✍🏻 عبدالملك سام
ظللت مترددا في كتابة مقال عما يحدث في نهم لعدة أسباب، الأول أنه حتى الآن لم يصدر أي تصريح رسمي عن سير المعارك هناك لحكمة لا أعرفها، غير أني مدرك بأن الموضوع لابد يحمل في طياته أمر مهم، أما ثانيا فلأن الأحداث لم تنتهي بعد، وأنا لا احب أن أستبق الأمر بتوقعات يتضح فيما بعد أنها كانت مجرد تكهنات لا تمت للواقع بصلة، خاصة وهناك الكثير من الظروف التي يكتنفها الغموض ولم تتضح الصورة بالكامل.. لذا فضلت أن اتريث، لكن هذا لا يمنع من الحديث عن بعض الجوانب التي أصبحت واضحة للجميع تقريبا..
جبهة نهم منذ أن ظهرت للسطح فجأة تصدرت الأخبار وأحاديث الناس، لقد حدثت خيانة وهذا مؤكد، وقد أحس المجاهدون بالمرارة لتكرار هذه الأحداث المؤلمة.. هناك طرف تربطنا به علاقة يفترض انها تحالف، ولكنه لا يكف عن فتح الثغرات بين فترة وأخرى، تكرر الأمر في تعز وعدن والمخا ونهم وأنتهاء بفتنة ديسمبر فيما بعد والتي أنتهت بألطاف إلهية.. ولكن نهم كانت مختلفة عما سبقها بسبب قربها من العاصمة، وبحكمة القيادة وجهود الرئيس الشهيد الصماد رحمه الله تم أحتواء وسد الثغرة حتى لا تتطور بشكل أكبر، ولكن الخطر كان لا يزال قائما..
ما حدث مؤخرا يثبت أن هؤلاء المرتزقة لا يفقهون شيئا في الدين ولا بتعاليمه، هم فقط متشدقون يستخدمون الدين للوصول لغاياتهم الدنيئة، ولكن هذا زمن كشف الحقائق كما قال الشهيد القائد، وأولئك المخدوعين بطول اللحى وبعض الكلام المنمق سرعان ما تفاجأوا بأنهم كانوا وقود لمعارك ضد بلدهم حتى ينعم قادتهم بالثروة وبناء فردوسهم في تركيا وبلاد أخرى! لقد وجدوا أنفسهم يقاتلون أبناء بلدهم تحت راية من يريد أحتلال بلدهم، ثم تفاجأوا بأنهم أصبحوا ممتهنين وأذلاء أمام تكبر وصلف ضباط أجانب لم يضيعوا فرصة واحدة ليذيقوهم الويل قتلا وسحلا وأهانة وأذلال، حتى أن ضابطا سعوديا قتل أحد المرتزقة لأن الأكل لم يعجبه!! وتكررت حالات القتل غدرا لهؤلاء الذين اكتشفوا انهم باعوا أنفسهم للشيطان..
ما حدث تحدث عنه القرآن الكريم في قوله تعالى: {وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم والله عليم حكيم}.. كان من الممكن أن يصلوا لهذه النتيجة بقليل من التفكير قبل أن يصبحوا ضحايا لغبائهم، ألم يفكر هؤلاء لماذا هم تحت لواء من حذرهم دينهم من توليهم؟! وحتى لو فكروا بشكل مختلف وبعيد عن الدين؛ ألم يفكروا لماذا هؤلاء الذين يقاتلوهم ويكفروهم يتصرفون بشهامة ورجولة بينما هم غارقون في الظلم والغدر والخيانة؟! ألم يفكروا ما نتيجة خيانة المواثيق والعهود؟! لو فكروا لعلموا بأن النتيجة بالتأكيد ستكون على هذا النحو، فمن يخون العهود سيمكن الله عدوه المظلوم من رقبته عاجلا أم أجلا، وهذه نهاية كل الخونة.
طوينا صفحة نهم التي كما كانت هدفا للشياطين، فانها كانت محرابا ومرصدا للملائكة.. هاهي صنعاء الشامخة في وجه العدوان تتنفس الصعداء بعد فترة من التوتر والترقب، أما مأرب التي ملأها المعتدون صديدا وخيانة فهي تنتظر أن يأتي الفرج من الله على أيدي جنوده الأبرار.. فقط أحب أن أشير بأن موقف أهل مأرب الحقيقي قد سمعه الجميع، هم ما عادوا يصدقون هؤلاء الأدعياء فيما يقولونه في حق أبناء شعبهم، مأرب لفظت المرتزقة الذين وصل شرهم إلى كل شبر فيها، ومأرب كرهت أن تكون منطلقا للعدوان على أبناء الشعب اليمني الأبي، ومأرب التاريخ سيأتي اليوم الذي تعلم هؤلاء الأقزام معنى الحضارة.. لقد دمروا كل تأريخ مأرب عندما جثموا على صدرها ودمروا كل ما يمت لأصالتها، ومأرب ستنتقم منهم قريبا بأذن الله..
📎 https://telegram.me/abdullmalek_sam
Discussion about this post