بقلم د.يوسف الحاضري
abo_raghad20112@hotmail.com
الأنتصارات الخارقة للعادة وللامور المادية التي تقيسها حواس الإنسان العادية هي التي من عند الله تعالى ، فالمستضعف الذي لا يمتلك ثروة مالية ولا جيوش ولا اسلحة ولا إعلام أفاك كذاب ولا شيء من ذلك عندما ينتصر على من يمتلك كل ذلك فهنا يجب ان نعرف ان هذا النصر من عند الله وهنا تتجلى قوة الله تعالى وتأييده ، وبالعكس لا تتجلى قوة الله وعظمته عندما تحارب قوة عظمى تمتلك كل شيء لقوة أخرى ضعيفة لا تمتلك شيئا فيقول القوي بعد النصر ان الله من أيده ونصره فلا تظهر قوة الله وتأييده الا على ايدي المستضعفين وهذا ما وجدناه في غزوة حنين عندما كان المسلمون أقوى واكثر من الأعداء فأعجبوا بالقوة هذه فحصلت لهم انتكاسة ولم يأت النصر الا عندما اصبحوا قلة متمسكين بالله (ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين) ثم عندما ولوا مدبرين وبقى مع الرسول المؤمنون حقا جاء النصر (ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا ) ، والقرآن وكلما فيه من قصص يؤيد ذلك وايضا ما يعيشه اليمن منذ 5 اعوام يؤيد قصص القرآن أولا ويؤيد سننه وقوانينه ثانيا ويؤيد هذا الطرح ثالثا ، ومن هنا يجب علينا ان نواصل التمسك بسنن القرآن وتوجيهاته عند النصر وبعد النصر كي يبقي الله بركاته ويعطينا ما بعده من فتح ثم تمكين في الأرض وغيرهما ، ولعل أهم هذه الأمور التالي :-
1.الشكر لله بخضوع وتذلل وانكسار والأعتراف بفضل الله وتأييده (فلما رءاه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني ءأشكر أم اكفر )
2.اللجوء لله بالدعاء الحثيث بأن يعيننا في عبادته عباده يرضى عنها وليس أي عباده (وقال ربي أوزعني ان أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين)
3.التسبيح والأستغفار تسبيحا واستغفارا عمليا سويا سليما نفسيا ولفظيا وترجمتهما عمليا (اذا جاء نصر الله والفتح ،،،،، فسبح بحمد ربك وأستغفره)
4.عدم الإعجاب بالكثرة ولا بالقوة التي نمتلكها ففي الأصل لا مقارنة بين ما نمتلكه ويمتلكه الأعداء (ويوم حنين إذ اعجبتكم كثرتكم)
5.عدم ظلم وأضطهاد الآخرين بل التعامل معهم برحمة وإنسانية عكس ما كانوا يتعاملون معنا عندما كانوا مسيطرين علينا مما أدى لنزع النعمة التي كانوا فيها وإعطاءنا إياها (ولقد أهلكلنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي القوم المجرمين ،،، ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون)
6. الإزدياد من العمل الصالح الذي ينعكس على بناء النفس ونشر العدل والحق في المجتمع من خلال العبادات الروحية التهذيبية والعبادات العملية الحركية (الذين ان مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور )
7.عدم الفساد والإفساد ومحاربته بجميع أشكاله واصنافه (فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الأرض وتقطعوا ارحامكم ، اولئك الذين لعنهم الله)
8. الاستمرار في الأعمال التي جلبت النصر والازدياد اكثر منها كالانفاق في سبيل الله (هآأنتم أولاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل على نفسه والله هو الغني وانتم الفقراء وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكم)
9.رفع مستوى التذلل والتراحم بيننا البعض والأعتزاز اكثر امام الكافرين من منطلق حب الله (يا ايها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين)
10.الإستمرار في الإحسان ثم الإحسان ثم الإحسان والذي كان سببا للنصر (الجهاد ارفع مفاهيم الاحسان) فقال تعالى (وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا تضيع اجر المحسنين)
11.طاعة الله ورسوله وولي الامر من آل بيت رسول الله والذي جاء النصر عبر تحركه وتوجيهاته القرآنية (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذين أرتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني ولا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون ،، وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون)
وهناك الكثير والكثير من الامور التي يجب علينا ان نتفاعل معها ونعملها عند النصر وهناك امور عند الفتح وامور عند التمكين فلكل مرحلة حاجياتها وشروطها وقوانينها وتوجيهاتها وكلها ترتقي بالانسان في سلم القرب من الله تعالى ، مما يعني ان مسئولياتنا عند النصر وبعده أكبر وأوسع واشمل عما كانت عليه الامور قبل النصر والا فما فائدة تمكين الله لنا في الأرض ودفع الظالمين والطغاة والجبابرة بنا .
#د_يوسف_الحاضري
كاتب وباحث في الشئون الدينية والسياسية












Discussion about this post