كش ” ملك “

كش ” ملك ”
كوثر محمد
هكذا انتهت لعبة الشطرنج التي استمرت لأكثر من ثلاثين سنة، لم يسقط على أيدي الشعب الذي خرج منذ أربعة أشهر ينادي بإسقاط النظام الذي قسم السودان إلى دولتين والذي نشر الجهل والفقر والبطالة والفساد والذي لم ينتهي جرمه إلى هذا الحد بل باع جيشه في حرب ظالمة ولم يجني السودان منها أي شيء ، يذهبون إلى أرض اللا عودة فهي مقبرة الغزاة فلا يعودون اجساداً ولا حتى جثثاً تقام لهم المقابر ولكن تم سقوطة بإيدي من كانوا يدعون حمايته …
تم اسقاط الملك على يد وزيره الذي على نفس حزبة وعلى نهجه ليقتلع الرأس كما زعم ويحتفظ به في مكان آمن، تم ترتيب كل شيء إعلان حالة الطوارئ، إغلاق المطار، إيقاف العمل بالدستور، بل أنه أعلن عن دولة عسكرية تستمر لمدة عامين، فأين ماتم المنادة به من دولة مدنية منتخبة ديمقراطيا بموجب اختيار الشعب…
هل نحن أمام مسرحية هزلية تدار أجنداتها من الخارج أم أنها لعبة الشطرنج التي أسقطت الملك من الوزير وتستمر اللعبة حتى تفضح أو تسقط كل أحجار اللعب …
أما عن نهاية البشير الغريبة المبهمة تفاصيلها، فهل سيتم محاكمته محاكمة عادلة ؟ أم أننا سنسمع عن فرارة لإحدى دول الخليج !! أو قتلة قبل فضح اللعبة التي كان هو المسيطر عليها وانتهت تواً بسقوطه ؟! …
عادةً مالعبت الدول المستكبرة عالمياً دوراً في ثورات الشعوب فهي تسقط من رفضه الشعب وترفع و توجه الشعوب نحو المخلص الذي تختارة هي لتقدمة كمنقذ للمستضعفين وللمدنيين ليتم الإلتفاف حوله ورفع شأنه لتحرق أوراق العميل القديم المنتهية صلاحيته ومباشرة العميل الجديد بطموح ووعود جديدة تستمر في الخطابات والتصريحات و تظهر كسراب على أرض الواقع كما يظهر في كل الدول العربية والتي كان زعمائها مجرد جنود مجندة ضد شعوبها لمنعها من التطور ومن بناء دولة عربية مسلمة مستقلة بعيداً عن وصاية الدول الكبرى …
أُنوه أصحاب ثورة السودان وثوارها إلى أن الثورات في الوطن العربي كثيرة وهي تعطي دروساً وعبر مهمة لتفهموا معنى الحرية والعدالة والمساواة التي تطمحون إليها وماهو المنعطف الذي تمرون به ولتكونوا أقوياء أمام إرادتكم تملكون الشجاعة في تقرير مصيركم ومدافعين عن أرضكم وعرضكم إذا تطلب الأمر وأن لا تكونوا أحجار شطرنج يتم تحريكها حسب ما يرغب به أعدائنا .