أمةالملك الخاشب
تابعت صور المسيرات المليونية من بغداد وسمعت دوّي صرخات الموت الموت لأمريكا وقارنت تلك الملايين الغاضبة التي هي أشبه بالأمواج الهادرة التي تكتم بداخلها براكين ثائرة وتنتظر فقط من يفجرها فتثور في وجه المحتل وفي وجه المرتزق, قارنتها بملايين الشعب اليمني الحر الذي مضى عليه أكثر من خمس سنوات وهو يخرج في مسيرات مليونية ثورية غاضبة في مناسبات عديدة تطالب بالعزة والكرامة وتنشد الاستقلال والحرية وتطالب بفرض السيادة على الأرض
تذكرت المسيرات التي سبقت 21 سبتمبر 2014 واستحضرت في ذاكرتي المسيرات التي تبعتها وهي تهتف باستكمال أهداف الثورة المجيدة وتطالب بالحرية وطرد المحتل من جنوب الوطن
بدون شعور مني أيضا تذكرت مشهد هروب الدبلوماسيين الأمريكيين صاغرين أذلاء وعلى رأسهم ربهم الأعلى ماثيو تولر من العاصمة الطاهرة صنعاء الصمود حتى أصبح مبنى السفارة الأمريكية في صنعاء كالقرية الخاوية على عروشها بعد أن كانت هي المقر الحقيقي لمركز الحكم في صنعاء
تذكرت أيضا وفي لمح البصر تلك الملايين المشيعة للشهيدين سليماني والمهندس في العراق وفي عدة مدن إيرانية وهي تصرخ بالموت لأمريكا ولإسرائيل وبدوّي يشبه صوت أسود غاضبة من حيوانات تعدت على حدودها
تذكرت دعوات الس يد ال قائد ع بدال م لك الح وث ي حفظه الله وهو يدعو للوحدة الإسلامية لكل محاور المقاومة الجهادية الحرة ضد المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة,
تذكرت الأمين العام لحزب الله مرعب الصهاينة وهو يخطب في تأبين الشهيدين سليماني والمهندس ويؤكد خروج الأمريكيين من المنطقة ويشير بيده الكريمة وهو يؤكد الخروج الأفقي في حالة رفضهم الخروج السلمي
وخطر في بالي مشهد خطبة طهران العظيمة الجمعة الماضية والسيد علي الخامنئي يرسل رسائل لأمريكا وللصهاينة ويؤكد لهم بأنهم سيخرجون مكسورين مدحورين من المنطقة بأكملها وبأن القدس ستتحرر وبأن فلسطين ستعود وبأن الغدة السرطانية ستستأصل بلا شك
كل تلك المشاهد العظيمة والأحداث مرت بشريط ذكرياتي مع شعور بالعزة والفخر وأنا أشاهد الشعب العراقي العظيم يتوحد ويجمع على ضرورة خروج الأمريكيين من العراق ليعيد العراق بناء نفسه وهو مستقل يفرض سيادته على أراضيه .
وتأكدت أن الشعب اليمني هو محرك الثورات وباعثها وهو المؤثر على كل الشعوب بإصراره العجيب على الانتصار في معركته المقدسة ضد التحالف ومرتزقته فهو لم ييأس منذ 5 سنوات بل ويزداد إصرارا وقوة وثباتا وقدرات عسكرية واقتصادية تساعده على تنمية نفسه وبناءها من كل النواحي
وسمعت أيضا في أعماقي مقطع من محاضرة خطر دخول أمريكا اليمن وصوت الش هيد الق ائ د حس ي ن ب در الدي ن الح وث ي وهو يؤكد أن أمريكا اذا أدركت أن الشعوب تعي وتفهم معركتها بأنها ستغير كل سياستها في المنطقة بل وفي معنى كلامه رضوان الله عليه بأنها ستعطف وترحل نهائيا من أي منطقة تشعر بأن مشاريع التجزئة والشتات والفرقة التي زرعتها قد باءت بالفشل ورٌدت في وجهها بشكل ملطام جامد مخجل لها ويقلل من قيمتها
وأيقنت بأن الوحدة الإسلامية بين محاور المقاومة قد بدت أولى خطواتها وتجاوزت معقم الباب التي نقول عنها في لهجتنا اليمنية بأنها منتصف الطريق
فليس أمام أمريكا من خيار سوى الرحيل من بلادنا قبل أن ترحل مهانة ذليلة فعدوى الحرية والاستقلال سينتشر بين كل شعوب المنطقة التي بدأت تعي وتدرك بأن أمريكا هي الشيطان الأكبر وهي عدوة كل الشعوب في كل مكان وفي كل زمان
Discussion about this post