✍🏻 عبدالملك سام
{ولتعرفنهم في لحن القول}.. هذه هي الإشارة التي تحدث عنها القرآن لكيفية معرفتنا للعدو المستتر الذي يعيش بيننا، فهم فئة تعمل دون كلل لضعضعة الأصطفاف الشعبي مع الجيش واللجان الشعبية، ولخطورتهم قال الله عنهم: {هم العدو فاحذرهم}. السبب وراء صعوبة أنكشافهم هو أنهم يبذلون جهد خرافي لإخفاء أنفسهم، وذلك لأنهم جبناء، لكن ما يجعلهم يستمرون في عملهم الهدام هذا رغم خوفهم هو الحقد الذي تغلغل في كل خلاياهم فجعلهم كتلا من الشر الذي يكره أن يرى المجتمع منسجما ويتحرك في أتجاه يتعارض مع مصالح فئة المنافقين الشخصية التي لا تتحقق إلا في بيئة مليئة بالفساد والظلم والطغيان..
أولا.. هؤلاء معرفون بأنهم ممن كانوا يحبون أن يستذلوا الناس بما كان لهم من مناصب لم يكونوا يستحقونها، وبعضهم كان يحصل على أمتياز او مرتب مقابل عمل لم يكن يقوم به، وآخرون لم يكونوا سوى سماسرة لأعمال غير مشروعة وهم فئة جامعي فتات الموائد الذين كانوا يديرون أعمالهم بطرق ملتوية مستغلين حالة الفساد المستشري في البلد، أما الفئة الأخيرة وهو ما أحب أن أطلق عليهم مصطلح (فقراء اليهود) فهم أولئك الغالبية الذين وقعوا ضحايا أبواق التضليل وما زالوا مستمرين في ترديد تلك التراهات ولم يتقبلوا الحقائق التي تجلت، ولكنهم فضلوا أن يبقوا على ما تعودوا عليه وألفوه ولو كانوا لا يحصلون على فائدة منه او أنه يخالف العقل والمنطق!
ها نحن نراهم فنعرفهم، يمشون مع بعضهم وهم يتلفتون كمن فعل جرما ويخاف أن ينكشف امره، ويتحدثون بصوت منخفض ولو كانوا لوحدهم، نظراتهم زائغة وكل واحد منهم يحدث الآخر وهو يصر على ان يرسم في ملامحه سيماء الخطورة البالغة وكأنهم في مسابقة على من يهول الأمر على رفيقه أكثر!! يخيفون انفسهم بأنفسهم بأكاذيب سرعان ما يصدقونها، وعند تفرقهم يشعر كل واحد منهم بالفخر بقدر ما أثار رعب الآخر بكلامه الذي يفتقر للمنطق والحقيقة..
أما دورهم مع المجتمع فيتطلب منهم أن يحملوا وجوها باسمة تخفي هزيمتهم النفسية، فينطلقون في المجالس ليتحدثوا عن مواضيع هامشية ليجعلوا المجتمع يركز عليها وينسى المواضيع الجديرة بالإهتمام، وهم أثناء تنفيذ هذا العمل يخرجون من جعبهم مئات الكذبات والشطحات المعدة سلفا والتي يتناقلوها بينهم مسبقا، أساتذة في الكذب حقا لأنهم يفعلون ذلك دون أن يرمش لهم طرف، ولأنهم معدومي الضمير فهم لا يرون ضيرا من أن يحلفوا برؤوس أولادهم أنهم يقولون الحقيقة لا سواها! وغالبا سهامهم السامة تكون موجهة ضد الحق وأهله لمعرفتهم بأسباب قوتهم وخطورة تجمع الناس حولهم وتأثيرهم على حساب مشروع النفاق والمنافقين.
كم مرة سمعتهم يشككون في الشهداء؟! ما سبب مقتلهم؟ أين جثثهم؟ لماذا يبدون متألمين؟ كأنهم، وربما، ولعل …..الخ. وبعدها يتلذذون بمظاهر الشك التي زرعوها في عقول ذوي الشهداء المكلومين! هم يبغضون الشهداء الذين أصطفاهم الله، وذلك أن الشهيد هو النقيض الواضح لهؤلاء الجبناء الملاعين..
كم مرة رأيتهم ينتحون جانبا بمجاهد ويبدأون في بث سمومهم حول أهمية عمله؟! يشعرونه بودهم الكاذب وهم يحلفون له بأنه الطاهر الوحيد بين مجموعة من اللصوص، ويدعون حرصهم على مصلحته وهم يدفعون به نحو الفساد، ثم يتركونه وقد علت وجهه نظرة الشك بينما هم يبتسمون ويتغامزون في لؤم وهم سعداء بما أنجزوه من شر!
كم مرة تجدهم وهم يسارعون في الشر؟ فيمنعون الخير وبذل أهل العطاء لتغطية أحتياجات الجبهات أو لتلبية احتياجات أسر الشهداء والمرابطين، وبكاءهم وهم يذكرون ما يمر به الشعب من ضائقة وفقر، وترديدهم لأغلظ الأيمان بأنهم من الناصحين الحريصين على مصالح الناس، وتشكيكهم في ذمة الجهات التي تقوم بجمع التبرعات، وجعل الموضوع يبدو أن فيه صعوبة بالغة للتأكد من وصول تلك الأموال لطريقها الصحيح!
كم وكم؟! مواقف معروفة وكيد شيطاني متواصل بالليل والنهار، تسعدهم المآسي فتراهم مختالين وسعداء بحزن شعبهم، وترى وجوههم غائمة ومكفهرة عند كل نصر أو انجاز يسعد الناس! يحاولون التقليل من أهمية أي نصر، والتهويل بأي حادث أو عارض!! هم العدو فاحذروهم.. ونقول لهؤلاء ما قاله الله في محكم كتابه: {لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا} صدق الله العلي العظيم..
🔑 https://telegram.me/abdullmalek_sam
Discussion about this post