أمة الملك الخاشب
تميزت المرأة اليمنية عبر التاريخ بعلمها وأدبها ورجاحة عقلها حتى في الحكم والتاريخ شاهد على ذلك , فإنه وإن كان هناك قصور في التاريخ وقلة المراجع التي وثقت عن عظمة المرأة اليمنية التي نبغت في العلم والأدب والشعر والبلاغة ولكن المرأة اليمنية في يمن الإيمان ظلت محافظة على هويتها الإيمانية وعلى حياءها وعفتها فهي التي حافظت على حجابها وحشمتها في وقت كان فيه أدعياء الحداثة والعلمانية يدعون لتحرير المرأة من حجابها ويحرقون الحجاب في عواصم عربية مسلمة مكتوب على دستورها بأن شريعتها الإسلام .
ظل المجتمع اليمني مجتمع محافظ على هويته الإيمانية وظلت أعرافه الدينية والاجتماعية ترفع من قدر المرأة وتحترمها فلا يستطيع أحد المساس بكرامة المرأة في هذا المجتمع المؤمن وظل الاقتراب من المرأة اليمنية خط أحمر مهما كان حجم المشاكل المجتمعية والصراعات التي حصلت عبر التاريخ .
حاول العدو بشتي الطرق غزو المرأة اليمنية من الداخل واختراقها للوصول إليها فلم يجد طريقة أسهل من الأنترنت عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي كسرت كثير من الحواجز واستطاعت للأسف الوصول لهذه الدرة المكنونة التي تعامل في اليمن كالجوهرة المصونة وكلا يغارعليها . ولكن الهوية الإيمانية والفطرة الربانية ظلت تصارع ذلك الغزو , وظلت عادات وتقاليد وأعراف وقيم الأسرة اليمنية هي من تحكم هذه الفتاة أو تلك المرأة , ومهما حصل من انحرافات بسيطة لكن القيّم السائدة هي من تتصدر المشهد . ولأن المجتمع اليمني يجل من قدر المرأة ويحترمها اختصه الله تعالى بهذا الهدي القرآني المتجسد في محاضرات ودروس الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي والسيد القائد العلم عبدالملك بن بدر الدين الحوثي والتي انبثق منها ما يعزز الصمود في مواجهة حروبهم الناعمة والفكرية .
في يمن الإيمان تحركت المسيرات الغاضبة ضد الانتهاكات والاغتصابات التي حصلت ضد النساء في المخا وفي التحيتا وغيرها وتصدر هذا الشعب اليمني المرتبة الأولى في الحفاظ على الهوية والغيرة والشرف والقيم النبيلة التي للأسف اندثرت واختفت عند مجتمعات أخرى.
وقد يتساءل القارئ الكريم أين مضمون العنوان في هذا المقال وأين هو دور المرأة في الحفاظ على هويتنا الإيمانية اليمنية
وإليكم الجواب الشافي فالمرأة هي عمود هذه الأسرة اليمنية التي هي بدورها ركن أساسي من المجتمع الذي بدوره حقق انتصارا عظيما وهو يواجه هذا التحالف الكوني ضد يمن الإيمان لاستهداف هويته واحتلال أرضه وشرذمته , فبوعي هذه المرأة صمد المقاتل في مترسه والإعلامي في منبره والمعلم في مدرسته والمزارع في حقله . فهي الأم التي تدعو أناء الليل وأطراف النهار وهي الزوجة الصابرة التي تتحمل المسؤولية في غياب الزوج أو فقدانه وهي الابنة الصابرة التي تكون قدوة لنظيراتها في العمر وهي المعلمة التي تخرج أجيالا عظيمة تستشعر معنى البذل والتضحية والصمود من أجل الله ومن أجل الوطن
ولا مجال هنا لذكر عظيم مواقف هذه المرأة التي حافظت على هويتها الإيمانية وحافظت على تاريخها الحافل بالعطاء , ولكن نقول وبكل فخر أن هذه المرأة الفاطمية الزينبية العلوية الحسينية قدمت أنموذجا عظيما لنساء عصرها اللواتي وللأسف يعشن بلا قضية وبلا هدف وبلا وعي وبلا استشعار بعظمة أداورهن التي خلقن لأجلها
Discussion about this post