوا أصالة العروبة ومرغوها في الوحل من أجل إرضاء اسيادهم. إستغفلونا وأسرفوا في الشعارات الوطنية ، وأسرفوا في فتاويهم الدينية ليحرفوا بوصلة الشريعة الإسلامية حيث أرد لها المغرضون لتفريق شملنا وتمزيق نسيجنا. لعبوا علينا لعبة الدول الكبرى لننسى فلسطين.
فهل صحيتم يا عرب بعد أن تبينت علاقة حكامكم بأمريكا وإسرائيل ومشاريعهم الإستعمارية ؟!
أم أنهم أرهبوكم وأقنعوكم ان تنسلخوا من عروبتكم أكثر وأكثر ..!!
يا أحرار العالم حتما أنتم تعرفون حجم مخططاتهم وتعرفون اي حال مزرٍ يراد لنا أن نصله. عرفتم أن أصحاب العقالات ليسوا كلهم شرفاء ولايهمهم ان تقوم للعرب قائمة بل تهمهم مصالحهم وصفقاتهم ومشاريعهم التي تدر عليهم الأرباح من خلال علاقتهم الودية مع أمريكا والصهاينة. لقد استغفلوا شعوبهم. وأقنعوهم أن تلك العلاقة حلال وإنها من دواعي السلام. سلامهم الذي لن يكون إلا بدمارنا ..
والحديث يطول ..
هم اقتاتوا من لحومنا واستعذبوا تمزيقنا ، ولكن الصحوة قد دبت في ضمائر الكثير من الشرفاء الذين نسمعهم يتنكرون لصفقه القرن اللعينة تلك التي استفزت عروبتهم. فهناك أحرار في الأردن وفي مصر وفي الكويت وفي البحرين ممن يضيقون حكامهم عليهم الخناق لكن أصواتهم تجهر بالحق وهويتهم العربية وإنتمائهم ومبادئهم وقيمهم أبت إلا أن تصرخ صرخة غضب ويقولوا الى هنا وكفى ….
.قفوا عند حدكم يا أنذال ..
سكتنا كثيراً وتغاضينا كثيراً وتغافلنا كثيراً ..لكنكم تسلبون لوننا،ثوبنا، رغيفنا، كرامتنا، حرياتنا وتسلبون كل حق وهبه الله لنا ..
لن نسكت اليوم عن باطل لن نتخذ إسرائيل ربيبة ..
فليحيا الحوثي البطل الذي قال لا بكل شجاعة وعنوان.
وليحيا السيد حسن نصر الله الذي قارع الصهاينة واذيالهم دون رهبة منهم.
وليحيا الأحرار في إيران وسوريا والأردن والعراق ولبنان وفلسطين وكل حر في كل دولة رفضت أن تخنع وتنذل لمخططاتهم ومشاريعهم ..
فكونوا يا عرب أحرار ..تحرروا من قيودهم تحرروا من افكارهم وثقافاتهم البراقة الخلية.
إرجعوا لصوابكم إرجعوا لعروبتكم الأصيلة. تحرروا ولا تضعوا لهم بالاً هم يخافون أصواتكم ويرتعبون من توحدكم ..
حرروا فكركم قبل كل شيء…
حينها ستتذوقون حلاوة الحرية.
Discussion about this post