بقلم د.يوسف الحاضري
abo_raghad20112@hotmail.com
الملائكة والجن مخلوقات مرتبطة بالإنسان ارتباطا وثيقا في كل جوانب حياته الإستخلافية وعليهم واجبات وفقا لتكويناتهم الخلقية في مساندة الإنسان وهذا جانب من معاني أمر لهم ب (أسجدوا لآدم) أي كونوا سندا له كيفما يريد ، لذا وجدنا الجني “إبليس” رفض ان يكون خاضعا لآدم فقال مستنكرا (أنا خير منه ) و (ءأسجد لمن خلقت طينا ) فتحول مع من تبعه من الجن الى شياطين لهم طاقات سلبية تؤثر سلبا على نفسية الإنسان عكس طاقة الملائكة التي تؤثر إيجابا على نفسية الإنسان ، ومن هنا سنتكلم عن هذين الجانبين وتأثيرهما على البشر في معارك القتال من منطلق ما يحصل هذه الفترة من انتصارات عظيمة للجيش واللجان الشعبية اليمنية في مناطق ومحاور عديدة لا يمكن أن يصدقها انسان لولم توثقها كاميرات الإعلام الحربي وايضا الصبر والصمود لهؤلاء لمدة تقترب من ألف وسبعمائة سبعون يوما امام أكبر واشد واقوى واكثر ترسانة عسكرية مالية اعلامية عرفها التاريخ .
الملائكة والجن مخلوقات ذات طاقة الاولى نورانية والثانية نارية ويتجاوزان محيط قدرة رؤية الإنسان المحصورة ما بين الشعاعين (الحمراء والبنفسجية) ولكن يستطيعان ان يؤثران بشكل او بآخر على مشاعر الإنسان المختلفة وفقا لما جاء في القرآن الكريم ،فالملائكة تؤثر على المشاعر الإيجابية عند الإنسان المؤمن بالله وبها وينعكس هذا الأيمان على مقدار ومستوى ثقته بالله وبتأييده لذا عندما يتحرك الانسان المؤمن كما يريد الله سبحانه وتعالى تكون اساسا مشاعره مبنية على صفات ايجابية مرضي عنها من الله وهنا تأتي التدخلات الإلهية قوية وعميقة عبر الملائكة من خلال التأثير على مشاعرهم المتمثلة في (الصبر والثبات ) وذلك من خلال تثبيت هذه النفسيات لديهم (واذ يوحي ربك الى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا) فيزداد المؤمن قوة وصبرا وثباتا واستبسالا وهذا ينعكس ايجابا على تنكيله بالعدو وايضا ينتقل كل مشاعر الخوف والرعب المتولد بطبيعة الحال في مثل هذه الساحات(ساحات القتال) الى الطرف الآخر فينهار امام قوة وضربات الطرف المؤيد من الملائكة ، كما نجد في آيات اخرى توضيحات اكثر لهذا الجانب فقال تعالى عن موضوع تأييده لنبيه بالملائكة (وما جعله الله الا بشرى ولتطمئن به قلوبكم) فأي سلاح اقوى واشد من سلاح (القلب المطمئن ) المستقر في ساحات المعارك التي تعني بمفهوم آخر (ساحات الموت والدماء والقتل ) فهل تبحث عن سلاح أشد واقوى من هذا السلاح ؟؟
ومن جانب آخر نجدالطاقة السلبية المتمثلة في الطاقة المتولدة من الشياطين وهؤلاء الذين يجدون لهم موطئ قدم في نفوس كثير من الناس فيتحركون فيها بتزيين لهم الأعمال والنفخ في بالونة تلك النفسية السلبية المتكونة اساسا وسلفا من قبلهم ومنهم انفسهم ، لذا نجد في قوله تعالى موجها للمؤمنين ليحافظوا على طهارة نفسياتهم لكي لا يخترقها الشيطان (ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط ) اي ان هؤلاء يمتلكون نفسيات التكبر والعنجهية والمراءاه فأصبحت مهيأة للشيطان ان يؤثر فيها وهذا ما وجدناه في الآية التالية (وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم ) أي وسع من دائرة عنجهيتهم وتكبرهم وبطرهم من خلال تزيين ذلك لهم وحبهم لهذا الأمر غير ان الدعم النفسي هنا مؤقت وكاذب وضعيف جدا من منطلق (ان كيد الشيطان كان ضعيفا) عكس تأييد الملائكة للمؤمنين الحقيقي والقوي و الثابت لذا كانت النتيجة هنا (فلما تراءت الفئتات نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم إني ارى ما لا ترون ) تركهم لمصيرهم المحتوم وفر بجلده فبقت نفوسهم خاوية لتمتلأ بالرعب (سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب) لأن تلك الطاقة المزيفة التي كانت تعطيهم كبرياء وعنجهية تلاشت فجأءه ، اما المؤمنون فكانت نتيجة تثبيت الملائكة لهم (فأضربوا فوق الأعناق وأضربوا منهم كل بنان) وهنا مكمن من مكامن اسرار انتصارات الجيش اليمني ولجانه الشعبية على مرتزقة العدوان وجيوش الأرض و اسلحتهم رغم فارق ما يمتلكه الجميع .
لذا لا تستغربوا عندما تجدون فتية قليلة من عباد الرحمن يجتاحون معسكرات ويدمرون ما يدمرون ويقتلون ما يقتلون وياسرون ما ياسرون ويغتنمون ما يغتنمونه ولا تهتز لهم انفجارات صواريخ الطائرات الحربية المعادية بل انني واثق كل الثقة ان الطيارين انفسهم يجتاحهم الخوف والرعب نفسه الذي يجتاح مرتزقتهم في الأرض (وظنوا انهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب) .
سأتكلم في مقال قادم عن جزئية هامة متمثلة في لماذا شدد الله عقوبة المؤمن الذي يفر عند اللقاء ومن نفس المنطلق هذا الذي تكلمنا عنه في مقالنا هذا .
#د_يوسف_الحاضري
Discussion about this post